للمرة الثانية.. عفريت عبدالناصر يظهر فى الانتخابات الإسرائيلية

العدد الأسبوعي

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر


حتى بعد مرور نصف قرن على وفاته، مازال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يمثل رعباً فى قلوب الإسرائيليين، حتى للذين لم يعاصروه ولم يشهدوا مدى تأثيره على شحن همم العرب للوقوف ضد الكيان الصهيونى، خلال حقبتى الخمسينات والستينات.

كانت خطب عبدالناصر التى بثتها الإذاعات الإسرائيلية بعدة لغات مختلفة، تتسبب فى خلو الشوارع بتل أبيب والمدن الإسرائيلية من المارة تقريباً، كما اضطر القائمون على الإذعة العبرية لتغيير الاختصار الذى كان يُشار به لعبدالناصر كزعيم  «ر.ع. م» وهى اختصار لعبارة  الجمهورية العربية المتحدة، وتنطق «رعم».

ومن المفارقات الغريبة أن كلمة «رعم» بالعبرية تعنى «الرعد»، لذا تقرر على الفور تغيير الكلمة بعد شكوى الكثير من الأشخاص من وقع كلمة «زعيم الرعد» على نفوس الإسرائيليين، أثناء نطقها خلال النشرة الإخبارية.

ومن الواضح أن شبح عبدالناصر مازال يؤرق الإسرائيليين حتى يومنا هذا، فقبل يومين تمت مطالبة محكمة العدل العليا الإسرائيلية من قبل حزب يمينى متطرف يدعى «عوتسما يهوديت» وتعنى «القوة اليهودية»، بوقف ترشح النائبة العربية «هبة يزبك»، عن القائمة العربية الموحدة للكنيست، بسبب نشرها لبوست على حسابها الخاص بـ«فيس بوك» قبل 3 أعوام  تمتدح فيه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكتبت نصاً «فى زمن نفتقد فيه الناصر»، وتحت العبارة  صورة للزعيم الراحل تحمل مقولة مأثورة لعبد الناصر تقول «أن الشعوب التى تساوم المستعمر على حريتها توقع فى ذات الوقت وثيقة عبوديتها».

الحزب الإسرائيلى المتطرف اعترض على قرار المحكمة بوقف ترشح اثنين من أعضائه البارزين، بسبب تطرفهم، مقابل عدم المساس بالنائبة العربية التى تحب عبدالناصر.

وفى المقابل ردت المحكمة الإسرائيلية، أنها لم توافق على صحة ترشح النائبة العربية، وأن الحزب لم يطلب منها أساساً مناقشة أمر حظر ترشح «هبة يزبك» للكنيست، لكن حزب «عوتسما يهوديت» وأيضاً حزب الليكود، الذى انضم مؤخراً لحملة رفض ترشح النائبة العربية للكنيست، ولم يتقدما بطلب لرفض ترشح النائبة هبة يزبك بشكل محدد، لكنهما طلبا بوقف ترشح القائمة العربية الموحدة كلها للكنيست.

ليست هذه المرة الأولى التى يتم فيها الإشارة إلى الزعيم الراحل خلال الانتخابات الإسرائيلية، التى يتم الإعداد لها حالياً، والتى ستجرى يوم السابع عشر من سبتمبر المقبل، فقبل أيام قام حزب «نوعام» الدينى المتطرف  الذى تم إنشاؤه قبل أسابيع قليلة، بنشر فيديو دعائى عبر الإنترنت تحت عنوان «منذ مولدنا وهم يحاولون تدميرنا»، استعان خلاله بفيديو قديم للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهو يحضر أحد العروض العسكرية. كما استعان الحزب بقصاصات من صحف قديمة من ضمنها عنوان لصحيفة معاريف مكتوب بالعبرية يقول «عبدالناصر يهدد بتدمير إسرائيل»، وتم استغلال  المقطع، بالإضافة إلى مقاطع من خطب الزعيم النازى هتلر، لتجسيد المخاطر والتهديدات التى مرت على  إسرائيل طوال تاريخها، واستخدامها للترويج للحزب الذى بات يقاوم حالياً أعداء من نوع جديد، لا تقل خطورة عن خطورة عبدالناصر وهتلر على إسرائيل  -حسب وصفه- مثل الحركات الدينية الإصلاحية التى تبيح الزواج من غير اليهود، والتحذير أن هذه الخطوة ستقضى على الغالبية اليهودية فى إسرائيل.