دور المدارس وتأثيرها على الصحة النفسية للطلاب

منوعات

مدرسة - صورة تعبيرية
مدرسة - صورة تعبيرية


أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسى الجديد 2020 وتستعد اولياء الأمور والطلاب وجميع الأجهزة الأمنية والتنفيذية لاستقبال العام الجديد واقبال الطلاب على المدارس

والكثير منا لا يعرف معنى المدرسة ودورها مع الصحة النفسية للطلاب حيث تعد المدرسة البناء التربوي والاجتماعي السليم للأبناء، والذي يحتل المرتبة الثانية بعد الأسرة، لما تُقدّمه من بيئة تساهم في دعم الصحة النفسية والاجتماعية للطلاب

فالمدرسة لها أهميةٌ كبيرةٌ في توفير الرعايةِ لهم، خاصةً أنّ دور الأسرة هذه الأيام لم يعد كما كان سابقًا، نظرًا لكثرة الانشغالِ بالأعمال، وضيق الوقتِ، وعِظم المسؤوليات التي يتولاها المربون، أما سابقًا فقد كانت الحياة تتميز بالسهولةِ واليسر، وفيها شيءٌ من البساطةِ، ومتطلبات الحياة محدودة، من هنا جاءت أهمية المدرسة، والدور الذي تؤديه في رعاية الأبناء وتنشئتهم

اصبحت المدرسة الركيزة الأساسية فى التنشئة للطلاب فهم يمضون فيها أغلب يومهم، وبذلك فإنّ دور المدرسةِ لم يعد مقتصرًا على التعليم الأكاديمي، ووسطًا لتلقي المعلومات العلمية، والمهارات المختلفة، بل أصبح المجتمع الصغير الآمن الذي يتفاعل فيه الأعضاء مع بعضهم، وتتكون فيه شخصية الطالب نتيجة تأثره بالآخرين من حوله، فهو يجد الرعاية والعناية البدنية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية، في وقتٍ واحد

ففي المدرسة يكتسب الطالب المهارات العديدة، كمهارة التفكير التي تتولد نتيجة العمل الجماعي بين التلاميذ، وتكوين الصداقات، والقيام بالعديد من الأنشطة المختلفة داخل المدرسة، كل ذلك يعمل على صقل شخصية الطالب، ويُنمي من قدرته على حل المشكلات التي تواجهه، وتحمل المسؤولية التي تقع على عاتقه

فالمدرسة يأتي دورها مُكملًا لدور البيئة الأولى للطالب وهي الأسرة، فهي تهدف لتربية جيلٍ قويٍ سليمٍ، تعلم كيف يسعى للنجاح، وكيف يقابل الفشل الذي يعترض طريقه، وكيفية التوافق النفسي مع الظروف، فيُقبل على الحياة بكل أملٍ وتفاؤلٍ وحماس.

وللمدرسة وظائف كثيرة فلا تقتصر على تعليم الطلبة بعضًا من العلوم والمعارف العلمية، بل تتعدى وظيفتها إلى أكثر من ذلك مثل النقل الثقافي، حيث تعمل المدرسة على نقل التراث الثقافي الموروث إلى الجيل الجديد بأسلوبٍ سهلٍ وميسّر بعد تنقيحهِ وتطهيرهِ من الخرافات التي كانت عالقةً به. 

التكامل الاجتماعي، ذلك أنّ المجتمع يحتوي على العديد من الجماعات المختلفة، فيأتي دور المدرسة، لإزالة التناقضات التي قد توجد بين هذه الجماعات، وتحقق التكامل فيما بينها. 

النمو الشخصي لطالب المدرسة فهي تعمل على رعايته داخل حدودها وخارجها، وذلك بتكوين شخصيته القوية المتماسكة.

كما ان المدرسة تقوم بتنمية أنماط سلوكية واجتماعية جديدة لدى الفرد، والعمل على تنميتها على أسسٍ علمية ومعرفية، ليستطيع الطالب أن يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه. 

تنمية القدرات الإبداعية، فالمدرسة تعمل على تنمية القدرات العلمية، وترعى الأفكار الإبداعية، وتنمي لدى الطالب الفضول المعرفي الذي يدفعه للنجاح. 

توفير المناخ المناسب الذي يشجع الطالب على ممارسة حقه الديمقراطي، وعلاقتهِ الإنسانية في المدرسةِ وخارجها.

وتعتبر المدرسة المؤسسة الاجتماعية والتربوية التي تعمل على إعداد المتعلم ليكون شخصًا إيجابيًا في المجتمع. 

تتكون المدرسة من مجموعة أفراد ضمن فئتين؛ المدرسون والتلاميذ حيث يتميز المدرسون بقدرٍ من الثقافة والعلم والمقومات الأكاديمية، وهم الذين يقومون بعملية التعليم، أما الفئة الثانية وهم التلاميذ الذين يتلقّون التعليم، وهذه الفئة تخضع للعديد من الاختبارات، أما ما تبقى من أفراد في هذه المؤسسة كالإداريين وغيرهم، فهم في مقام الوسائل المساعدة على عملية التنظيم، وتسهيل العملية التعليمية.

ويقوم عمل المدرسة عن طريق التفاعل الاجتماعي، وذلك بالتمركز حول العملية التعليمية، وضرورة إلزام الطالب بالتقيد بما جاءت به المناهج الدراسية من تطبيق مجموعة من الحقائق والمهارات والقيم الأخلاقية.

 تعتبر المدرسة النقطة المركزية للعلاقات الاجتماعية العديدة المتفاعلة بعضها مع بعض كالتلاميذ والمدرسين والمجتمع الذي يعيشون فيه. 

يسود في المدرسة شعور بالفخر والانتماء تجاه هذه المؤسسة التعليمية، وأن الفترة التي يقضونها في المدرسة هي أهم فترات حياتهم، ويظهر هذا الشعور بشكلٍ واضح في المباريات التنافسية. 

تنتشر في المدرسة ثقافةٌ معينة تمثل جانبًا أساسيًا من أخلاق الطلبة والمدرسين وسلوكهم، ويكون لها دورٌ بارزٌ في تقوية العلاقات والروابط فيما بينهم.