الدراميون السودانيين في العهد الجديد: تطلعات ورؤى وأحلام

عربي ودولي

السودان - ارشيفية
السودان - ارشيفية


متحديا أجهزة أمن نظام الإنقاذ القمعي، وقف الفنان السوداني عبد الرحمن الشبلي أمام المسرح القومي بأم درمان، يحمل لافتة بالشعار الأشهر للثورة: "تسقط بس"، معبرا عن رفض الدراميين السودانيين كل أشكال القمع، وأملهم بمستقبل جديد للسودان.

 

وقاطع الدراميون فعاليات مهرجان البقعة المسرحي المحسوب على نظام البشير، تضامنا مع حزن السودانيين على ضحايا الثورة، ثم أقبلوا على نصب خيمتهم بأرض الاعتصام بالقيادة العامة، معلنين انحيازهم الكامل للثورة السودانية.

 

ومع تباشير الدولة المدنية، فتح الدراميون صفحة جديدة تواكب السودان الذي في أحلامهم، لتتسق مع قضايا الواقع السوداني، وتناقشها بالجرأة اللازمة في التناول، هذا ما قاله الفنان سيد عبد الله صوصل، خلال حضوره ورشة عمل قادها مع مجموعة من زملائه.

 

وأضاف صوصل أن العهد الجديد يستدعي فتح العديد من الملفات البيئية والاقتصادية، والكثير من المسائل "الحياتية" الأخرى، مشيرا إلى أن الدراما ستلعب دورا مهما في طرح هذه القضية وغيرها خلال المرحلة القادمة استنادا على ما تم من مجهودات.

الهوية السودانية

 

من جانبها، دعت الممثلة بلقيس عوض في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية" إلى ضرورة إبراز الأعمال السودانية المعبرة عن الهوية، مشيرة إلى مسلسل "دومه ود حامد"، عن قصة الأديب العالمي الطيب صالح، والذي أحرز المرتبة الأولى ضمن الأعمال الناطقة باللغة العربية الفصحى في مسابقة إذاعية بالقاهرة.

 

واتهمت بلقيس الأحزاب السودانية بأنها لا تملك رؤية واضحة حيال معطى الثقافة، مشيرة إلى أن "الحكومة سواء كانت عسكرية أو مدنية، لن تنجح مالم تستوعب التنوع الثقافي وتحافظ على معطياته ومورثاته".

 

وأشارت بلقيس إلى أن أزمة السودان ثقافيه لا سياسية، ومضت قائلة: "قطاع الدراما تأثر بسبب هجرة المبدعين للخارج للحصول على لقمة العيش التي حرمتهم منها الأنظمة الشمولية".

 

البطل عطية

من جانبه، كشف الممثل عبد الرحمن الشبلي في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، عن مواصلته للتعبير الفني الإبداعي عن القضية السودانية، والذي بدأه بالوقوف في قلب مدينة أم درمان وهو يحمل لافته كتب عليها عبارة "تسقط بس"، في أوج تسلط نظام الإنقاذ.

 

وأشار الشبلي إلى أنه بصدد إكمال إعداد مسرحيته "البطل عطية الفضل" التي تتناول معاناة الشعب جراء الحاكم المتسلط.

 

وأضاف الشبلي أن الدراما ولا سيما المسرح ينتظرها واجب كبير في إعادة صياغة المجتمع من جديد بعد أن خربه الحكم الشمولي، مشددا على الحرية الكاملة للمبدع في اختياره للموضوعات وكيفية تناولها.

 

أسرار ستو

وتحدثت الممثلة سمية عبد اللطيف عن إيقاف عرض مسرحيتها "مخزن أسرار ستو" بسبب الأحداث بالبلاد، لكنها ستعرضها فور إعلان الحكم المدني.

 

وأوضحت أن العمل يعرض النقلات التي مر بها المجتمع عبر الإسقاطات السياسية، وذلك من خلال "مونو دراما" أو مسرح الممثل الواحد، عبر سرد درامي تقدمه البطلة "ستو" بمصاحبة استعراضات غنائية.

 

وتعتبر هذه المسرحية التجربة الأولى لسمية في الكتابة والإخراج والتمثيل معا، معربة عن عزمها خوض تجربة الإخراج والكتابة عبر مسرحة السيرة الذاتية لزينب بنت بيلا، وهي شخصية سودانية اشتهرت بوهب الأوقاف وعمل الخير، لكنها تعكس دراما إنسانية جديرة بالتوثيق بجانب نيتها تجسيد شخصية المناضلة والمغنية السودانية حواء الطقطاقة دراميا، لما في سيرتها من نضال وطني يستحق التوثيق.