معارض صومالي: التغييرات أزاحت الستار عن فضيحة خطط لها الحمدين

عربي ودولي

ارشيفية
ارشيفية


من الواضح جدًا أن السياسة التخريبية التي تتبعها الدوحة تجاه الصومال لن تتوقف، وذلك بسبب جهودها المستمرة لزرع عملائها في مقديشو ومحاولة غرس قدمهم وتثبيتها أكثر فأكثر ليكونوا وكلاء لها داخل حكومة الرئيس الضعيف محمد عبدالله فرماجو.

وأكدت المعارضة الصومالية، حسب تقرير لأعتنها" قطريليكس"، إن التغييرات التي شهدها الجيش الصومالي مؤخراً أزاحت الستار عن فضيحة خطط لها  الحمدين مستغلًا ضعف حكومة الرئيس محمد عبدالله فرماجو تستهدف تدمير وتفكيك المؤسسة العسكرية لصالح تمكين جهاز الأمن والمخابرات.

وقال عبدالرحمن عبدالشكور، زعيم حزب ودجر السياسي المعارض،  إن تعيين الجنرال أودوا يوسف راغي، الذي يبلغ من العمر 32 عاما، يمثل أكبر فضيحة، إذ إنه لم يتلق أي تعليم عسكري نظامي.

واعتبر عبدالشكور أن هذه الخطوة تجاوز لكل أعراف وتقاليد مؤسسة الجيش الصومالي، موضحاً أن كل ذلك يستهدف تمكين جهاز المخابرات بقيادة فهد الياسين من السيطرة على البلاد.

وحذر خبراء ومحللون من أن قرار تعيين فهد ياسين، المقرب من الدوحة، في منصب مدير جهاز الأمن والاستخبارات بالصومال يعد جزءاً من مخطط قطري للهيمنة على مقدرات البلاد.

وكانت وكالة الأنباء الصومالية، قد قالت يوم الجمعة، إن مجلس الوزراء أصدر قرارا بتعيين مراسل قناة الجزيرة السابق فهد الياسين مديراً لجهاز المخابرات خلفاً لحسين عثمان، في إجراء يؤكد مخاوف سياسيين وقادة بالجيش من مخاطر تصاعد نفوذ الدوحة في البلد الذي يعاني ويلات الإرهاب.

ونقلت الوكالة عن مجلس الوزراء في مقديشو أن الخطوة تأتي ضمن تنقلات وإقالات واسعة شملت جنرالات الجيش والشرطة والمخابرات ومصلحة السجون.

وأوضحت الوكالة أنه تم تعيين الجنرال أودا يوسف راغي قائدا للجيش خلفا للواء طاهر آدم علمي، وعبدي حسن حجار قائدا للشرطة خلفا للجنرال بشير عبدي، ووافق المجلس أيضا على تعيين الجنرال مهد عبدالرحمن قائدا لقوات مصلحة السجون ليحل محل سلفه الجنرال بشير غوبي

وأشارت الصحيفة إلى أن المعارض الصومالي عبدالرحمن عبدالشكور كان قد أوضح أن كل العسكريين الذين تم تعيينهم مؤخرا في مصلحة السجون أو في قيادة الشرطة متهمون بارتكاب جرائم قتل ضد الصوماليين.

وأشار إلى أن بعض هؤلاء العسكريين عملوا تحت إمرة الرئيس الأسبق سياد بري، وشاركوا في الحرب ضد الصوماليين في أرض الصومال، موضحاً أن قائد الشرطة الحالي متهم بقتل 15 متظاهراً في أحداث بيدوا الدموية العام الماضي.

ويسعى الرئيس فرماجو والقيادات المدعومة من قطر إلى تنفيذ مشروع تفكيك الجيش الصومالي وتقوية جهاز المخابرات، ما يؤثر على أمن البلاد، ويسرع خروج القوات الأفريقية منها، بحسب عبدالشكور.

أما قائد الجيش المقال اللواء طاهر آدم علمي "إندو قرشي"، فأكد في تصريحات صحفية أن الإقالات المتكررة لقادة الجيش الصومالي ستضر به وتحول دون إحراز أي تقدم في الحرب على الحركات الإرهابية.

وانتقد اللواء طاهر بشدة تعيين 5 من القادة للجيش الصومالي خلال عامين ونصف العام فقط، وهي عمر فرماجو في السلطة.

وبات الجيش الصومالي يحتاج حالياً إلى قائد رسمي ومنحه الوقت للتعرف على الضباط والأسلحة التي يحتاج إليها الجنود، وإيقاف التغييرات المستمرة في القيادات، بحسب قائد الجيش المقال. وانتقد النائب المعارض في البرلمان الصومالي مهد محمد صلاد بشدة تعيين مجلس الوزراء قيادات جديدة للجيش والشرطة والمخابرات وقوات مصلحة السجون.

وعلق صلاد قال، في منشور عبر حسابه في فيسبوك: "التعيينات التي تمت أمس تدل على أن الرئيس فرماجو يريد جمع قتلة ينفذون تعليماته خارج قوانين البلاد والقوانين العالمية".

وتستهدف هذه التعيينات الجديدة زيادة الضغوط التي تمارس على سكان إقليم بنادر ومعارضي فرماجو، وليس بناء قوات وطنية أو تحقيق تنمية اجتماعية أو اقتصادية أو تطوير البلاد، وفقا لما كشفه عضو البرلمان. وأوضح صلاد أن سكان إقليم بنادر لهم تجارب سابقة مع الحرب الأهلية أو الحروب التي أشعلها النظام الديكتاتوري أو أمراء الحرب أو الإرهابيون، مستنكرا محاولة إعادة الوضع إلى مرحلة كانت نتيجتها الهلاك.

كان مغردون عبروا عن غضبهم للتغييرات التي أجراها رئيس الوزراء حسن علي خيري، الأسبوع الماضي، في قيادة الجيش والشرطة.