أول فريق للتحطيب يمثل مصر أمام الاتحاد العالمي لفنون الدفاع عن النفس بكوريا الجنوبية

الفجر الفني

فريق التحطيب
فريق التحطيب


وصل فريق التحطيب المصري التابع لجمعية الصعيد، بقيادة مدرب الفريق صبري محمود السوهاجي مدير المركز الدولي للتحطيب، لتمثيل مصر في الخارج من خلال المشاركة في مهرجان "شونجو" التاسع عشر لألعاب الدفاع عن النفس التراثية والمسجلة فى قائمة اليونسكو، تحت رعاية الاتحاد العالمى لفنون الدفاع عن النفس التراثية "World Martial Art Union - WoMAU"، والذي يقام خلال الفترة من 28 أغسطس الجاري، وحتى 7 سبتمبر.

 

تأتي هذه المشاركة باعتبارها الأولي من نوعها للمنتخب المصري للتحطيب، والذي يضم الفريق 4 فتيات و5 من الشباب ومدرب، بالإضافة إلى نيفين وجدي المدير الفني والمسئول الإعلامي.

 

يقدم الفريق عدة عروض للمبارزة بالعصا العرض الأول فرعوني بالزي الفرعوني، والثاني تراثي بالجلابية والعمة، والثالث رياضي بنطلون وتيشرت العروض علي حسب رؤية الفريق تروي المراحل التاريخية التي مر بها التحطيب المصري منذ أن ابتكره الفراعنة منذ 5000 عام وحتي الآن، والذي كان في البداية فنا عسكريا ثم اصبح بعدها لعبة شعبية وأخيرا أصبح رياضة مصرية خالصة.

 

ومن الجدير بالذكر أن اليونسكو أدرجت لعبة "التحطيب" في عام 2016 في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية برقم(Tahteeb، stick game (No. 01189)، ويطالب البعض بإنشاء اتحاد يرعاها وينظم لها بطولة دولية ويحافظ عليها من الاندثار، لأنها التراث الحي والوحيد الذي يمثل مصر محليا وعالميا.

 

بداية فن التحطيب

نشأ "فن التحطيب" في مصر القديمة ، وتناقلته الأجيال عبر آلاف السنين ، وهو من الفنون اللامادية التي كان يهددها الاندثار ، لولا أن أدركته منظمة اليونسكو أخيرا وسجلته على قائمتها للتراث العالمي .

 

ويعود تاريخ هذه اللعبة الشعبية للعصر الفرعونى ، فعلى حائط معبد الكرنك بالأقصر ، لوحة منقوشة تمثل الإله حورس ، و هو يعلم الملك أمنحتب الثالث  " 1448 – 1420 ق . م " هذه الرياضة الشعبية .

 

 

وعلى مقبرة الملك كيروان نقوش تدل على اشتراك الملوك وأفراد الشعب من الفلاحين و غيرهم فى ممارسة تلك الرياضة ، كما توجد نقوش لها على مقابر بني حسن ، وتونة الجبل بصعيد مصر.

 

وتصور النقوش المصريين القدماء وهم يمارسون التحطيب ، وكانوا يؤدونها كنوع من التدريب للقتال وقت الحروب ، وللتسلية في فترات السلم ، وكانوا ينزعون نصل الحراب ويتدربون بالعصا على فنون الدفاع والهجوم ، وبمرور العصور باتت تلك اللعبة موروثا شعبيا توارثته الأجيال، ربما يختلف فى محافظات عن أخرى، إلا أنه يظل تقليدا أصيلا يساعد على التقارب والتماسك الاجتماعي ، و يمارسه الناس في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الدينية ، خاصة فى الصعيد حيث يعتبرونه وسيلة لترسيخ قيم الشجاعة والوفاء ، لا أداة للعنف أو القمع.

 

وتصنف لعبة التحطيب التى يُطْلَقُ عليها فى صعيد مصر " غِيَّة الرجال " كفن اجتماعي من الدرجة الأولى ، يؤدي وظائف نفسية واجتماعية ، ووسيلة فعالة لتفريغ الطاقة بشكل سلمي ، حيث لا مجال للثأر في ممارسة التحطيب ، فهى تجسيد للمروءة والشهامة والمنافسة التي لا تعرف الخصومة ، فرغم اعتمادها على فكرة القتال بما يعنيه من هجوم ودفاع ، وانتصار وخسارة ، فإنها تعكس معانى إنسانية جيدة مثل روح الجماعة ، والدفاع عن الكرامة ، واحترام الآخر .

 

وصف طريقة اللعبة

يُعَدُّ التحطيب مبارزة أو رقصا بالعصا بين شخصين على أنغام المزمار ، ويلتف حولهما دائرة من الأشخاص بعضهم مشجعون لطرف ، مقابل مشجعين للطرف الآخر ، ويتابعون جميعا حركات اللاعبين بدقة ، وتبادل التحية بين اللاعبين تعني استعدادهما لبدء المنافسة ، التي تنطلق بنطق أحد الحاضرين كلمة " ساه"  التي تعني أن وقت اللعب حان .

 

ويقوم اللاعبان بالدوران حول بعضهما أربع مرات، لمدة لا تتجاوز الدقيقتين ، ثم تنطلق أصوات تقارع العصي على أنغام المزامير ، وهي الآلة الموسيقية الأشهر في الصعيد ،  ويلاحظ أن قبضة اليد على العصا هي مؤشر مهارة اللاعب ومدى احترافه ، كما أنهم  يستخدمون عصا من الخيزران ، يبلغ طولها تقريباً من 160سم إلى 180سم .

 

ويترقب الحاضرون اللحظة التي يستطيع أحدهما إسقاط العصا من يد الآخر حتى يعلنوا فوزه والاحتفاء به ،  ودائما يُفَضّْل أن يخرج اللاعبان متعادلان ، لأن الغرض منها هو المتعة والفروسية ، وتُحْتَرَمُ فيها التقاليد المختلفة للجماعة ، فالكبير مثلاً هو الذي يبدأ اللعب ولا ينبغي التعالي عليه فى أثناء اللعب ، وعند احتدام المنافسة بين لاعبين من نفس السن يتدخل الأصدقاء والجمهور الملتف حولهم ، ويكون لهم دور التأمين والفصل بينهما ، حتى لا يتعرض أحدهما للآخر ، وفي هذه الحالة يأخذ الجمهور والأصدقاء العصا بالهتاف بكلمة " سو "  ليتوقف الشجار فلا ينقلب إلى معركة حقيقية.