"وساطة فرنسية".. ماذا حدث مجدداً بين أمريكا وإيران؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


موجة جديدة من التوترات تسارعت حدتها بين واشنطن وطهران، خلال الأشهر القليلة الماضية، وزادت حدتها في مطلع يونيو الماضي بعد أن أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية.

 

تلك الخطوة الإيرانية دفعت الرئيس الأمريكية دونالد ترامب لإقرار خطة لتنفيذ هجمات على 3 مواقع إيرانية، غير أنه تراجع في اللحظة الأخيرة وقال إنه "لا يُريد حربًا مع إيران"، لتتحوّل تهديدات واشنطن إلى ما يُمكن تسميته بـ"ضجيج بلا طحن".

 

وقد بدأ الصِدام الأمريكي الإيراني  قبل 4 أشهر، بعد أن هدّدت طهران بإثارة القلاقل في مياه الخليج مع إغلاق مضيق هُرمز الاستراتيجي، وهو ما ردّت عليه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط، وإعادة انتشار قواتها في مياه الخليج وعلى أراضي دول خليجية لردع إيران عن أي محاولة للتصعيد العسكري.

 

رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 4.5 %

 

وعقب ذلك تطورالوضع الإيراني، ففي يوليو الماضي، أعلنت إيران أن نسبة تخصيب اليورانيوم وصلت إلى 4.5%، مشيرة إلى أنها ستتوقف الآن عند هذا الحد.

 

وذكر المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن مستوى تخصيب اليورانيوم الآن هو 4.5%، مشيرا إلى أن بلاده لا تعتزم رفع هذه النسبة في الوقت الراهن.

 

وأكد كمالوندي، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية أنه "في الوقت الحالي، إيران ليست بحاجة إلى اليورانيوم المخصب بنسبة 20%".

 

عقوبات من الاتحاد الأوروبي على إيران

 

وفي هذا السياق، طالب الاتحاد الأوروبي، إيران بالالتزام بشكل كامل بشروط الاتفاق النووي، والتوقف والتراجع عن أي أنشطة تتعارض مع الاتفاق.

 

وأعربت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن أسفها إزاء تقليص إيران لالتزاماتها بشروط الاتفاق النووي.

 

وأثار الإعلان الإيراني ردود فعل غاضبة، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء إعلان إيران البدء في تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى من المنصوص عليه في الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015.

 

وتوعدت دول أوروبية في منتصف مايو الماضي ، بفرض عقوبات على إيران حال انتهكت الاتفاق النووي، ردا على تصريحات خرجت من طهران التي أعلنت وقتها أنها بدأت بالفعل تعليق بعض الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق.

 

 

 

الإتفاق النووي لا يزال على قيد الحياة

 

وصرحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، بالأمس بأن الاتفاق مع إيران الذي يحكم أنشطة التخصيب النووي "ليس بصحة جيدة لكنه لا يزال على قيد الحياة".

 

ترامب: نريد خروج إيران من اليمن

 

ومن جهته، أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن هناك بعض التقدم في مناقشة القضايا مع إيران وقال إن إدارته لا تسعى إلى تغيير النظام في هذا البلد، ولم يقدم الرئيس الأمريكي تفاصيل حول التقدم المحرز في المحادثات مع إيران.

 

وتابع خلال اجتماع مع مسؤولي مجلس الوزراء "نريد أن تغادر إيران اليمن"، لكن وزير الخارجية مايك بومبيو، قال إن إيران مستعدة للتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي.

 

أمريكا تتصرف كالفأر أمام إيران

 

وفي تطور جديد للأوضاع خلال اليومين الماضيين، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني إن أمريكا تتصرف كالفأر أمام إيران، مؤكدا أنها ستكون أول من يهرب من الشرق الأوسط حين تتعرض المنطقة للخطر.

 

وأضاف روحاني خلال مراسم إزاحة الستار عن منظومة "باور- 373" الصاروخية للدفاع الجوي: "سنتعامل بالمنطق مقابل المنطق والقوة مقابل القوة ... ومقابل القوة الأمريكية ضد إيران نحن بحاجة إلى استخدام القوة"، مؤكدا أن إيران تتمتع بقوة دفاعية عالية.

 

وأوضح روحاني أن الخلاف مع أمريكا خلاف استراتيجي في وجهات النظر والتفكير، وليس خلافا عسكريا أو سياسيا.

 

ولفت روحاني إلى أن أمريكا لم تحقق أيا من أهدافها في المنطقة، مضيفا أن "أمريكا تكذب حين تدعي أنها تريد الانسحاب من أفغانستان والمنطقة .. أمريكا لم تفعل شيئا لصالح شعوب العراق وسوريا وأفغانستان واليمن ولبنان".

 

وساطة فرنسية بين أمريكا وإيران

 

وبالأمس شهد ملف الصراع الأمريكي الإيراني تطوراً من نوع أخر، من خلال رحلة جديدة للدبلوماسية الدولية تقودها فرنسا، للوساطة بين أمريكا وإيران في ملف الاتفاق النووي المشتعل منذ فترة طويلة.

 

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيلتقي بممثلين عن إيران خلال الساعات المقبلة؛ لبحث مقترحات إنقاذ الاتفاق النووي، وكشفت وكالات الأنباء الإيرانية عن لقاء مرتقب سيجمع بين ماكرون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في باريس الجمعة.

 

وأعلن ظريف، اليوم الخميس، إن طهران مستعدة للعمل على مقترحات فرنسية لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية عام 2015.

 

وتحوم الشكوك حول إمكانية نجاح فرنسا في التوسط بين إيران وأمريكا فيما يخص الاتفاق النووي، خصوصا بعد الخلافات الأخيرة بين باريس وواشنطن.