في عيد ميلاده الـ34.. تعرف على دور محمد بن سلمان في تمكين المرأة والانفتاح على العالم

السعودية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


حرص الآلاف من انحاء المملكة العربية السعودية على تهنئة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد أن تصدر هاشتاج "محمد بن سلمان 34 سنة" تويتر السعودية وغرد عليه الآلاف من أنحاء المملكة.

ولمحمد بن سلمان دور كبير في مجال حقوق المرأة وتمكين المرأة السعودية، إلى جانب دوره الكبير في الانفتاح على العالم، وإدخال الموسيقى والحفلات الترفيهية البلاد.

وبعد أن أصبح محمد بن سلمان وريثًا واضحًا للحكم في السعودية، أخذت توجهاته الموصوفة بالإصلاحية تتمثّل بصورة سريعة، حيث ينتشر بين الرأي العام السعودي أن ابن سلمان هو من وقف وراء قرار رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة في السعودية، وقرار السماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم.

واعتبرت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن هذه القرارات، تكشف عن رغبة صريحة من محمد بن سلمان في تخفيف قيود نظام الولاية على المرأة وربّما إنهائه بشكل كامل في السعودية.

وتضمّنت خُطط ولي العهد في الإصلاحات، خطةً لـ«تحسين أوضاع المرأة في السعودية، والاهتمام بها من خلال إدخالها في مجالات العمل، وجعلها تتولّى العديد من الأدوار والمناصب الفعّالة، مما يحقق التقدّم والإصلاح في اقتصاد المملكة» بحسب رؤية السعودية 2030.

وألمح محمد بن سلمان إلى قرب السماح للمرأة السعودية بعدم ارتداء «العباءة السوداء»، قائلًا: «لا يوجد نص شرعي يوجب أن تكون العباءة سوداء».

ويرى ابن سلمان أن هناك حقوقًا للمرأة في الإسلام لم تُمنح بعد للسعوديات، متعهدًا بالمساواة بين الرجل والمرأة، خاصة فيما يخص الرواتب والحقوق.

وكان قد صرّح في مارس 2018، أن «النساء السعوديّات - في عهده - أصبح لديهن حقوق جديدة، حيث بات بإمكانهن البدء في التجارة والانضمام إلى السلك العسكري السعودي وحضور الحفلات والأحداث الرياضية، وبعد أشهر قليلة سيكون بمقدورهن الجلوس خلف مقود السيارة»، وهو ما حدث بالفعل في يونيو 2018.

وجاء قرار منح التراخيص لفتح دور للسينما في السعودية بعد أربعين سنة من المنع، إضافة إلى قرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه في السعودية، في إطار حملة الانفتاح المجتمعي التي يقودها محمد بن سلمان. وقد بدأت الهيئة - منذ تأسيسها - بإقامة حفلات غنائية وترفيهية في السعودية بشكل متواصل.

واتخذ محمد بن سلمان خطوات عديدة لمحاربة التطرّف الديني في المملكة العربية السعودية، واستهدفت تلك الخطوات إنهاء ما يُسمّى مشروع الصحوة الإسلامية في السعودية.

ويسجّل المتابعون أن ثقافة التشدّد في المملكة العربية السعودية أصبحت في انحسار بسبب سياسات محمد بن سلمان، لصالح ما يعتقد أنّها تعاليم الإسلام الحقيقية، الضامنة لثقافة التعدّدية الفكرية، "المنفتحة على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب". والصحوة الإسلامية في السعودية هي حركة فكرية اجتماعية إسلامية سياسية نشأت بدعم من مجموعة دعاة إبان حراكهم الدعوي، والتسمية إشارة إلى "إيقاظ الناس من غفوتهم" حسبما يقولون، وقد تأثر شيوخ هذا التيار بفكر جماعة الإخوان المسلمين.

بدأ مصطلح "الصحوة" في الظهور في حقبة الثمانينيات من القرن العشرين. بحسب محمد بن سلمان فإن "الصحوة" حالة غير عادية وغير طبيعية دخلت على المجتمع السعودي، وبدأت بنشر ما وصفه بالإسلام "غير المعتدل"، من خلال سيطرتها على سلك التعليم في المملكة، بعد أن أصبحت مدارس المملكة العربية السعودية ساحة نشاط لهؤلاء، حيث "تم غزوها من جماعات متشددة، من بينها الإخوان المسلمين" بحسب تعبيره، وقد أرجع هذه الحالة إلى كونها ردَّ فعلٍ مُوَازٍ للثورة الإسلامية في إيران.

