"أب بلا قلب".. "الفجر" تكشف كواليس ذبح طالبتين على إيدي والدهما بالحوامدية.. والجيران: "كان بيطفش العرسان"

حوادث

بوابة الفجر


"أب بقلب حجر".. لم يوجد رحمة في قلبه، كل رجل يتمنى أن يرزق بأولاد ليكونوا سنده وعزوته في دنيته، ولكن اختل توازن الدنيا، عندما قام الأب بقتل نجلتيه الوحيدين، حينها امتلأ قلبه بالقسوة.

"أسماء" و"إسراء"، فتاتان شقيقتان، كانتا تعيشان في حياة هادئة مع والدهما، لا يستطيعون عصيان أوامره، وذلك لحبهم الشديد له، وفي صباح يوم الجمعة الماضية، قام الأب بأخذهم للنزعة في إحدى المشاتل الزراعية بمنطقة الحوامدية، وكانت ااإبتسامة على وجهيهما، ولا تدريان حينها بالمصير المنتظر لهما بعد ساعات، ليكتب الأب شهادة وفاتهما بنفسه بقلب قاسٍ.
 
وانتقلت "الفجر" إلى مكان الحادث، لكشف الجزء الثاني من الحقيقة التي لا يعلمها أحد، وكيف قُتل الشقيقتين ذواتا الوجه الملائكي على أيدي هذا الرجل القاسي.

البداية حياة هادئة
في إحدى شوارع الحوامدية، يقطن الأب "ناصر.ع.أ" مع نجلتيه "أسماء" الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة عين شمس، وإسراء" شقيقتها الصغرى الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، بعد انفصال والدهم عن والدتهم منذ أكثر من 7 أعوام، معروفين في الشارع بالأخلاق والسمعة الطيبة لا تتحدثان مع أي شخص، كان يومهما عبارة عن ذهابهما لدراستهما وكان والدهما يقوم بتوصليهما يوميًا وعودتهما للمنزل.

معروف عنهما حسن الأخلاق 
"حسبي الله ونعم الوكيل"، كانت أول الكلمات التي تحدث بها أهالي شارع "حامد ندى"، بعد معرفتهم بذبح هاتين البريئتين على أيدي والدهما، حيث قال "ن.خ" أحد جيران المتهم: "يقطنون في الشارع منذ 7 أعوام هو وبناته الاثنتين وزوجته الثانية التي توفت منذ 4 أعوام نتيجة لمرضها بالسرطان، كانتا مشهود لهما بالطيبة وحسن الأخلاق، ولا تتحدثان مع الأشخاص في الشارع، قائلاً: "مختصرين في حالهم دائمًا ميحبوش الاختلاط".

وأضاف أحد الجيران، لـ"بوابة الفجر"، كان الأب "ناصر" يوميًا يقوم باصطحاب الشقتيين للجامعة ويعيدهم أيضًا للمنزل، ولم نستطع رؤية الفتاتين في الشارع لأنهما لا يتحدثان مع أي شخص أو مشاركتهما في إحدى المناسبات، كان معروف عنهما بحسن الأخلاق والسمعة الطيبة، قائلا: "حتى لا نعرف أسمائهما وإذا شاهدناهما في الشارع لم نعرفهما، وذلك لأنهما كانتا تسيران في الشارع ووجههما في الأرض لا تنظران لأحد".

لو حاولتي تشوفي البنات هحرق قلبك عليهم
"بوجه حزين ونبرة حزن"، قالت "أ.خ" أحد جيران المنطقة، كنت أقطن أمام منزلهم، وأشاهد حسن أخلاقهم، مضيفة: "حتى الكوافير لا كانتا لا تذهبان إليه، وعلى طول بيلبسوا ملابس سيدات كبيرة مثل الخمار والإسدال والجيب الطويل، وعمرهم ما لبسوا حتى بنطلون".

وأضافت السيدة لـ"بوابة الفجر": "طول الـ7 أعوام في الشارع عمرنا ما شاهدنا والدتهم أو جاءت لزيارتهم، و قاموا باستجوابي بسراي النيابة في الأيام السابقة، ولأول مرة أشاهد والدتهم، وعرفت حينها أن والدهم حارمهم من رؤية والدتهم، أخذً أوراق عليهم لعدم رؤية البنتين"، مؤكدة أنها وفي سراي النيابة سمعت بعض الأقاويل، أن والدهم في وقت سابق قال لوالدتهم: "لو حاولتي تشوفي أو تأخذي البنات سأحرق قلبك عليهم"، وعندما كان الأب والأم في مواجهة بعضهم البعض في النيابة قالت: "حرقت قلبي عليهم خلاص، حسبي الله ونعم الوكيل فيك".

