"الإنفصال الأسري".. أكبر أضرار الألعاب الإكترونية على الأطفال

محافظات

بوابة الفجر


أصبحت عادة الألعاب الالكترونية والفيديو جيم لغة العصر وأصبح الكبار والصغار والأطفال مدمنين لتلك الألعاب وكان أطفالُ الأجيال السّابقة يلعبون بالألعابِ المرتبطة ببذلِ قدراتٍ ذهنيّة أو حركيّة أو بذلهما معًا، إلّا أنّه وبعد تطوّر التكنولوجيا واختراع الحاسوب وتوافره في كلّ منزل تطوّرت صناعة الألعاب الإلكترونية وخُصِّص الكثير منها للأطفال، فتركوا أساليب اللعب التقليدية واتّجهوا للألعاب الإلكترونية، فما هي الألعاب الإلكترونية؟ وما هي الأضرار النّاجمة عنها؟ وما فوائدها؟

تعريفُ الألعاب الإلكترونية
تُعرّف الألعاب الإلكترونيّة (بالإنجليزية:Electronic game) بأنّها نشاطٌ له قواعدَ مُحدّدة، ويشتركُ فيه لاعبون في قضيّة أو نزاعٍ مصطنع، بحيث يكون له نتائج تُقاس بشكلٍ كميّ، وتسمّى اللعبة بأنّها إلكترونية إذا تواجدت بهيئة رقمية، وعادة ما تُشغَّل على منصّات متنوعة كشبكة الإنترنت، والحاسوب، والتّلفاز، والهواتف النّقالة، والفيديو (Playstation)، والأجهزة المحمولة بالكف (بالإنجليزية:Palm devices).

تصنيفُ الألعاب الإلكترونيّة تُصنّف الألعاب الإلكترونية من حيثُ فئة مستخدميها والهدف منها إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسية هي ألعاب الذّكاء: يرتكزُ مضمون هذه الألعاب على العقل والتفكير المنطقيّ في اتّخاذ القرارات، وتحتاجُ إلى تفكيرٍ كبيرة للتعامل معها، ومن الأمثلة عليها: لعبة الشّطرنج الإلكترونية. ألعاب الإثارة والمتعة: تسعى هذه الألعاب لتقديم التّسلية وملء أوقات الفراغ، وترتكزُ على تفاعل اللاعبين معها حيثُ تتدرّج مستوياتها من السهولة للصعوبة، وما يُميّزها عن غيرها أنّها جذّابة بشكلٍ كبير؛ لكثرة استخدامها للصور والأصوات مما يستهوي الأطفال والمراهقين. الألعاب التعليمية: تهدفُ هذه الألعاب للجمع بين المتعة واللّعب والموازنة بينهما، وتقومُ بنقلِ المعلومة لمن يلعبها بأسلوبٍ مُسَلٍّ، وتُغطّي الكثير من المجالات؛ كالرياضيات، والتاريخ، والعلوم، واللغات، وغيرها، ومن الأمثلة عليها الألعاب التي تختصّ بتعليم الأطفال الحروف والأرقام وكيفية كتابتها. أضرار الألعاب الإلكترونية للألعاب الإلكترونية آثارٌ سلبيةٌ تعودُ على من يلعبها سواءً كان من الكبار أو الصّغار بأضرار كثيرة وفي جوانب مختلفة.

