سوق الكتب الخارجية من "الفجالة" لـ"سور الأزبكية"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أسعارها تصل لـ100 جنيه.. ومكتبات تعيد طباعة القديم بأغلفة جديدة

مع قرب العام الدراسى تبدأ حرب تجارية من نوع خاص، لا علاقة لها بتحديث وتطوير التعليم، ولكن بالاستفادة منه حيث يروج التجار والمكتبات ودور النشر للكتب الخارجية التى أصبحت أهم المستلزمات الدراسية خصوصاً مع نسبة الربح التى تصل لـ70 % على الأقل من سعر التكلفة.

وعادة ما يتم سحب كميات كبيرة من هذه الكتب قبل نحو شهر من بدء الدراسة، ولذا تلجأ مكتبات كثيرة إلى تخزين الكتب لبيعها بأسعار أعلى بواقع 7 و10 جنيهات لمن لم يستطيعوا الشراء.

وتعد مكتبات الفجالة وسور الأزبكية الأكثر شهرة فى تداول وبيع الكتب الخارجية سواء كانت مستعملة من العام الدراسى السابق أو العام الجديد، بالإضافة إلى المكتبات الكبرى والتى تجاور المدارس، وتتولى أكثر من 10 علامات تجارية تسويق كتب المراحل الدراسية لمدارس اللغات والعربى، حيث تتراوح أسعارها من 20 إلى 50 جنيهًا للمرحلتين الابتدائية والإعدادية ترتفع إلى 107 جنيهات لبعض كتب مدارس اللغات فى المرحلة الثانوية خصوصاً مواد اللغة الإنجليزية والفيزياء والرياضيات.

وتسعى كل مؤسسة نشر لابتداع وسائل جديدة لترويج علامتها التجارية عن طريق إصدار كتيبات عن كيفية اجتياز اختبارات القبول للحضانة فى المدارس ومجموعة كتب جانبية خارج المناهج الأساسية لتعليم التربية الدينية باللغات الإنجليزية والفرنسية رغم أن طلاب مدارس اللغات يدرسون هذه المواد باللغة العربية فقط.

وتسهيلًا على الأسر ابتكر التجار طرقا تواكب التطور التكنولوجى لبيع الكتب الخارجية من خلال خدمات المواقع الإلكترونية التى تم تخصيصها لهذا الغرض من بينها «موقع الفجالة»، كما يتم الترويج من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، من خلال كل تاجر بشكل فردى، مع عرض خدمة توصيل الكتب الخارجية «ديليفرى» إلى كافة المحافظات.

ورغم أن المناهج الدراسية خاصة مرحلة الثانوية العامة لاتزال قيد التطوير والتعديل من قبل وزارة التربية والتعليم إلا أن تجار الكتب الخارجية يستغلون «فوبيا الثانوية» التى لا تزال مسيطرة ويصدرون كتباً لمناهجها ويدعون أنها المناهج الجديدة قبل ظهور كتب الوزارة.

وتطرح المكتبات المتخصصة فى الكتب الخارجية الفائض من طبعات السنوات السابقة بجانب طباعة عدد إضافى من المنهج القديم مع الاكتفاء بتحديث التواريخ وتجديد الغلاف فقط، وبهذه الطريقة توجه المكتبات ضربة قاضية للكتب الحكومية وتستقطب الطلاب لتشجيعهم على الاكتفاء بالكتب الخارجية كمصدر أساسى للدراسة، وتتعاون مع المدرسين محترفى التعامل مع مراكز الدروس الخصوصية لترشيح كتبها مقابل الحصول على نسبة وكوبونات بخصومات وسحب على مسابقات تجريها مافيا الكتب الخارجية.

ولا يقتصر تعاون المكتبات مع أساتذة الدروس الخصوصية حيث يلجأ بعض المدرسين لشراء الكتب بسعر الجملة من الأسواق ويبيعونها إلى الطلاب داخل المراكز بأسعار أعلى ليحققوا نسبة أكبر من الأرباح ويروجون لهذه الكتب بدلًا من الكتاب المدرسى الذى يصفونه بـ«العقيم» ما يشجع الطلاب على رفض استلامه من المدارس.

تجار قالوا لـ«الفجر» إن هناك مرحلتين لسوق الكتب الخارجية؛ الأولى قبل بدء العام الدراسى وتعتمد على فائض السنوات السابقة المطبوع أصلاً ما يجعل الطلاب يواجهون أزمة إذا تم تغيير المناهج فيضطرون لشراء «ملازم» أساتذة الدروس الخصوصية باعتبارها الأشمل والأحدث، بينما تلجأ أسر كثيرة لشراء الكتب المستعملة الأرخص.

أما المرحلة الثانية فتعاد فيها طباعة الكتب الخارجية بالكامل وفقًا للتعديلات الحديثة ويتم شراؤها من معرض القاهرة الدولى للكتاب أو بالتعاون مع المعارض الصغيرة التى تقام فى إجازة منتصف العام.

وهناك مكتبات تستمر فى الاعتماد على الإصدارات القديمة من الكتب وتكتفى بتجديد الغلاف داخل مطابعها لتتمكن من حصد أكبر نسبة من الأرباح.