وكشفت السيدة أيضًا، أن الابنة الكبري "أسماء" خلال فترة وجيزة عملت بإحدى محلات الموبايل بالمنطقة لمدة 5 أيام، وكان في أحد الأيام شاهد خال البنات الفتاة في المحل وذهب لإلقاء التحية وااإطمئنان عليها لعدم رؤيته لها منذ فترة كبيرة، وحينها رأي الأب ذلك، فقام بسبها وإهانتها أمام الجميع، مستطردة: "عمري ما أنسى هذا المنظر أمامي".

كان بيطفش أي عريس يتقدم لخطبة بناته
فيما تحكي السيدة "خ.د" أحد جيران المتهم، أن الشقيقة الكبرى "أسماء" كانت منذ فترة مخطوبة لشخص طيب، ولكن فترة خطوبتهما لم تستمر حتى أكثر من شهر وتم فسخها على الفور، ولكن بسبب الأب ومعاملته الشديدة معه، حتى الأبنة لم تستطع أن تتحدث لأن ليس لهما رأي بعد أبيهم، وهذا يرجع نتيجة لطاعة البنات له دائمًا.

وأضافت السيدة أيضًا، أن الأب كان صعبًا في التعامل لكل من يتقدم لخطبه أحد البنات، وكان دائمًا يرفض مقابلة أي عريس في المنزل، وكان يقابلهم بأحد مساجد المنطقة، وذلك لعدم رؤية أي شخص لبناته، حتى عندما تم خطبة الفتاة الأكبر كان يرفض دائمًا خروجها مع خطيبها، قائلاً للعريس: "لما تتزوجها تبقي تخرج معاها".

أب قاسٍ.. دائم الضرب لبناته
وكشفت سيدة أخرى أحد جيران المنطقة، أن منذ عامين كان "ناصر" وبناته يعيشون بنفس المنزل الذي أسكن فيه قبل أن ينتقل لمنزل آخر، فكانت العلاقة غير جيدة بيننا برغم سكننا بنفس المنزل، وذلك لأن الأب كان يرفض اختلاط البنات مع أي أحد من الجيران.

وأضافت السيدة، أنها كانت دائمًا تشفق على البنات بسبب قسوة أبيهم عليهم، فكان أمام الجميع رجل يذهب للجامع دائمًا ويؤدي الفرض بفرضه، ولكن الحقيقة غير ذلك، فإنه كان دائمًا يقوم بضرب وسب وإهانة البنات بسبب وبدون سبب، قائلة: "عشان محدش يسمع صوت ضربهم، كان بياخذهم للمطبخ وهو في الجزء الخلفي للمنزل، ويقوم بضربهم عشان محدش يسمع صوتهم وصوت صراخهم".

"بدموع تنهمر من أعينها".. قالت السيدة: "إنني في ذات مرة كانت الفتاتان نازلتان من الشقة وهما تبكيان، فقمت على الفور بأخذهم لمنزلي وتهدئتهم، ولكن كنت حينها أعلم أنه يقوم بضربهما، فرفضت أسالهما، لأنني أفهم الأسباب"

بعد حريق منزل المتهم قمنا بمساعدته وجمعنا له 30 ألف جنيه
وكشفت "ع.ح" أحد جيران المتهم، أن الشقيقتين "أسماء وإسراء"، كانتا تساعدان أي أحد قائلا: "والدتي كانت منذ فترة تمر في الشارع، وبسبب كبر سنها كانتا تساعداها لتعدية الشارع"، مستطردًا أن أي شخص يتحدث عن سمعة وأخلاق الفتاتين قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل فيه".

وقال شاهد العيان لـ"بوابة الفجر"، أن بعد حريق منزل المتهم "ناصر.ع" منذ حوالي 10 أيام، قام أهالي المنطقة بالتكاتف الأيادي لمساعدته ومساندته في تلك الأزمة، حيث قمنا بدهان الشقة وشراء المستلزمات المطلوبة لها، قائلاً: "إننا أهل واحد في الشارع".