أضرار الالعاب الالكترونية
ومن هذه الأضرار الأضرار في الجانب الاجتماعيّ يُعرِّضُ إدمانُ الألعاب الإلكترونيّة الأطفال والمراهقين إلى خللٍ كبير في علاقاتهم الاجتماعية؛ حيثُ يعتادُ الطِّفلُ السّرعة في هذه الألعاب؛ مما قد يُعرّضه لصعوبة كبيرة في التأقلم مع الحياة الطبيعية ذات السّرعة الأقلّ درجة؛ الأمر الذي يقوده إلى الفراغ النفسي والشعور بالوحدة سواءً في منزله أو مدرسته. تُنمّي الشّخصيات الافتراضية في الألعاب الإلكترونية فكرة الانفصال عن الحياة الواقعيّة لدى الأطفال، إذ تقودهم للتعامل بمنطق هذه الشّخصيات الخيالية في حياتهم، مما يولّد الكثير من التّحدي والعنف والتّوتر والعراك الدّائم مع محيطه. تُنشِئ الألعاب الإلكترونيّة أطفالًا غير اجتماعيين؛ إذ إنّ الطفل الذي يقضي في ممارسة هذه الألعاب ساعاتٍ كثيرة دون أدنى تواصلٍ مع الآخرين سيصبحُ انطوائيًا وغير اجتماعيّ؛ بعكسِ الألعاب الشّعبية التقليدية التي تتميّز بالتّواصل، بالإضافة إلى أنّ الطفل الذي يُسرفُ في قضاء الوقت في الألعاب الإلكترونية سينعزل عن العالم الحقيقي ليجد نفسه مفتقدًا مهارات التّعامل مع الآخرين وإقامة العلاقات والصّداقات؛ مما يُحوّله طفلًا خجولًا لا يستطيعُ التعبير عن نفسه ومكنونه. تساهمُ الألعاب الإلكترونية في زيادة الانفصال الأسري، كما تزيد ارتباط الطّفل بقيم المجتمعات الغربية؛ مما يفصله عن مجتمعه وثقافته وقيمه. تصنع الألعاب الإلكترونية أطفالًا أنانيّين يفكّرون في إشباع حاجاتهم من الألعاب فقط، دون أن ينتبهوا لوجود من يشاطرهم اللعب، فتحدثُ الكثير من المشاكل بين الأشقاء على دورِ اللعب، بعكسِ الألعاب الشعبية التقليدية التي تتميّز بأنها ألعابٌ جماعية. قد تُعلِّم الألعاب الإلكترونية الأطفال مهارات الاحتيال؛ إذ يحتاجُ يعضُ الأطفال المال للإنفاق على هذه الألعاب؛ مما يدعوهم لممارسة الاحتيال والنصب على والديهم بادّعاء مصاريف أكاديمية مثلًا. الأضرار في الجانب الدّيني تحتوي بعضُ الألعاب الإلكترونية على الكثير من الأفكار والعادات التي لا تتوافق مع الدّين وعادات المجتمع وتقاليده، وتُساهم في تشكيلِ ثقافةٍ مشوّهة وغير مناسبة للطفل. تؤسّس بعض الألعاب الإلكترونية لأفكار الرذيلة والإباحية التي تدمِّر عقول المراهقين والأطفال عبرَ ما يُعرضُ من مشاهد فيها. يؤدّي إدمانُ الألعاب الإلكترونية إلى إلهاء من يلعبها عن عباداته المفروضة عليه، وبخاصّة الصّلوات الخمس، بالإضافة إلى أنّها تلهيه عن صلة الأرحام، وطاعة والديه وتنفيذ طلباتهم. الأضرار في الجانب الصحّي تقودُ الألعاب الإلكترونية إلى الإصابة بأمراض الجهاز العضليّ والعظميّ بسبب حاجتها لتفاعل اللاعب معها بحركاتٍ سريعة متكرّرة. تؤدّي الألعاب الإلكترونية إلى آلام أسفل الظّهر نتيجة الجلوسِ لساعات طويلة أمام أجهزة الحاسوب والتّلفاز. تؤدّي الألعاب الإلكترونية إلى حدوثِ أضرارٍ كبيرة لمفصل الرّسغ وإصبع الإبهام؛ بسبب الحاجة لثنيهما باستمرار. تؤثِّر الألعاب الإلكترونية بشكلٍ مباشر وسلبيّ على نظر الأطفال؛ إذ إنّ هناك احتمالية لأَنْ يُصاب الطفل بضعفٍ في البصر نتيجةَ تعرّضه بشكلٍ مستمر للأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد القادمة من شاشات التلفاز والحواسيب. الأضرار في الجانب السلوكي والأمني تعتمدُ نسبةٌ كبيرة من الألعاب الإلكترونية على عنصرِ الاستمتاعِ بقتلِ الناس، وتخريب ممتلكاتهم، والاعتداء عليهم دون حق. تُعلّم نسبةٌ كبيرة من الألعاب الإلكترونية الأطفال والمراهقين على طرق ارتكاب الجرائم وحِيلها؛ مما يُنمّي في عقولهم أفكارًا ومهاراتٍ حول العنف؛ حيثُ يكتسبون هذه الأفكار والمهارات عبر الاعتياد على ممارسة هذه الألعاب. الأضرار في الجانب الأكاديمي تؤثِّرُ الألعاب الإلكترونية بشكلٍ سلبيّ على الأداء الأكاديميّ لمن يلعبها؛ إذ أنها تقوده لإهمال واجباته المدرسية وتدفعه كذلك للتسرُّب من المدرسة أثناء فترة الدوام؛ مما يؤدّي لاضطرابات ومشاكل في التّعلم. تقودُ الألعاب الإلكترونية الأطفال والمراهقين إلى سهرِ الليل لفترات طويلة؛ مما يؤثِّر بشكلٍ مباشر على تركيزهم وتفكيرهم، فتجعلهم غير قادرين على الاستيقاظ للذّهاب للمدرسة صباحًا، وإنْ حصلَ وذهبوا للمدرسة فإنّهم سيستسلمون للنوم عوضًا عن التّركيز والاستماع؛ مما يؤثّر على تحصيلهم الدراسيّ. فوائد الألعاب الإلكترونية بالرّغم من كلّ الأضرار التي ذُكرت في الأعلى، إلّا أنّ لكل شيء سلاحٌ ذو حدّين.

فوائد الالعاب الالكترونية
ومن فوائد الألعاب الإلكترونية ما يلي: تقومُ بعضُ الألعاب الإلكترونيّة برفع مستوى التّركيز لدى من يلعبها، بالإضافة إلى رفع كفاءة الذاكرة والملاحظة ترفعُ الألعاب الإلكترونيّة من مستوى بعض المهارات الأكاديمية والاجتماعية لدى الأطفال؛ كمهارة الطّباعة، والكتابة، والبحث عن المعلومات، ومهارة اكتساب لغاتٍ أجنبية جديدة، بالإضافة إلى مهارات حلّ المشكلات التي تواجههم، ومهارات التّفكير الناقد وتساعدُ الطّفل على التّخطيط والابتكار إذ إنّ معظم هذه الألعاب تعتمدُ على خطواتٍ واستراتيجيات معيّنة للوصول للهدف.
وتُعرِّف الألعاب الإلكترونية الأطفال والمراهقين على العالم الذي يحيط بهم، وتُطلعهم على بيئات جديدة لم يتعرّفوا عليها سابقًا، وتُحسّن الألعاب الإلكترونية من قدرات الطِّفل على تحريك يديه واستعمالهما بشكلٍ طبيعي متوافقٍ مع حركة العينين