وقال ابن سلمان أن المجتمع السعودي، خاصة الشباب منهم، كانوا ضحية لهذا المشروع، متعهدًا بـ"تحرير المجتمع السعودي" من مشروع الصحوة وذلك بإنهاء تلك الحقبة لإعادة السعودية إلى ما كانت عليه قبل ثلاثين عامًا، أي إلى ما قبل بدء الصحوة، حيث كان الناس "يعيشون حياة طبيعية مثل بقية دول الخليج العربي"، ضاربا أمثلة بأن النساء "كن يقدن السيارات، وكانت هناك دور للسينما". 

وأضاف أن "سبعين في المئة من الشعب السعودي هم شباب وشابات بأعمار لم تتجاوز الثلاثين عامًا، وبكل صراحة لن نضيع ثلاثين سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار مدمّرة"، مستطردًا: "سوف ندمرها اليوم وفورًا"، وهو تصريح يرى مراقبون بأنّه يعكس توجهًا فكريًا واضحًا لديه لمحاربة مشروع الصحوة، ويُفسر سلسلة الخطوات التي اتُّخذت لمحاربة ما يوصف بالتطرّف في المملكة، بعد أن تعهد بالقضاء عليه في القريب العاجل على حد وصفه، قائلًا: "لن تقبل أي دولة في العالم بأن يكون لديها جماعة متطرّفة تسيطر على نظام الدولة التعليمي".

وُلِدَ محمد بن سلمان في مدينة الرياض في 31 أغسطس 1985، وهو الابن السادس للملك سلمان بن عبد العزيز، والدته هي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي. تَلقَّى تعليمه العام في مدارس الرياض، وأنهى دراسته الثانوية في العام 2003، ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة. أكمل خلال فترة تعليمه عددًا من الدورات والبرامج المتخصّصة، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، حائزًا على الترتيب الثاني على دفعته.

كانت بداية محمد بن سلمان في النشاط السياسي حين عُيّن مستشارًا متفرغًا في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي في 10 أبريل 2007، واستمر بعمله بنفس المنصب، حتى عُيّن في إمارة منطقة الرياض مستشارًا لوالده أمير الرياض في ذلك الوقت في 16 ديسمبر 2009، وتحوّل منصبه بالهيئة إلى منصب مستشار غير متفرغ. وحين وُلِّيَ والده سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد في المملكة العربية السعودية في 2012، أصبح محمد مستشارًا خاصًا ومشرفًا على المكتب والشؤون الخاصة لوالده ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

في 2 مارس 2013 صدر أمرٌ ملكي بتعيينه رئيسًا لديوان سمو ولي العهد ومستشارًا خاصًا له بمرتبة وزير، كما تم إعفاؤه من عمله بهيئة الخبراء في نفس اليوم. وبعدها بأربعة أشهر، أضيف منصب المشرف العام على مكتب وزير الدفاع إلى مهام عمله السابقة. وكانت آخر ترقياته قبل تولي والده الحكم في 25 أبريل 2014 عند صدور الأمر الملكي بتعيينه وزيرًا للدولة بمجلس الوزراء السعودي بالإضافة إلى عمله.

حين تولّى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في المملكة العربية السعودية في 23 يناير 2015، أصدر أمرًا ملكيًا يقضي بتولّي محمد بن سلمان وزارة الدفاع بالإضافة إلى تعيينه رئيسًا للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا للملك. ثم أتبعه بأمر ملكي آخر يقضي بإنشاء مجلس الشؤون السياسية والأمنية السعودي برئاسة الأمير محمد بن نايف ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة محمد بن سلمان.

ومع إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من منصب ولي العهد بناء على طلبه في 29 أبريل 2015، واختيار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وليًا للعهد، صدر أمر ملكي ينص على اختياره وليًا لولي العهد وتعيينه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره في منصب وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. وقد تزايدت النشاطات السياسية لمحمد بن سلمان بعد توليه منصب ولي ولي العهد، حيث شارك في عدد من المؤتمرات السياسية والزيارات الدبلوماسية الخارجية.

في 21 يونيو 2017، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمرًا ملكيّا - بعد إعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه – يقضي باختيار محمد بن سلمان وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع. كما أصبح يرأس مجلسي "الشؤون الاقتصادية والتنمية" و"الشؤون السياسية والأمنية"، وقد أقيمت مراسم البيعة في قصر الصفا في مكة المكرمة، حيث بويع من قبل السعوديين. 

وكان محمد بن سلمان قد اختير لولاية العهد بأغلبية أعضاء هيئة البيعة، بعد أن عُرِضَ القرار عليهم، بأن نال 31 صوتًا من أصل 34 صوتا، وهي أعلى نسبة تصويت تشهدها هيئة البيعة منذ إنشائها.