يؤرخ لخمس عواصم مصرية.. شاهد جولة لـ"الفجر" داخل متحف طنطا

أخبار مصر

بوابة الفجر


يُعد سيناريو العرض المتحفي الجديد لمتحف طنطا والذي يعرض لخمس عواصم مصرية قديمة ولتاريخ حافل على مر العصور يمتد لـ 6000 عام من سيناريوهات العرض المتحفية المتميزة.


ومن ناحيتها قالت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، إن آثار متحف طنطا تعرض لـ "تل الفراعين" (بوتو) أول عاصمة سياسية لمصر، وعاصمة مصر السفلى في عصور ما قبل الأسرات، و"قويسنا" التي عُثر بها على مجموعة من المقابر المشيدة بالطوب اللبن وجبانة للحيوانات المقدسة، و"صان الحجر" ( تانيس) عاصمة مصر القديمة في عصر الإنتقال الثالث، و"تل بسطة" و"صا الحجر"(سايس) عاصمة مصر القديمة في عصر الأسرة السادسة والعشرين، وأخيرًا "بهبيت الحجارة" التي تضم أكبر معبد للمعبودة "إيزيس" في الدلتا.


وأوضحت صلاح أن المتحف يتكون من خمسة طوابق، تعرض مجموعات أثرية يصل عددها إلى ألفان وخمس قطعة أثرية، من بينهم 1208 قطعة عملة أثرية.


وتغطي تلك الآثار تاريخ مصر من عصور ما قبل التاريخ، مروراُ بالعصور المصرية القديمة، واليونانية الرومانية، والقبطية والإسلامية، وصولاً للعصر الحديث.


وقد خصص الطابق الأول من المبنى للخدمات، والطابقان الثاني والثالث لعرض المجموعات الآثرية، بينما يحتوي الطابق الرابع على قاعة للمحاضرات والمؤتمرات، أما الطابق الخامس فاسٌتخدم للمكاتب الإدارية الخاصة بموظفي المتحف.


أما الدور الثالث فيضم قطع أثرية تعكس المفاهيم والمعتقدات المتعلقة بالعالم الآخر عند المصري القديم ومنها اهتمامه بالمقبرة لكونها أول وأهم مرحلة في رحلة البعث والخلود، وتشمل المعروضات أبوابًا وهمية، وموائد قرابين، وتماثيل، ولوحات تُظهر علاقة المتوفى بالمعبودات، ومجموعة من الأواني مختلفة الأشكال والأحجام والخامات التي استخدمت لحفظ الطعام والشراب والعطور، ومساند الرأس، وتوابيت، بالإضافة إلى الأواني الكانوبية التي استخدمت لحفظ أحشاء المتوفى بعد تحنيطها.


كما يُعرض بهذا القسم مجموعة من المراكب التي اكتسبت أهمية كبيرة لوجود نهر النيل والبحرين المتوسط والأحمر. وفي رؤية أخرى لمفهوم العالم الآخر عُرضت مجموعة من القطع الأثرية من العصريين اليوناني الروماني مُتمثلة في أواني "الحضرة" التي سميت بذلك نسبة إلى مكان العثور عليها في "الأسكندرية" والتي استخدمت لحفظ رماد المتوفى، بالإضافة إلى رؤوس التماثيل، ومجموعة من المسارج والمعادن.


كما يعرض الدور الثالث أيضًا مجموعة من القطع الأثرية التي تٌعبر عن الفن القبطي من أيقونات ونسيج ومخطوطات، وكذلك عن الفن الإسلامي من أوانٍ خزفية، وشبابيك قلل، ونسيج، بجانب مجموعة مميزة من القطع الأثرية التى ترجع إلى العصر الحديث تحديدًا عهد الأسرة العلوية.


كما تناولت موضوعات الدور الثالث أيضًا التجارة وتأثيرها على المجتمع المصري من خلال عرض مجموعة من العملات، هذا فضلاً عن التراث الشعبي المادى وغير المادى للمحافظة، وتطور تقليد إقامة الموالد الذي بدأ منذ آلاف السنين واستمر حتى وقتنا الحالي وخير مثال له مولد "السيد أحمد البدوي" بمدينة "طنطا" الذي يُحتفل به مرتين كل عام.


ومن ناحيتها قالت نيفين نزار معاون وزير الآثار لشؤون المتاحف، إن فكرة إنشاء متحف للآثار بطنطا من أقدم مشاريع إنشاء المتاحف الإقليمية بمصر، حيث انه في عام 1913 وقع الاختيار علي مبنى البلدية الخاص بالمدينة ليكون أول متحف للآثار بالمحافظة، ولكن سرعان ما أُغلق، ونُقلت آثاره إلى مدخل سينما البلدية عام 1957. ثم عادت فكرة إنشاء متحف طنطا مرة أخرى في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وافتُتح المتحف للجمهور في 29 أكتوبر 1990، ولكن بسبب المشكلات التي تعرض لها المبنى أُغلق المتحف مرة أخرى في عام 2000، و لكنه ظل يقدم بعضًا من خدماته الثقافية والتعليمية لأبناء المحافظة.


ووزارة الآثار كانت قد أعلنت أن أعمال التطوير الإنشائي وإعادة العرض المتحفي لمتحف طنطا القومي بمحافظة الغربية انتهت وسيتم افتتاحه ضمن خطة الوزارة لتطوير وافتتاح المتاحف المغلقة في جميع أنحاء الجمهورية، وكانت الوزارة قد بدأت مشروع تطوير وترميم متحف طنطا القومي بمحافظة الغربية، وذلك ضمن خطتها لتطوير وترميم المتاحف والمواقع الأثرية، حيث أنه المتحف الأثري الوحيد الموجود في المحافظة، ويضم 8579 قطعة أثرية من مختلف العصور، والتي تتنوع بين العصور المصرية القديمة والرومانية واليونانية، وهو مغلق منذ عام 2000.


وأعمال التطوير شملت ترميم مبنى المتحف ومعالجته إنشائيًا، ووضع فتارين عرض جديدة، كما قامت لجنة سيناريو العرض المتحفي بتغير سيناريو العرض الخاص به، كما تضمنت وضع سيناريو للعرض المتحفي بشكل جديد، وذلك لإبراز القطع الأثرية الموجودة به سابقًا بأفضل شكل، والتي تعبر عن عصور تاريخة مختلفة.


وافتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار ومحافظ الغربية المهندس هشام السعيد متحف اثار طنطا صباح اليوم وذلك بعد حوالي 19عام من إغلاقه، ضمن خطة وزارة الاثار لترميم و تطويروإعادة فتح المتاحف المغلقة في جميع أنحاء الجمهورية.


رافقهم خلال الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الاعلي للآثار و المهندس وعد ابوالعلا رئيس قطاع المشروعات.


وصرح العناني خلال الجولة فتح متحف طنطا مجانا لزائريه لمدة أسبوعين احتفالا بالافتتاح مؤكدًا على أن متحف طنطا الأثري هو أقدم متحف إقليمي يتم إنشاؤه في مصر حيث تم إنشاءه عام 1913، وهو يمثل أهمية كبرى للمحافظة لانه سيعمل علي خلق مناطق جذب سياحية جديدة بها، بالاضافة الي نشر الوعي الأثري لدي ابناء المحافظة.