تقاليد الزواج في الجزائر.. المتطلبات والخطوات

الفجر الطبي

الزواج في الجزائر
الزواج في الجزائر


متطلبات الزواج الجزائري يتبع الناس في الجزائر الشروط الإسلامية لإتمام الزواج الشرعي، وهي: أن الرجل المسلم يستطيع الزواج من امرأة أهل الكتاب، بينما لا تستطيع المرأة المسلمة الزواج إلا من مسلم، ولا يصح الزواج إلا بموافقة الفتاة على الزواج دون أي إكراه، ووجود مهر الزواج، وموافقة ولي أمر الفتاة.

فترة الخطوبة هي الفترة التي يتعرف فيها الزوجان على بعضهما البعض، ويتبادلون الآراء، ويقومون بتحضيرات العرس؛ فيذهبا لشراء الذهب، والملابس، والسلع المنزلية، ويتعرفون على أدوارهم المستقبليّة.

مراسم الاحتفال تبدأ الاحتفالات قبل يومين أو ثلاثة من حفل الزفاف، وتضم هذه الاحتفالات ما يلي:

يوم الحمام: هو الخطوة الأولى من مراسم الإحتفال، ويجب الذهاب فيه إلى الحمام، ويعتقد أن تركه يجلب الحظ السيء للعروس في حياتها الزوجية.

يوم حنة الحبيب: هو اليوم الثاني من الاحتفالات، وهو احتفال خاص بالنساء، تُرسم فيه الحناء على شكل أزهار وزخارف تعني جلب الحظ، ومنع الشيطان، وزيادة الخصوبة، ولا يجب على العروس أن تقوم بالأعمال المنزلية حتى زوال الحناء، وخلال الاحتفال تغني النساء الأغاني التراثية، ويوزّع الشاي، والكعك، وتُرسم الحناء المتبقية على الفتيات العازبات؛ لجلب الحظ لهنّ.

يوم الحنة: هو اليوم الذي يسبق حفل الزفاف، وترسل العروس فيه في الصباح التصديرة وهي الستائر، والسجاد، والملابس،وغيرها إلى بيتها المستقبلي، وبعد الظهيرة يرسل العريس الهدايا، والحنة إلى عروسته المستقبلية مع نساء العائلة اللواتي يرقصن ويغنين طوال الطريق من بيت العريس إلى بيت العلاوس، وعند وصولهن إلى بيت العروس يستخدمن خليطًا يتكون من الحنة، والماء، وعصير الليمون لوضعه على أرجل وأيدي العروس، ويقمن بغناء الأغاني التراثيّة الخاصة.

يوم الزفاف ترتدي العروسة الفستان الأبيض يوم الزفاف كعلامة على النقاء، ويرتدي العريس بدلة أوروبية الطراز، ويرسل بعد الظهيرة نساء العائلة إحضار العروسة إلى قاعة الزفاف، وتستقبلهم والدة العروسة بالتمر، والحليب، وتلقي الورود والشوكولاته عليهنّ، ويقدّم المعازيم الأموال كهدايا للعروسين.

طعام الزفاف تدل الموائد والأطعمة التي تقدم في الزفاف على كرم الوالدين، وتقدم فيه العديد من أنواع الحلوى؛ كالبقلاوة، والمقروض، أما الغداء فيقدّم فيه الكسكس مع الخضار، واللحوم التي يذبحها الرجال، بالإضافة إلى تقديم الدجاج، والسلطات المتنوعة، وشوربة مصنوعة من صلصلة البندورة، واللحمة.

وتحت ضغط استشراء ظاهرة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج بسبب عدم القدرة على توفير التكاليف العالية، لجأت لجان شعبية في عدد من البلدات والمناطق الجزائرية إلى تسقيف المهور وتحديد “الشرط” في أشياء رمزية، وهو ما اصطدم بانتهاك حق من الحقوق الشرعية للمرأة، في الحصول على مهر مناسب عند الزواج.

وتوسعت دائرة الاتفاقات المعنوية المبرمة بين سكان بعض القرى والبلدات الجزائرية، لتشمل مختلف ربوع البلاد، ولم تعد مقتصرة على منطقة القبائل، حيث يعلن بين الفينة والأخرى أعيان لقرية من القرى، عن تسقيف المهر في منطقتهم عند حد معين، من أجل تسهيل وتشجيع الشباب على الزواج، بعد تفشي ظاهرة العزوف، تحت تأثير المغالاة في التكاليف.

وتبقى المسألة ترتبط بخيار شعبي واجتهاد محلي لمعالجة مشكلة العنوسة المستشرية في المجتمع الجزائري، خاصة في العقود الأخيرة، وتستمد جذورها بحسب مختصين من نظام “تاجماعت” الأمازيغي، وهي لجنة الأعيان والعقلاء في القرية والبلدة، التي تضطلع بتنظيم الشأن العام المحلي وتوفير الخدمات المشتركة بين السكان.

ورغم الإيماءات التي توحي بها من حين لآخر، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لأئمة المساجد، من أجل حث الناس على عدم المغالاة والتكلف في إبرام عقود الزواج، للحد من توسع مختلف الظواهر الاجتماعية السلبية، فإن سكوتها عن مبادرات التسقيف يعتبر قبولا ضمنيا، رغم أنه يتنافى مع حقوق المرأة في الحصول على المهر الذي تريد.

ويذكر شهود عيان أن عملية التسقيف ساهمت بشكل لافت في تشجيع الشباب على الزواج، حيث لاحظ هؤلاء ارتفاع عدد العقود المبرمة في المناطق التي سقفت فيها المهور، على غرار بعض قرى محافظة باتنة بشرق البلاد وبلدات في محافظة غرداية في الجنوب، وسارت على نحوها العديد من مناطق البلاد، لا سيما في الوسط والشرق.

وترى أستاذة علم الاجتماع لامية بوسليماني أن “العادات والتقاليد المتوارثة في المجتمع ساهمت في تكريس سلوكات المبالغة والمغالاة في إرساء مظاهر الرياء الاجتماعي، وتحولت رابطة الزواج إلى مشروع كغيره من المشروعات الاستثمارية في بعض المناطق، بسبب التكاليف الباهظة التي أقصت العائلات الفقيرة أو المحدودة الدخل من فرحة زواج أبنائها”.

وأضافت “مظاهر التكلف وتصنع الرفاهية والبذخ، كان مفعولها سلبيا على الروابط الاجتماعية، وساهمت في تراجع الإقبال على الزواج، مما أدى إلى تفشي رهيب لظاهرة العنوسة وما يترتب عنها من انحرافات وعلاقات غير شرعية”.