شهوة الميركاتو.. الأموال المبعثرة تحت الأقدام

الفجر الرياضي

نيمار
نيمار


في زمن تحكمه الأموال ويقوده المشجعون من خلف الشاشات، تحولت الوسائل إلي غايات فصار ضغط "السوشيال ميديا" هو من يحدد المصائر ويتخذ القرارات، في السابق كان اللاعبون هم الأداة التي تساعد فرقهم في حصد البطولات أما الآن فقد خلق المشجعون لنفسهم بطولات منفصلة لينشغلوا بها في فترة توقف المنافسات، نعم لقد صار الفوز بالصفقات يغري البعض كالفوز بالبطولات.. فأهلًا بكم في عصر "شهوة الميركاتو".

الحكومات ورجال أعمال، الأموال تحكم اللعبة
لقد تغيرت كرة القدم كثيرًا في السنوات الثلاثين الأخيرة هكذا كان رأي المدير الفني السابق للأرسنال آرسن فينجر والذي يقول "في السابق كان حجم الأندية يتحدد بعدد المشجعين الذين يذهبون لمشاهدة المباريات في يوم السبت، لكن الآن الأمر متعلق بعدد الجماهير ومتعلق أيضًا بالقوة المالية لملاك الأندية، في العشر سنوات الأخيرة أصبح ملاك الأندية مليارديرات أو حتي حكومات وولايات وبقوتهم المالية قادرين علي أن يتخذوا القرار في أي لحظة بأن يتعاقدوا مع نيمار مقابل 300 مليون، لأن هذا جيد لقطر البلد التي ستنظم كأس العالم".

الصفقات الأغلى وشبح الفشل 
وبذكر صفقة نيمار في صيف 2017 والتي أصبحت هي الأغلى في تاريخ كرة القدم حتي الآن فهل نجحت أغلي 10 انتقالات في تاريخ كرة القدم في صناعة الفارق؟
البداية بنيمار الذي يحتل المرتبة الأولى حين انتقل من برشلونة إلى باريس سان جيرمان بعد دفع الشرط الجزائي المقدر بـ 222 مليون يورو، فاللاعب فشل في قيادة باريس سان جيرمان لتحقيق أي تقدم في بطولة دوري أبطال أوروبا وهو الهدف الرئيسي من استقطاب اللاعب ليصبح قريبًا من مغادرة الفريق في الميركاتو الحالي.
أما الحال في برشلونة بعد رحيل نيمار كان الأسوأ علي الإطلاق فبعد ضغط الجماهير علي "السوشيال ميديا" كانت الإدارة مجبرة علي التعامل مع هذا الموقف بأقصى سرعة، الهدف الأول في الميركاتو كان كوتينهو لكن الصفقة تعطلت بسبب المبالغات المادية لليفربول وفي محاولة لإرضاء شهوة الجماهير جاء التعاقد مع عثمان ديمبلي من دورتموند بـ 125 مليون يورو لتكون ثاني أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم في حينها والخامسة حتي الميركاتو الحالي في صيف 2019 لكن اللاعب عجز عن تعويض نيمار وتزايدت إصاباته ليقرر النادي التعاقد مع كوتينهو هدف الميركاتو الأول لكن في الشتاء بصفقة قدرها موقع ترانسفير ماركت بقيمة 145 مليون يورو لتنتزع المركز الثاني من صفقة ديمبلي وتبقي صامدة حتي الآن كثاني أغلي انتقال لاعب في كرة القدم حتي بعد فشل اللاعب مع برشلونة ورحيلة إلي بايرن ميونخ.

قائمة أغلي 10 انتقالات ضمت في المركز الثامن والتاسع كلًا من بوجبا بعد انتقاله من اليوفي إلي اليونايتد وجاريث بيل بعد انتقاله من توتنهام إلي الريال وهي صفقات لم تنجح في صناعة الفارق بالشكل المطلوب وصار الثنائي قريب من مغادرة أنديتهما في الميركاتو الحالي وما زال الأمر تحت النظر، كما لم تخلو القائمة من صفقات الميركاتو الحالي حيث شهدت القائمة ظهور الثلاثي المنضم حديثًا لكبار إسبانيا جواو فيلكس إلي أتلتيكو مدريد وجريزمان إلى برشلونة وهازارد إلى الريال وهو ما يطرح تساؤل عن مدي نجاح الثلاثي وهل يكون مصيرهم كحال سابقيهم في القائمة.

تجربة توتنهام، إجبار ثم أمل
وفي ظل كل تلك الصفقات المجنونة وضغط الجماهير وصراع الميركاتو والملايين المبعثرة جاءت تجربة توتنهام في الموسم الماضي لتكون بارقة أمل عن قدرة الأندية في تحقيق الإنجازات حتي دون اللجوء إلي ملايين الميركاتو وأن الإنفاق يكون للاحتياجات الجادة وتدعيم الفريق وليس من أجل الشهوة، النادي اللندني أُجبر علي عدم أجراء أي انتقالات في الموسم الماضي بسبب بناء الإستاد الجديد ومحدودية النفقات لكن هذا لم يمنع بوكتشينو من قيادة توتنهام إلي نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولي في تاريخ النادي بمسمي البطولة الحديث في الوقت التي ودعت الأندية صاحبة الإنفاق الكبير البطولة من أدوار مبكرة.