"أزمة دولية".. التفاصيل الكاملة لحرائق غابات "الأمازون"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تشهد غابات الأمازون المطيرة في البرازيل آلاف من الحرائق على نحو مكثف لم تشهد له مثيلا منذ نحو عشر سنوات، وتعتبر المناطق الأكثر تأثرا بالحرائق هي ولايات رورايما وروندونيا والأمازون في شمالي البلاد.

وعلى الرغم من أن مدينة ساو باولو المترامية الأطراف تبعد نحو 3218.69 كم عن الحرائق المندلعة في قلب منطقة الأمازون، الإ أنه منذ الخميس الماضي، شهدت غابات الأمازون اندلاع حوالي 9500 حريق، تأثرت بها مناطق في ولاية ماتو غروسو وبارانا، إضافة إلى مدينة ساو باولو، التي تبعد عن المنطقة أكثر من 3200 كم.

تلك الكارثة التي وقعت ستؤثر تأثيراً هائلاً في التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، بجانب أن غابات الأمازون مسئولة عن إنتاج 20% من الأكسجين لسكان العالم.

الجيش يشارك في إطفاء الحرائق
سمح الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، مساء أمس الجمعة، بمشاركة الجيش في مكافحة الحرائق في الأمازون، لكنه رأى أن تلك الحرائق لا يمكن "أُن تستخدم ذريعةً لفرض عقوبات دولية» على بلاده".

وأذن الرئيس بمرسوم ابتداء من اليوم السبت، ولمدة شهر لحكام الولايات المعنية بالاستعانة بالجيش من أجل تحديد ومكافحة الحرائق، وكذلك من أجل القيام بـ"تدابير وقائية وعقابية إزاء الجرائم البيئية".

تدخل الولايات المتحدة
وفي أعقاب ذلك، عرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب على بولسونارو مساعدة الولايات المتحدة. وكتب في تغريدة على موقع «تويتر»: «تحدثت مع الرئيس جاير بولسونارو، وقلت له إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع المساعدة فيما يتعلق بحرائق غابات الأمازون، فنحن على استعداد لذلك».

وأصبحت حرائق أكبر غابة مطرية في العالم «أولوية» عشية قمة مجموعة السبع التي تبدأ اليوم، في بياريتس جنوب غربي فرنسا.

أزمة دولية
واتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس البرازيلي بـ«الكذب» حول تعهداته في مجال البيئة، وأكد أنه قد يعرقل جهود المصادقة على الاتفاق التجاري المبرم بين الاتحاد الأوروبي ودول السوق المشتركة لأميركا الجنوبية "ميركوسور".

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من جهته أن الحرائق تشكل «أزمة دولية»، قبل قمة «مجموعة السبع» التي يُتوقع أن تخرج عنها «مبادرات ملموسة» في هذا الخصوص.

وقال الرئيس البرازيلي في تصريحات لقناة تلفزيونية: «هناك حرائق غابات في كل العالم، ولا يمكن استخدام هذا الأمر ذريعة لفرض عقوبات دولية»، رداً على الضغوطات الدولية المتصاعدة لإنقاذ الأمازون التي يقع 60 في المائة منها ضمن الأراضي البرازيلية.

مطالبات بالتخلص من الرئيس البرازيلي
وفي مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، مساء أمس الجمعة، طلب زعيم السكان الأصليين في الأمازون راؤوني مساعدة المجتمع الدولي في المساهمة في «التخلص بأسرع ما يمكن» من الرئيس البرازيلي الذي يرى أنه المسؤول عن حرائق الأمازون.

وذكر الزعيم القبلي الذي يعدّ رمزاً دولياً للمعركة من أجل حماية الأمازون وحقوق السكان الأصليين: «أعتقد أن الرئيس الفرنسي وقوى دولية أخرى قادرون على أن يضغطوا لدفع الشعب البرازيلي إلى الإطاحة ببولسونارو ولكي يصوت مجلس النواب لعزله».

انقذوا الأمازون
وجمعت مظاهرات في ساو باولو وريو دي جانيرو الآلاف تحت شعار «أنقذوا الأمازون»، فيما تظاهر آخرون أمام سفارات وقنصليات البرازيل حول العالم بدعوة من عدة منظمات غير حكومية.

ويغطي دخان حرائق أحمر اللون سماء مدينة بورتو فيلو في ولاية روندونيا (شمال غرب) الأمازونية، وعلى بعد ستين كيلومتراً من بورتو فاليو يمكن رؤية الدخان الكثيف فوق الغطاء النباتي الاستوائي حيث كانت النيران تلتهم الأشجار في مشهد مؤثر زادت من حدته الرياح التي عززت قوة ألسنة اللهب.

228 ميغا طن
وتسببت حرائئق غابات "الامازون" في إنبعاث كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، بلغت 228 ميغا طن حتى الآن في العام الحالي، بحسب (كامز)، وهي الأعلى منذ عام 2010.

ومن بين الانبعاثات غاز أول أكسيد الكربون، الناتج عن احتراق الأخشاب في ندرة من الأكسجين،وتُظهر خرائط (كامز) وصول غاز أول أكسيد الكربون ذي المستويات المرتفعة من السُميّة إلى ما وراء الخطوط الساحلية لأمريكا