محلل سياسي: السودانيون أسقطوا مشروع قطر التآمري

عربي ودولي

بوابة الفجر


قال الكاتب والمحلل السياسي البحريني محمد مبارك جمعة، إنه بتوقيع الاتفاق الانتقالي يكون السودان قد تقدم خطوة كبيرة إلى الأمام، ما يفشل مساعي المشروع القطري والإخواني، وينقذ السودانيين من مخالب الإسلام السياسي، الذي استماتت قياداته للسيطرة على الحكم.

 

وأوضح مبارك في تصريحات صحافية، أن مصر كانت قد سبقت السودان بهذه المساعي، وبخلاص تام من التغلغل القطري الإخواني، ومحاولات التنظيم الإرهابي في السيطرة على البلد وعلى مقدرات الشعب المصري.

 

وقال: "بذلك تكون هاتان الدولتان قد طويتا صفحة سطو الإرهاب على الدولة الوطنية ومقدراتها، فضلاً عن الخلاص من سياسات التآمر على أمن واستقرار الدول العربية، التي كانت تدار من خلال النظام القطري".

 

وأضاف مبارك أن النظام القطري "خسر معركة فرض مشروعه التآمري على الدول العربية، وآخرها خروج دولتين كبيرتين من نطاق هذا التآمر، ليكون انتصارا جديدا للدول المتحالفة لمحاربة الإرهاب الدولي الذي تقوده قطر".

 

وقال إن مشروع النظام القطري الذي ارتكز على هدم أركان الدول العربية، وتغيير حكوماتها، وسفك الدماء بين الشعوب فيها قد انتهى، ولم يتبق له سوى استخدام أدواته الإعلامية، وبعض منصاته الاجتماعية لممارسة دور عبثي لا أكثر، عبر بث الشائعات ومحاولة إثارة الفتن والخلافات، بتأثير مفقود على أرض الواقع.

 

وأنهى الاتّفاق الذي جرى التوصل إليه في 4 أغسطس نحو 8 أشهر من الاضطرابات التي بدأت بتظاهرات حاشدة ضدّ عمر البشير "بعدما سلم مفاتيح السودان في يد نظامي تركيا وقطر"، قبل أن يطيح الجيش به تحت ضغط الشارع في 4 أبريل، بعد 30 سنة من حكم السودان بقبضة من حديد، ليترك تميم وسيده التركي يتلقون التعازي بعد ضياع مشروعهم الاستعماري في البلد الإفريقي.

 

ووقع المجلس العسكري الانتقالي في السودان وممثلو المعارضة اتفاق تقاسم السلطة، الذي ينص على تكوين مجلس حاكم انتقالي من المدنيين والعسكريين، ويمهد الطريق نحو انتخاب حكومة مدنية.

 

ويبدأ السودان بذلك مرحلة انتقالية جديدة، بعد أشهر من الاحتجاجات ومواجهات دامية بين متظاهرين وقوات الأمن، تخللها تدخلات قطرية فجة حاولت من خلالها تأجيج الأوضاع وتحريك دفة الثورة لتلبية رغبات الأمير الصغير وسلطان الأوهام التركي إردوغان، الذي فشل في سرقة جزيرة سواكن، بعدما منحها له البشير بدون وجه حق.

 

ووقع الاتفاق أحمد ربيع، ممثلاً لقوى الحرية والتغيير (المعارضة)، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) عن المجلس العسكري الانتقالي. وشهد على التوقيع رئيسا وزراء مصر ورئيس المفوضية الإفريقية.

 

ومنذ عزل الرئيس السوداني السابق، عمر البشير تكررت محاولات قطر الفاشلة لإيجاد موطئ قدم جديد لها في السودان الجديد، عبر السعي لاستقطاب قيادات في المعارضة، ومحاولات مخابراتها إفشال المفاوضات، لكن مع التوقيع التاريخي على الاتفاق الانتقالي، يبدو أن الثورة السودانية حققت أهدافها بجهد الشعب لتنهي مخطط الحمدين نهائيا وتطوي صفحة التدخلات الاستعمارية من قبل نظامي الدوحة وتركيا.