وأضاف أيضًا، أنه بعد حريق منزل المتهم، قام أهالي المنطقة بجمع تبرعات له، مضيفًا أنه كان يوجد بالشقة جهاز البنات، الذي أصبح رمادًا، فقام أهالي المنطقة بمساعدته الرجل في شراء جهاز الفتاتين من جديد، وأيضًا كانت تقدم تبرعات من خارج أهالي المنطقة حيث تم جمع مبلغ حوالي 30 ألف جنية بالإضافة للمبالغ التي تقدم من داخل الشارع، حيث كان يوجد مخزن صغير بالشارع فقام كل من لديه مبلغ مالي يقدمه ويستطيع شراء الجهاز من جديد، وبالفعل تم ملء المخزن كاملة من شراء جهاز للبنات، بالإضافة إلى أنه تم تشطيب شقته كاملة من دهان ونجارة وشراء أثاث للمنزل حيث أصبح جاهزًا لعودة الأب والفتاتين له من جديد خلال اليومين المقبلين، حيث إنه منذ أن أحرق المنزل كان يقطن عند شقيقه.

خلصتكوا من جمع التبرعات.. وشاهد: "البنات راحت بسببه"
وكشف شاهد عيان آخر، أن يوم الجريمة بعد ذبح الشقيقتين قام المتهم "ناصر.ع"، بمحادثة أحد سكان الشارع الذي كان يقوم بمساعدته وجمع تبرعات له بعد أزمته الأخيرة "حريق منزله"، قائلا: "أنا ذبحت عيالي وخلصتكم من جمع تبرعات لينا".

"وبوجه مملوء بالحزن".. أضاف أيضًا، في حال استغراب: "لما رافض أننا نجمعله أي تبرعات وكان ناوي على قتل الفتاتين ليه خلانا نجمعله ونساعده في حاجة، يا ريته قالنا ومكنش راحوا البنات ضحيته".

الأب: سلوكهما غير معتدل وذبحتهما دفاعًا عن شرفي 
وأفادت مصادر داخل النيابة، أن المتهم "ناصر.ع.أ" يبلغ من العمر 65 عامًا، الذي قام بقتل ابنتيه إسراء، ٢٣ عامًا، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة عين شمس، وشقيقتها أسماء، ٢١ عاما، طالبة بالفرقة الثالثة كلية دار العلوم جامعة القاهرة، عند ترعة الجيزاوية، كان موظفًا بإحدى الشركات بالحوامدية، وأحيل على المعاش وأصبح عاملا، وكان متزوجًا من والدتهما التي انفصل عنها منذ 7 أعوام، وتزوج بأخرى التي توفت منذ 4 أعوام نتيجة لمرضها بالسرطان ولم ينجب منها أطفالًا.

وأفادت المصادر، أن يوم الواقعة قام باستدراج الابنة الكبرى لخروجها معه في مشوار وقام بذبحها، وعقب ذلك استدرج شقيقتها الصغرى لذبحها أيضًا، مضيفًا أنه متزن نفسيًا ولم يعاني من أي أمراض نفسية كما نشر في بعض المواقع الإخبارية.

وأنه عقب ارتكابه للجريمة، جلس أمام جثتي نجلتيه، وقام بمحادثة الشرطة لتسليم نفسه، وأن دافع جريمته دفاعًا عن شرفه.

وأمرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما أمرت بالتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بالقرب من مسرح الجريمة، في واقعة ذبح أب لنجلتية وإلقاءهما بترعة بالحوامدية، نتيجه لشكه في سلوكهما، فيما أمرت بإرسال السلاح المستخدم "آلة حادة" في الجريمة، للمعمل الجنائي لفحصها وكتابة تقرير واف، للوقوف على ملابسات الواقعة، وكما أمرت النيابة العامة، بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثتي الفتاتين بعد ذبح والدهما بسبب سوء سلوكهما، والقاءهما بالترعة، لكشف ملابسات الواقعة.

وتعود بداية الواقعة، ببلاغ لرئيس مباحث قسم شرطة الحوامدية، من مسن مفاده بذبحه ابنتيه بجوار أحد الترع بنطاق المركز، لشكه في سلوكهما وحيازتهما مبالغ مالية كبيرة.

وانتقلت قوة أمنية لمكان البلاغ برئاسة العقيد أحمد نجم مفتش مباحث جنوب الجيزة، والنقيب فاروق عبد القادر، النقيب إسلام السيسي، والنقيب عبد العزيز فرحات معاوني مباحث القسم، وعثر على الجثتين مصابين بطعنات متفرقة بجسدهما، وتم التحفظ عليهما، وأخطر اللواء محمد الشريف مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات.