"المنجد البلدي".. مهنة تواجه شبح الموضة.. أقدم منجد بالغردقة: الشغل الجاهز يهدد المهنة (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


مهنة المنجد البلدى أوشكت على الانقراض، فمثلها كغيرها من المهن التي أصبحت تصارع الزمن من أجل البقاء في ظل التحديات الكبيرة من التقدم؛ والجميع يسترجع معاها ذكرياته وخاصة أنها كانت إشارة بدء العرس في جميع ربوع الجمهورية، والآن تجد الإقبال متزايد من الأسر على شراء المفروشات الجاهزة.


وكانت تبدأ مظاهر الفرحة ببدء وصول المنجد البلدى منزل العريس لتجهيز مراتب العروس أمام منزل العريس وسط فرحة وزغاريد تعلو سماء المنطقة.


"المعلم جورج المنجد الفرحة تبدأ من عندي"


التقت عدسة "الفجر" بالمعلم جورج عبد الله عوض؛ أقدم منجد بمدينة الغردقة؛ صاحب 50 عاما؛ قائلا:- بدأت العمل في هذه المهنة منذ 40 عاما؛ مؤكدا كان يحصل عل 4.5 جنيها في الشهر في محل خاله.


وأضاف "جورج" لـ"لفجر " كانت الفرحة تبدأ من عند المنجد البلدى قديمًا عند وصول المنجد لمنزل العريس لبدء تجهيز المراتب والالحفة القطن؛ وكانت تسود حالة من البهجة والفرحة بالمنطقة.


"مهنة المنجد تصارع الزمن"
قال جورج إن المهنة بدأت منذ أكثر من 10 سنوات تندثر وتختفي تدريجيا بسبب ظهور المرتبة الإسفنجية؛ قائلا: من رغم أن المراتب الإسفنجية مضرة بالصحة وتسببت في وقف حالنا بشكل كبير.


وأشار جورج مهنة المنجد البلدى هي مهنة مصرية اصيلة ولكن مع تطور الزمن بدأت تختفي بسبب وجود المراتب الإسفنجية وأيضا السوست؛ وعدم الإقبال على المراتب القطن سبب في عدم إقبال الجيل الحالي على تعليم المهنة؛ قائلا:- الشاب يتعلم مهنة حالها واقف.




"التنجيد البلدى فن له ناسه اللى بتقدره"
وتابع جورج خلال لقائه بالفجر التنجيد البلدى ده فن له ناسه اللي بتفدره أما التنجيد الجاهز مهما طلع عمره ما يغطى عليه، عند بعض الناس الكببرة.


ويسترجع "جورج ذكرياته مع المهنة قائلا: أيام زمان كان الخير كله، كنا نقيم عند أهل العريس أسبوع، وكانت الأفراح تبدأ والزغاريد تعلو أصواتها مع بدء اليوم الأول لوصول المنجد البلدى إلى منزل العريس استعدادا لتجهيز المراتب، والمخدات، واللحاف البلدى وكأنه يطلق شارة بدء العٌرس ومع هذه الزغاريد يقوم أهل المنزل بتشغيل "المسجل" حيث تغنى فاطمة عيد، أغانى العرس والحنة ليستمر المنزل فى حالة فرح طيلة أيام التنجيد ناهيك عن "النقوط" الذى كان يجمعه المنجد من الأقارب والأحباب، وكان النقوط من 1 جنيه حتى 5 جنيهات.


"المرتبة القطن أفضل من الإسفنجية"
وأضاف، أن التفصيل فى التنجيد له فوائد كبيرة عن التنجيد الجاهز، لأنه صحى ونظيف ويشرب المياه الناتجة عن العرق أثناء النوم، ويسهل إعادة تدويره عن الجاهز، الذى تقل قيمته فى حال حدوث قطع فيه.


وأوضح المرتبة القطن يتم إعادة تدويرها أكثر من مره عن ما بعادلها من المرتبة الإسفنجية التى يصل ثمنها إلى
 5 ألف جنيه.