في ذكرى الهجرة النبوية.. أزاهرة: النبي لم يهاجر في شهر المحرم

أخبار مصر

الهجرة النبوية -
الهجرة النبوية - صورة أرشيفية


ارتبطت الهجرة النبوية مع احتفالات المصريين بالتقويم الهجري وتكثر الأحاديث حول دروس وعبر من الهجرة النبوية الشريفة، رغم أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يهاجر في شهر محرم وإنما في ربيع الأول- حسب حديث علماء الدين.

في هذا السياق، قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن الهجرة النبوية كانت سببًا في الحفاظ على أمة الإسلام، وكانت سببا في إنشاء دولة الإسلام.

وأضاف أن الاحتفال بالعام الهجري يذكرنا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، نحتفل به في قلوبنا كل عام بل كل شهر بل كل يوم، بل كل لحظة.

وتابع: الهجرة أعلنت الوفاق بين التوحيد والوثنية والعزة والكرامة، وانتشر الإسلام بسببها في مشارق الأرض ومغاربها.

وقال الدكتور عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة من أهم الأحداث العظيمة في الإسلام، لما كان لها من أثر مهم في انتصار الإسلام والمسلمين، خلدها الله -تعالى- بذكرها في القرآن الكريم، وجعلها انتصارا فعبر عنها المولى -عز وجل- بذلك في قوله تعالى"إلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثنين".

وأضاف أن الهجرة استحقت التكريم من الصحابة حين أقرها الفاروق تأريخا يوثق به أعمال المسلمون ويتربى عليه النشء في مدارسهم، موضحا: "نعلم أن الهجرة تأريخ يفرق به بين الحق والباطل، كما شرفت المدينة به فتغير اسمها من يثرب إلى طيبة، وحرمت كما حرمت مكة".

وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت في شهر ربيع الأول ولم تكن في المُحرم.

وأوضح الجندي أن المصريين يحتفلون في شهر المحرم ببداية التقويم الهجري الجديد، ويضمون اسم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاحتفالات بقولهم الهجرة النبوية تعظيمًا له لأنه عليه -الصلاة والسلام- هو من قام بالهجرة.

وأشار إلى أن أول من أرخ التاريخ الهجري سيدنا عمر بن الخطاب، وجعل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول، مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري.

ونوه بأن التقويم الهجري مركز أساسًا على الميقات القمري الذي أمر الله تعالى في القرآن بإتباعه، كما قال تعالى «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ». سورة التوبة: 36.

وأضاف: أن الأشهر الأربعة الحرم هي أشهر قمرية رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ولأن الله تعالى نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية.

قال الشيخ محمد زكي، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، إنَّ الهجرة النبوية كان لها دور عظيم في بناء المجتمع المسلم على القيم الفاضلة، والمثُل العليا، وإنَّ هذه الذكرى العطرة تدعونا جميعًا إلى تقوية الصلة بالله والتضحية والإيثار من أجل تحقيق الهدف.

وأضاف «زكي» في تصريح له، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرب أروع الأمثلة في التعايش مع أصحاب الديانات الأخرى، مُذكِّرًا بقول الله تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».

وأوضح أنه يجب تقوية روابط الأخوة في الأوطان، ومواجهة التحديات المعاصرة، والاستفادة من العلم وزيادة الإنتاج، والتعاون ونشر التسامح والسلام بين النَّاس، وسد حاجة الفقراء مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم" مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ".