الاحتلال يغلق المجال الجوي أمام الطائرات المدنية على الحدود مع لبنان

عربي ودولي

ارشيفية
ارشيفية


أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي مجاله الجوي، اليوم الأربعاء، أمام الطائرات المدنية على الحدود مع لبنان بشريط عرضه 6 كيلومترات.

ونقل موقع "ديبكا" الإسرائيلي الاستخباراتي، عن مصادر عسكرية، قولها إن "الجيش أغلق، اليوم الأربعاء، المجال الجوي على طول الحدود مع لبنان للرحلات الجوية".

يأتي ذلك، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، فرض قيود على حركة السيارات والمركبات غير العسكرية على الحدود مع لبنان.

وأكد في بيان أن "قوات جيش الدفاع تبقى في حالة جاهزية دائمة لسيناريوهات عدة، ووفقا لتقييم الوضع يتم اتخاذ قرارات حول نشر واستعداد قوات جيش الدفاع".

وكان الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله توعد إسرائيل برد مناسب عقب استهدافها مقاتلي الحزب في سوريا، ووعد بإسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيرة في سماء لبنان، بعد انفجار واحدة منها وسقوط أخرى في أحد أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت. 

ونفذت إسرائيل خلال 24 ساعة 3 عمليات عسكرية طالت سوريا ولبنان والعراق.

وهاجمت إسرائيل، بالصواريخ، أهدافا في سوريا، قالت دمشق إنها تصدت لها عبر دفاعها الجوي، فيما أعلنت هيئة "الحشد الشعبي"، في العراق عن مقتل أحد عناصرها وإصابة آخر، في قصف نفذته طائرات إسرائيلية في قضاء القائم، شمال غرب بغداد قرب الحدود السورية. بينما أعلن مسؤول في حزب الله أن طائرة إسرائيلية مسيرة سقطت في الضواحي الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله، كما انفجرت طائرة مسيرة ثانية قرب الأرض.

وشهد ليل الاثنين حركة غير مسبوقة للطائرات الاستطلاعية الإسرائيلية من الشمال وصولا إلى الجنوب والبقاع. حيث تم رصد أكثر من 8 خروق لطائرات استطلاع فوق الهرمل شمال شرقي البلاد وعكار شمالا والقرعون في البقاع الغربي، إضافة إلى طائرات استطلاع في بعلبك ومرجعيون. طائرات لم تغادر سماء لبنان منذ 3 أيام. 

وخرقت الأسبوع الماضي، زوارق حربية إسرائيلية المياه الإقليمية اللبنانية لمئات الأمتار قبل أن تعود أدراجها بعد الاتصالات التي عادة ما تجريها قوات اليونيفل التابعة للأمم المتحدة العاملة في الجنوب وفي منطقة الخط الأزرق. 

إضافة إلى هذه الخروق، تشيد إسرائيل جدارا إسمنتيا على طول الحدود مع لبنان، وحاولت أكثر من مرة استكمال أعمال البناء في منطقة متنازع عليها مع لبنان، الذي يقول إن إسرائيل تسعى للاستيلاء على نفطه في مياهه الاقتصادية، وهو ما فتح الباب أمام مفاوضات بوساطة أميركية لترسيم الحدود وحسم هذا الصراع قبل تحول منطقة الجنوب إلى صفيح ساخن للأزمات.

أكثر من 1800 خرق سنويا 
وبحسب وزارة الخارجية اللبنانية، فإن الخروق الإسرائيلية زادت وتيرتها في الأشهر الأخيرة، حيث بلغت أكثر من 481 خرقا في شهرين فقط.

وكان لبنان تقدم عشرات المرات بشكاوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي بسبب انتهاكها للقرار 1701 وانتهاكها المستمر والمتواصل للسيادة اللبنانية.

وبلغ عدد الخروق الاسرائيلية، في شهر يناير الماضي، نحو 150 خرقا بريا وجويا وبحريا. فيما سجلت الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2018 خروقا جوية بمعدل 84 خرقا يوميا.

وفي جلسة علنية عقدها مجلس الأمن الدولي، أواخر العام الماضي، بشأن الوضع في الشرق الأوسط، قالت مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، آمال مدللي، إن الخروق الإسرائيلية تصل إلى حد 1800 خرق سنويا، وهي موثقة لدى قوات "الـ "يونيفل" العاملة في الجنوب.

وأضافت مدللي أن إسرائيل تنتهك شبكة الاتصالات اللبنانية وترسل تهديدات للمواطنين تنشر الخوف والذعر بين السكان. وأشارت إلى أن "انتهاك إسرائيل للمجال الجوي اللبناني وتحليق الطائرات الحربية على علو منخفض، وخرقها لجدار الصوت فوق المناطق المأهولة يشعر السكان بوطأة هذه الانتهاكات.

وبالعودة إلى ليلة سقوط الطائرتين الاستطلاعيتين الإسرائيليتين وتداعياتها المحتملة، يقول متابعون إن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدا من التوتر بين إسرائيل وحزب الله من جهة، وبين إسرائيل والدولة اللبنانية من جهة أخرى، وسط مخاوف من انفجار مفاجئ للأوضاع قد يصل إلى حافة نزاع عسكري على الجبهات.