كلمة الأنبا باخوم في حَفلِ السِّيامة الأُسقُفِيّة له

أقباط وكنائس

الأنبا باخوم
الأنبا باخوم


ألقى الأنبا باخوم المعاون البطريركى لشؤون الايبارشية البطريركية، كلمة شكر وترحيب بالسادة الحاضرين خلال قداس السيامة الأسقفية.

وقال: أصحاب الغِبطة والنيافة، وآبائي الكهنة واخوتي الرُّهبان والراهِبات، والجَمعَ الكريم؛ سلامُ الرَّبِّ القائم مِن بَينِ الأموات؛ أشكُرُ الرَّبَّ الّذي مَنَحَني هذه النِّعمة، وقَداسةَ البابا فرنسيس على كَلِمَتِه الأَبوية، وغِبطةَ البطريرك الأنبا ابراهيم ونيافة غِبطة الكاردينال الأنبا أنطونيوس والسينودس البطريركي، أشكُرُ سَعادةَ السَّفيرِ البابَوِيّ، والآباءَ المَطارِنة والكَهنة والرُهبان والرّاهبات والشَّمامِسة الإكليريكيّين، وكُلَّ مَن تَعِبَ في تَنظيمِ هذا الاحتفال: كهنة الإيبارشية وأبناء وخدام هذه الرعية؛ ولِكُلِّ الحُضورِ الكريمِ أقولُ: شُكرًا.

في الشّعار الذي اخترتُهُ عُنوانًا لِخدمَتي، أسيرُ مع أبا الآباء، عندما يظهر له الرَّبُّ ويَطلبُ منه أن يُضحّيَ بابنِه الحبيب. كيف يستطيعُ فِعلَ ذلك، ومِن أينَ لَهُ القُوّةُ والشَّجاعة؟ حَتَّى هو لا يَعلم. وأنا اليومَ أرَى ضُعفي، وأرَى ما بينَ يَدَيَّ مِن أعمال؛ أرَى تاريخي وحياتي، فأقول: كيف لك يا رب أن تطلب مني هذا؟ 

وأسمعُ اسحق وهو يقول لأبيه ابراهيم: «يا أبتِ، هذه النار والحطب، فأين الحَمَلُ للمُحرقة» (تك 22: 7)؛ فَتَختَرِقُ هذه الكلمات نَفسَ ابراهيم، ونفسي؛ فيقول: «الرَبُّ يُدَبِّرُ يا بُنّي».

واليومَ مَعَكُم أُكَرِّر: الرَّبَّ يَرَى ويُدَبِّر لِخِدمَةِ شَعبِهِ: كَلِمةَ خلاصٍ، أسرارًا مُقَدَّسَةً وشَرِكَةً تجمَعُنا.

اليومَ ليسَ عَلَيَّ أن أُضَحِّيَ بِشَيءٍ، بل علىَّ أن أثِقَ في أنَّهُ يَرَى وسَيَمنَحَني كُلَّ شَيء. يَجِبُ عَلَىَّ أن أَتَخَطَّى تَجرِبَتي، أي أن أَرَى فقط ما أنا عليه مِن خطيئة وعَدَمِ استحقاق، وأَثِقَ بأنَّ في ابنه الحبيب يسوع المسيح رَأَى ودَبَّرَ.

فَيَحِلُّ السَّلامُ بقلبي عندما أرى نفسي بين القطيع الذي يراه الرب ويقوده، ومَخافةٌ عندما أرى أنّه عليَّ أنا أن أسهرَ على القطيع. 

الرَّبُّ يُدَبِّر؛ هذه الكلمات هي مُلَخَّصُ خِبرَتي ومَسيرَتي حَتَّى الآن. فالرَّبُّ قَد رَأى ودَبَّرَ لي والِدَين وإخوة، وعائلةً وأخًا مَرشومًا بِصَليبِ المَرَض، ومِن صَليبِهِ ارْتَوَيْتُ ماءَ الإيمانِ والدَّعوة.

ورأى الرَّبُّ شبابي ودَبَّرَ لي مَسيرةَ إيمانٍ في حِضنِ الكنيسة، لِكَي تُنَمّي ما زَرَعَهُ هو.

الرَّبُّ رأى لِتَكويني فَدَبَّرَ أشخاصًا قادوني وفَتَحوا أمامي بابًا للحياة. لقد دَبَّرَ لي أخي الكاهن، فهو يوحنا المعمدان الذي أشار لي أين يوجَدُ المسيح.

صاحب الغبطة، لقد دَعَوتَني اليومَ لأكونَ نائبًا لَكُم، وأنا أتَعَهَّدُ لَكُم بالشَّرِكة والتعاون الكامل مع ابائي أساقفة السينودس البطريركي. 

آبائي وإخوَتي كهنة الإيبارشية البطريركية، أنتم ورِعايَتُكُم هي أولوية بالنسبةِ لي، فمعًا وفقط معًا، سَنَستَطيع أن نُواصِلَ بِناءَ إيبارشيَّتِنا.

شعب الإيبارشية البطريركية المُبارك: الرَّبُّ يُدَبِّر، على هذه الكلمة ألقى الشِّباك. وأضَعُ نفسي بينَ أيدي الرَّبِّ وإلهاماتِ رُوحِهِ القُدُّوس لِخِدمَتِكُم، فأنا مَعَكُم ابنٌ وأخٌ ولَكُم أبٌ، فَصَلّوا لأجلي.

كما قدم البابا فرنسيس تهانية القَلبِيّة للأنبا هاني باخوم (باخوم) بِمُناسَبة رِسامَتِهِ اُسقُفًا مُعاوِنًا جَديدًا للدائرة البَطرِيَركِيّة وكُرسي كاباسا الفَخرِيّ، مُتَّحِدًا وإيّاهُ بِمَشاعِرِ أُلفَةٍ رُوحِيّةٍ في هذا الزَّمَنِ بالِغِ الأَهَمِّيّة لَهُ ولِجَماعة كَنيسة الإسكَندَرِيّة القِبطِيّة الكاثوليكِيّة بأسرِها في مَصر؛ رافِعًا صَلَواتٍ حارّة لِيَسوع، الكاهن الأعظَم والأبَدِيّ، لِكَي تَصيرَ خِدمَتُهُ الأُسقُفِيّةِ خَصيبةً بِثِمارٍ رُوحِيّةٍ جَمّة لِبُنيانِ الشَّعبِ المَسيحِيّ.

فأسألُ لَهُ بِشَفاعَةِ مريم والقِدّيس مُرقُس الإنجيلِيّ والقِدّيس باخوميوس نِعَمًا وافِرة وأنوارًا سَماوِيّة، وأبعَثُ لَهُ مِن قَلبي بَرَكةً رَسولِيّةٍ خاصّة وأَمُدُّها طَوعًا إلى قَداسةِ البَطرِيَرك والأساقِفة القائِمين بالتَّكريس، وأقارِب الأسقُف الجَديد، والكَهنة والمُكَرَّسين وجميعُ الحاضرين في السيامة المُقَدَّسة.