الجنوب اليمني.. كيف يدمر إرهاب الشرعية المحافظات؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


إرهاب وتخريب وتدمير، مسميات تفرض نفسها على الواقع الجنوبي في اليمن، حيث أصبح موبوءً بتلك الأمراض التي تريد النيل من أمنه، واستقرار اليمن ككل، وهو ما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة تهب مدافعة بكل قوتها عن الأراضي اليمنية، لا سيما الجنوب الذي يريد الإرهاب التحكم فيه.

تطورات هامة

وكشفت التطورات خلال الفترات الأخيرة عن استغلال التنظيمات المتطرفة للأحداث في جنوب اليمن من أجل إعادة تنظيم صفوفها، للسيطرة على مناطق الجنوب ومحافظاته، حيث تجتمع قوى الشر الثلاث، وهي الشرعية والإخوان والقاعدة، فيما بينهما على تحقيق هذا الهدف، لضرب استقرار الجنوب اليمني.

الحكومة الشرعية.. تصعيد مستمر

وتعمل الحكومة الشرعية في اليمن على تحقيق أخبث أهدافها في الجنوب اليمني حالياً، ففي الوقت الذي التزم فيه المجلس الانتقالي، بالدعوة للتهدئة، انطلاقا من دعوات المملكة العربية السعودية، أثبتت حكومة الشرعية رغبتها في التصعيد من خلال ممارسات متطرفة نفّذتها مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، ومليشيات القاعدة الإرهابية، والتنظيمات المتطرفة التي تتعاون على الجنوب.

إرهاب إخواني على مؤسسات الجنوب

وما لا يخفى على أحد أن مليشيات الإخوان الإرهابية، التي تقاتل ضمن قوات حكومة الشرعية شنت هجمات عنيفة على مؤسسات رسمية في الجنوب، وهو ما يعتبر خرقاً واضحاً للتهدئة، وعدم التزام بالدعوة التي وجهتها السعودية للحوار في جدة.

وأوضحت صحيفة البيان نقلا عن مصادر يمنية، أنّ مليشيا الإخوان تستغل التزام المجلس الانتقالي بالتهدئة لفرض أمر واقع جديد في تحدٍ واضح لجهود التحالف لحل الأزمة عبر الحوار.

ماذا تفعل المليشيات؟

وأوضحت الصحيفة الإماراتية أن قوات المجلس الانتقالي تتصدى بقوة، حسبما أكد قائد قوات الحزام الأمني في عدن، وضاح عمر، الذي أكد على صد الهجمات التي تشنها مليشيا الإخوان الإرهابية، كما تتعامل مع خلايا نائمة في العاصمة، وذلك بعدما حاول المليشيات الإخوانية اقتحام مواقع في عدن، بينها مؤسسات مدنية.

وتبيّن تلك التطورات الهائلة حجم المؤامرة التي تكيلها مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، التي تمارس أساليب عدة من الإرهاب ضد الجنوبيين، مستعينة بعناصر من تنظيمات متطرفة وعلى رأسها القاعدة وداعش.

توقف القتال مع الحوثي

هذا الزحف الإخواني على عدن، جعلت المواجهات مع المليشيات الحوثية تتوقف في جبهات عدة، في وقت لا تزال فيه القوات الجنوبية تكافح إرهاب الحوثيين، وهو ما يؤكد مصداقية القوات الجنوبية في محاربتها كافة التنظيمات الإرهابية في ربوع اليمن، لا سيما الجنوب اليمني.

ويعكس كل هذا الكثير من الدلالات، بل ويقدم وقدّمت الكثير من التفسيرات لأدق التفاصيل في المشهد الراهن، وتفضح إرهاب حكومة الشرعية إقليمياً ودولياً.

إرهابيون يقاتلون مع الحكومة

ومما يستفز القاصي والداني، هو تبجح الحكومة الشرعية، التي أصبحت تضم لها الكيانات الإرهابية، دون وجل أو خوف، وشخصيات القاعدة الإرهابية، ومن بينهم الخضر جديب، الذي يعد واحداً من أبرز قادة تنظيم القاعدة في اليمن، والمسؤول عن عشرات العمليات الإرهابية.

يعمل "جديب" الآن الذراع الأيمن لوزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، وقائدا لحراسته، كما أصبح قائدا في قوات الإصلاح الإخوانية الموالية للشرعية الإرهابية، التي حاولت احتلال عدن خلال الأيام الماضية، لكنها انكسرت أشواكها.

صفقات مشبوهة

ويشير الباحث السياسي، سمير اليوسفي، إلى أن تنظيم القاعدة استوطن الجنوب اليمني، من خلال صفقة مشبوهة تمت بالاتفاق مع الحكومة الشرعية، مذكراً إلى وجوده في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، ويتمركز في مناطق جبلية ما بين أبين والبيضاء وشبوة، في جنوبي البلاد.

وأوضح في تصريحات لـ "سكاي نيوز" أن الحكومة الشرعية متورطة تورطاُ كبيرا في التعامل مع التنظيم المتطرف، موضحاً أن "القاعدة" في اليمن تذهب ثم تعود وفقا لحسابات جهات معينة.

خطط واستراتيجيات إرهابية

وفي ذات السياق، قال الباحث والكاتب السياسي، أحمد الصالح، إن تحركات التنظيمات الإرهابية، من ناحية نشاطها وخمولها، تعني أن هذه الجماعات لديها غرفة عمليات موحدة تحركها متى أرادت.

وأوضح في تصريحات لـ "سكاي نيوز" أن التنظيمات الإرهابية في اليمن تظهر وتشن هجماتها الإرهابية، عندما يكون حزب الإصلاح في زاوية ضيقة أو يخسر مواقعه ونفوذه، موضحا أن هذه الجماعات اختفت خلال السنوات الماضية في الجنوب، بسبب تضحيات النخب والأحزمة والمقاومة الجنوبية.

وأكد أن الإرهابيين لم يستهدفوا الحوثي، رغم أنهم يعتبرونه عدوهم، وراحوا عوضا عن ذلك يستهدفوا خصوم الجهات التي تحركهم.