"103 عاماً الفجر" تكشف النقاب عن جبل الإنجليز بمدينة الخارجة يحمل بين طيات أحجاره ورماله كتابات الاحتلال البريطاني

محافظات

 جبل الإنجليز
جبل الإنجليز


بين أطلال وذكريات وخبايا وأسرار، يتم اكتشافها ولأول مرة دخل جبل الإنجليز بمدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، فهو جبل آخر غير الموجود فى منطقة الواحات البحرية فاطلعوا على ما يحويه من ذكريات وأطلال وخربشات وكتابات لجنود الاحتلال البريطانى منذ عام 1916 فى مدينة الخارجة فى نقطة هى الأعلى فى المنطقة، واتخذته القوات البريطانية كمعسكر لها فى ذلك الوقت، وقاموا بكتابة ذكرياتهم التى ما زالت باقية حتى الآن، حيث سجل عدد من الجنود أسمائهم ورقم الكتيبة والسلاح وتاريخ الوصول أو المغادرة وبعضها فى يوم 9 أغسطس عام 1916م.

وتضمن الجبل مجموعة من الأطلال وبقايا المعدات التى كان الجنود يستخدمونها فى معيشتهم وما زالت باقية حتى الآن، فى الوقت الذى لم تولى أيًا من الجهات المختصة هذا الجبل اهتمامًا يليق بما فيه من ذكريات تاريخية تحكى فترة زمنية عايشتها صحراء الخارجة أثناء الاحتلال البريطانى، بينما يتوافد عدد من السياح البريطانيين على تلك المنطقة لاسترجاع ذكريات هؤلاء الجنود، والتقاط الصور التذكارية مع تلك الرسائل المحفورة على الرمال.

وقال محسن عبد المنعم مدير عام مكتب الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بالوادى الجديد، إن هذا الجبل يمثل قيمة سياحية كبيرة لما يحتويه من مجموعة من الذكريات والأطلال التى مر عليا أكثر من 100 عام وما زال الجبل والمناطق الممهدة للصعود إليه وبقايا صفائح الوقود والأدوات والمعدات باقية فى تلك المنطقة، بالإضافة للخربشات والذكريات المنحوتة، ولم تمحها عوامل التعرية، على الرغم من عدم الاهتمام بتلك المنطقة والحفاظ عليها، وهو ما جعلها عرضة للتدمير، حيث إن هذا الجبل لم يعرفه أحد إلا المتخصصون، ولم يتم اعتماده كمحمية طبيعية شأن جبل الإنجليز فى الواحات البحرية على الرغم من أهمية الموقع وما يحويه من بقايا المعسكر الإنجليزى فى تلك المنطقة.

وأضاف عبد المنعم، أن فرع الهيئة ينظم رحلات للسياح الوافدين إلى المحافظة إلى تلك المنطقة للتعريف بمدى التنوع فى المواقع السياحية بالمحافظة ويحزنه ما يشاهده من عبث بتلك المنطقة وإزالة البقايا والأطلال الخاصة بالجنود والكتابة بطريقة غير لائقة على الصخور ممن يقومون باستكشاف المنطقة من الرحالة دون إدراك لأهمية هذا الموقع التاريخية، حيث يطالب المختصين بضرورة الاهتمام بتلك المنطقة وإدراجها كموقع سياحى معتمد بالمحافظة.

يذكر أن هناك جبل الإنجليز بالواحات البحرية آخر تم تسميتة باسم "جبل الإنجليزي" نسبة الى القوات البريطانية التي احتلت المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى عام 1916 وكان الجبل نقطة استطلاع للواحات البحرية.

وعلى قمة الجبل توجد أطلال للقوات العسكرية تساعد في التعرف عليه من مسافة بعيدة. وهذه النقطه كانت تحت قيادة الكابتن ويليامز، والتى كان من خلالها يمكن رصد أي تقدم قادم من القوات الليبية السنوسيه التي تحاول دخول الواحات البحرية في هذا الوقت تقريبا.

ويقع جبل الإنجليز بين قرية منديشة ومدينة الباويطي، وهناك وجدت القوات الانجليزية أثناء الاحتلال البريطاني لمصر، ومن فوق الجبل كان معسكر الانجليز يحكم الجميع، حيث يتمتعوا برؤية بانورامية لكل معالم الواحة، لتهبط الفرمانات والقوانين من فوق الجبل على رؤوس أهل الواحة.

يذكر انه كان يوجد نشاط بركاني في هذه المنطقة والجبل به غطاء علوي متميزة من البازلت والديوريت.