محللون: مستوى جديد للحرب التجارية بين أمريكا والصين مع فرض التعريفات الجديدة

عربي ودولي

بوابة الفجر


عندما تبدأ الرسوم الجمركية البالغة 15% على البضائع الصينية التي تبلغ قيمتها 300 مليار دولار في الأول من سبتمبر، فإن القيمة الإجمالية للسلع الصينية التي تواجه رسوم استيراد قاسية عند دخول السوق الأمريكي ستصل إلى 550 مليار دولار، تغطي تقريبًا جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة في عام 2018.

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في منشور على "تويتر" في 24 أغسطس، أنه يعتزم رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية وسط مفاوضات تجارية ثنائية متوقفة.

وكتب "ترامب" في هذا المنشور: "ابتداءً من الأول من أكتوبر، سيتم فرض ضريبة بقيمة 250 مليار دولار على السلع والمنتجات من الصين ، التي تخضع حاليًا للضريبة بنسبة 25%، على 30%".

وقال: "بالإضافة إلى ذلك، سيتم فرض ضريبة على الـ 300 مليار دولار المتبقية من البضائع والمنتجات من الصين، والتي تم فرض ضرائب عليها اعتبارًا من 1 سبتمبر بنسبة 10%، بنسبة 15%. شكرا لاهتمامكم بهذا الأمر!".

ووفقًا لتعليمات "ترامب"، أصدر مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة إشعارًا في 28 أغسطس، يوضح بالتفصيل خطط رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بقيمة 300 مليار دولار من 10% إلى 15%.

ووفقًا لإشعار الممثل التجاري، ستواجه المنتجات المشمولة بالملحق "أ" من القائمة الجيدة المستهدفة المقترحة؛ رسوم استيراد بنسبة 15% بحلول 1 سبتمبر، في حين سيتم فرض رسوم إضافية على المنتجات المشمولة بالملحق "ج" من القائمة نفسها بنسبة 15% بحلول 15 ديسمبر.

وأظهرت أرقام من الممثل التجاري، أن الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بلغت 557.9 مليار دولار في عام 2018.

العين بالعين
جاء قرار "ترامب" برفع سعر التعريفة الجمركية على البضائع الصينية بعد أن أعلنت الصين عن فرض رسوم انتقامية على البضائع الأمريكية بقيمة 75 مليار دولار في 23 أغسطس.

ووفقًا للبيان الصادر عن لجنة التعريفة الجمركية بمجلس الدولة، تخطط الصين لفرض رسوم بنسبة 10% و 5% على استيراد بقيمة 75 مليار دولار من البضائع الأمريكية بحلول 1 سبتمبر و 15 ديسمبر، على التوالي، مطابقة للتعريفات الجديدة المجدولة التي أعلنها مكتب الممثل التجاري الأمريكي.

وشكى "ترامب"، في سلسلة من المشاركات على "تويتر" في 24 أغسطس، عندما أعلن عن خطة انتقامية لرفع التعريفات: "لا ينبغي أن تفرض الصين تعريفة جديدة على 75 مليار دولار من منتجات الولايات المتحدة (ذات دوافع سياسية!)".

أمل ضعيف لاتفاق تجاري
بينما واصل المفاوضون التجاريون من كلا البلدين الدخول في مفاوضات مباشرة، بدا الجانبان غير راغبين في تقديم تنازلات كبيرة يمكن أن تؤدي إلى اتفاق لحل الخلافات التجارية.

وخلال آخر محادثات تجارية استمرت يومين في شنجهاي في أواخر يوليو، اتفق الجانبان فقط على الاجتماع مرة أخرى في سبتمبر في الولايات المتحدة دون إحراز تقدم كبير.

وكما أشار المحللون السياسيون، فإنه على الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي المحلي وسط ضغوط من التعريفة الجمركية الأمريكية القاسية، من غير المرجح أن يقدم القادة الصينيون المزيد من التنازلات قبل أن يكمل ترامب فترة ولايته الأولى.

وقال دينج زويليانج، مدير معهد المصالح الخارجية في الصين، بجامعة شنتشن: "يواجه القادة الصينيون بالفعل ضغوطًا هائلة من التعريفات الأمريكية. لكن بعد حساب دقيق، أعتقد أنهم يفضلون التمسك بموقفهم الحالي قبل أن يتضح أن ترامب سيفوز في إعادة انتخابه عام 2020".

وأضاف المحلل: "هذا مجرد تحليلي الشخصي. لكنني أعتقد أن الزعماء الصينيين يفضلون المماطلة بدلاً من تقديم تنازلات كبيرة اليوم. قد تعتقد بكين أن هذا ليس الوقت المناسب حتى الآن لتلبية مطالب معينة من الولايات المتحدة".

ورأى "زويليانج": "إذا فاز ترامب بالفعل بإعادة الانتخاب، فربما لا ترغب الصين في الانتظار لفترة أطول قبل اتخاذ قرار بشأن التنازلات".

ووفقًا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في الصين، فإن إجمالي الناتج المحلي للبلاد ارتفع فقط بنسبة 6.2% على أساس سنوي في الربع الثاني، وهو أبطأ وتيرة منذ 27 عامًا على الأقل منذ أن أصبحت البيانات الاقتصادية الفصلية متاحة في العام 1992.

وأشار اقتصاديون صينيون آخرون إلى أن الزعماء الصينيين بدوا مستعدين لاحتضان الأثر السلبي للتعريفات الأمريكية الجديدة.

من جانبه، قال شين شينفينج، كبير المحللين للاقتصاد الجمعي في الضمانات الشمالية الشرقية: "اختتم اجتماع المكتب السياسي حول الاقتصاد الصيني في نفس اليوم الذي وصل فيه المفاوضون التجاريون الأمريكيون إلى شنجهاي. وهذا يدل على أن الصين ستفعل ما يصفه المسؤولون في كثير من الأحيان بأنه ما يجب القيام به بغض النظر عن نتائج المفاوضات التجارية".

ولفت كبير المحللين، أنه: "من الواضح أن السياسات الاقتصادية الجديدة أو عملية صنع القرار لا تستجيب للمحادثات التجارية. وحتى المفاوضات تتدهور أكثر أو أن تطبق الولايات المتحدة تعريفة حادة جديدة، فإن السياسات الاقتصادية الجديدة الصادرة عن اجتماع المكتب السياسي يمكن أن تظل مفيدة للنمو الاقتصادي المحلي على المدى الطويل".

كارثة عالمية
في حين أعربت بكين عن موقف الصين المتحدي ضد سياسات "ترامب" التجارية المتشددة، تركت الباب مفتوحًا أمام المفاوضات.

خلال مؤتمر صحفي دوري، يوم الخميس، أكد المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية قاو فنج على التأثير السلبي للحرب التجارية المتصاعدة على الاقتصاد العالمي.

وقال "فنج"ك "لدى الصين تدابير انتقامية كافية. ولكن في ظل الظروف الحالية، نعتقد أنه ينبغي لنا أن نناقش كيفية إزالة التعريفات على البضائع الصينية بقيمة 550 مليار دولار لتجنب تصاعد الحرب التجارية".

وأضاف: "تجري الصين مناقشات جادة مع الولايات المتحدة حول هذه القضية. ومثلما أكدت الصين مرارًا وتكرارًا، فإن الحرب التجارية المتصاعدة تضر بالصين، وتضر بالولايات المتحدة وتضر بمصالح جميع شعوب العالم، والتي قد تؤدي إلى نتائج كارثية على العالم".

وأوضح: "أن المفاوضين التجاريين من البلدين حافظوا على اتصال فعال".