بنغلاديش تحذف صفة "عذراء" من عقود الزواج

عربي ودولي

ارشيفية
ارشيفية


في خطوة "جريئة ومهمة" لإلغاء التمييز في دولة إسلامية كبرى، أصدرت المحكمة العليا في بنغلادش قرارا يقضي بسحب كلمة "عذراء" من وثائق الزواج الممنوحة للمسلمين في البلاد.

حكم وُصف بأنه مهم من جانب المنظمات التي كافحت من أجل إسقاط هذا الإجراء الذي ينطوي على "إذلال وتمييز".

وبموجب قوانين ترعى الزيجات الإسلامية في بنغلادش، يتعين على الفتيات المقبلات على الزواج اختيار خانة من بين ثلاث على وثيقة الزواج وهي "كوماري" (عذراء) أو أرملة أو مطلّقة.

غير أن المحكمة العليا أمرت في حكم نُشر أخيرا الحكومة بسحب كلمة "عذراء" لاستبدالها بعبارة "غير متزوجة"، على ما أعلن المدعي العام المساعد أميت تالوكدر يوم الثلاثاء 27 أغسطس 2019.

كما أمر الحكم السلطات بإدخال خيارات "غير متزوج أو أرمل أو مطلق" للرجال المقبلين على الزواج على الوثائق الرسمية.

ورحبت منظمات حقوق المرأة، التي قالت إن كلمة "بكر" مسيئة، بالحكم الصادر يوم الأحد.

وفي واقعة منفصلة قالت المحكمة إن العريس يتعين عليه من الآن فصاعدا أن يعلن عن حالته الاجتماعية.

وكانت منظمات حقوق المرأة قد انتقدت قوانين الزواج في بنغلاديش، ذات الأغلبية المسلمة، واعتبرتها تقييدية وتمييزية.

وتُجبَر العديد من الفتيات في البلاد على زواج المصلحة في سن مبكرة للغاية.

ماذا حكمت المحكمة؟
قالت المحكمة إنه يجب حذف كلمة "كوماري" البنغالية من عقود تسجيل الزواج.

وتُستخدم الكلمة لوصف غير المتزوجات، لكن يمكن أن تعني أيضا "البكر".

ونجح محامو المنظمات الحقوقية التي رفعت الدعوى القضائية في عام 2014 في إثبات أن عقود الزواج تسيء وتنتهك خصوصية المرأة.

وقالت المحكمة يوم الأحد إن الكلمة البنغالية "أوبيباهيتا"، والتي تعني بشكل لا لبس فيه "امرأة غير متزوجة"، يجب أن تستخدم من الآن بدلا من كلمة "كوماري".

وفي قرار منفصل طلبت المحكمة إعلان العريس حالته الاجتماعية إذا كان غير متزوج أو مطلق أو أرمل.

ومن المتوقع أن تدخل التغييرات حيز التنفيذ في غضون بضعة أشهر عندما يُنشر رسميا حكم المحكمة الكامل.

ماذا كان رد الفعل؟
نقلت أنباء عن المحامية في القضية، عينون نهار صديقي قولها "إنه حكم تاريخي."

وأعربت عن أملها في أن يساعد الحكم في تعزيز حقوق المرأة في بنغلاديش.

وفي ذات الوقت قال موظف محلي في دائرة تسجيل عقود زواج إنه وزملاءه ينتظرون أن تبلغهم السلطات رسميا بالتغييرات في العقود.

وقال موظف آخر يعمل في تسجيل عقود الزواج، ويدعى محمد علي أكبر سركر، لوكالة رويترز للأنباء: "عقدت زيجات عديدة في مدينة دكا وكنت دائما أواجه سؤالا بشأن سبب تمتع الرجال بالحرية في عدم الكشف عن حالتهم، بينما المرأة لا تفعل ذلك، وكنت أخبرهم دائما أن هذا الأمر ليس في يدي".

وأضاف: "أعتقد أن أحدا لن يسألني هذا السؤال بعد الآن".