"مرض السكتات".. ما لا تعرفه عن "ضمور المخ" عند الأطفال

منوعات

أرشيفية
أرشيفية


يعرف مرض ضمور المخ بأنه اصطلاح شامل يطلق على أي خلل يصيب خلايا المخ، وينتج عنه تلفها، أو تقلصها، وتوقّف نموها، ثم اضطراب وظائف المخ، وعدم قدرته على أداء وظائفه بشكل طبيعي.

وينتشر مرض ضمور المخ بشكل كبير بين الأجنة، وبين الأطفال حديثي الولادة، بحيث يصيبهم أثناء الحمل نتيجة خلل ما، أو أثناء الولادة، أو بعدها، كما يصيب المرض كبار السن، ويتمثل في إصابتهم بأمراض عضوية عديدة، مثل الزهايمر، أو إصابتهم بالسكتات الدماغيّة، والجلطات، والسكتات القلبيّة التي تسبّب انقطاع الدم والأكسجين عن المخ، وغيرها من الأمراض التي تتسبب بتلف خلايا المخ، وإصابتها بعطل في وظائفها.

وينتج مرض ضمور المخ بسبب نقص في الأكسجين عند ولادة الطفل المتعسرة أو عندما تنزف الأم قبل الولادة، وبالتالي يؤدّي إلى نقص في الأكسجين والدم اللذان يغذيان الجنين، ممّا يؤثّر على المخ بشكل سلبي وإصابته بضمور المخ، ولا تقتصر هذه الأسباب على إصابة الطفل بضمور المخ بل هناك أسباب كثيرة له؛ كالغرق، والسقوط، والسكتات القلبية، وإصابات بالرأس، والأمراض الوراثية كمرض تاي ساك وشيلدر، ممّا قد يُسبّب حدوث حالات الصرع.

يعد ضمور المخ من أكثر الإعاقات شيوعًا لدى الأطفال؛ وهو ما يُسمّى مرض الشلل الدماغي الّذي يُسبب تلفًا في خلايا المخ في أولى مراحل نمو الطفل، ثم التعرض لحدوث قصور و
في الحجم والأداء الوظيفي، ومن ثم يصاب بالعجز الوظيفي لأعضاء الجسم لانه الذي يسيطر بشكل مباشر على نمو الجزء التالف في الدماغ وحركته.

تتفاوت شدة أعراض الشلل الدماغي وحدتها؛ فهي قد تكون بسيطةً أو ربما خطيرة، وذلك يعتمد على حجم التلف وأيضًا موقعه، حيث تسيطر منطقة الدماغ على حركة العضلات والقدمين واليدين، وبالتالي فإنّ الطفل المصاب بالضمور قد يعاني من تصلب في مجموعة من العضلات في مناطق الجسم؛ كمنطقة الفخذين.

كما يمكن أن يعاني الطفل المصاب بالمرونة والليونة في العضلات، وبالتالي فإن العوائق تكبر وتتطور؛ فلا يتمكّن الطفل المصاب من الجلوس ومسك الأشياء والوقوف والمشي، والأصعب أن مرض الشلل الدماغي وعلاماته لا تظهر عادةً عند الولادة؛ بل تتفاقم وتتطور بالتدريج في مراحل نموه كتشوهات اليدين والأقدام.

وتختلف أسباب ضمور المخ حسب الفترة اللي يصاب بها، فقبل الولادة يحدث المرض عندما تُصاب الأم بعدوى الأنفلونزا أو بعدوى الدرن أو تتعرّض للعدوى الفيروسيّة كالحصبة أو عدوى شلل الأطفال أو انتقال الأمراض من الأبوين للجنين أو الجدري وفيروس سيتوميجالو والهربس أثناء فترة الحمل فإن تلك الأعراض تسبب في تخلف الجنين.

أما من الأسباب الرئيسية لضمور المخ عند الولادة نقص في الأكسجين أو عندما يحدث نزيف في المخ نتيجة إصابة في الرأس، حدوث التهابات في أنسجة المخ، وحدوثها في الجهاز العصبي، نقص في كميّات السكر في الدم، الأمراض الوراثية، التهابات السحايا، إصابة الطفل بالتشنجات تُعرّضه للسموم كالرصاص، تعتبر أسباب الإصابة بالضمور هي أسباب بيئية وعضوية.

وعن كيفية علاج ضمور المخ عند الحالات الوراثية يمكن إجراء الفحوصات الطبية للزوجة والزوج من الناحيتين الوراثية والجينية قبل حدوث الحمل وذلك لتجنب إنجاب طفل مريض.

فالتشخيص المبكّر لحالات العدوى والالتهابات المسببة لهذا المرض، وتقديم العلاج الفوري له يحدّ من حدوث التخلف العقلي، كما ان إعطاء الطفل الجلوكوز والأكسجين وعلاجه بشكلٍ صحيح وفوري يمنع من ضرر الخلايا في المخ، كما يمنع من التخلّف العقلي الذي يسبب الإغماء للطفل، وحدوث نوبات إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه، المحافظة دائمًا على الطفل والحرص الدائم من قِبل الأم على منع تعرّض طفلها لإصابات في الرأس.


وهناك أعراض محددة تدلنا على مرض ضمور المخ عند الأطفال نذكر منها: تأخّر نمو الطفل العقلي والاجتماعي، خصوصًا في السنة الأولى من عمره، عدم استجابة الطفل للمؤثّرات المختلفة، مثل تأخّر الابتسامة وعدم الاستجابة للأصوات والحركات، ويظهر هذا واضحًا بعد عمر ثلاثة أشهر، ويُعتبر تأخر هذه العلامات سببًا واضحًا على ضمور خلايا المخ، تأخر الطفل في نطق الكلمات والحروف، وعدم قدرته على تكوين جمل مفيدة. عدم القدرة على التحكم في البول والإخراج، بطء التعلم المدرسي، وعدم القدرة على استيعاب المواد التعليميّة. 

كما يوجد في حالات ضمور خلايا المخ الشديدة صعوبة في تحريك الأطراف، وعدم القدرة على المشي بشكلٍ طبيعي، مع فقدان مروة العضلات والهيكل العظمي، وعدم القدرة على الجلوس الصحيح. 

ويعد صعوبة علاج مرض ضمور المخ لانه من المعروف أنّ خلايا المخ التي تتعرض للضمور والتلف لا يمكن تعويضها أبدًا، ولا استعادتها، لكن يمكن تخفيف حدة أعراضها، وعمل الإجراءات العلاجية الطبيعية والفيزيائيّة للتخفيف من حدتها، وذلك من خلال إخضاع الطفل لبرنامج تأهيليّ وعلاجي، على يد طبيب أعصاب مختصّ بهذه الحالات، لتنمية خلايا المخ السليمة وتطويرها، وتختلف إجراءات العلاج باختلاف حدة الحالة.

كما يتم أيضًا إخضاع الطفل لبرامج تعليميّة وتدريبيّة لتنمية مهاراته الاجتماعيّة والتعليميّة، ومساعدته على النضج والسيطرة وإدارة المواقف. من الممكن وصف بعض العقاقير والأدوية من قبل الطبيب المختصّ، للتسريع من عمليّة إعادة التأهيل والعلاج، بحيث يتم التحكم في التشنجات والأعراض، والتخفيف من حدتها، أو التخلص منها بشكلٍ نهائي.