"ظاهرة كارثية".. ماهي أسباب ودوافع قتل الآباء لأبنائهم؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


جريمة لم يعرفها المجتمع المصري من قبل، قضية يرفضها المجتمع والدين والإنسانية، ذلك الأمر الذي تسلل إلى كل طبقات المجتمع الغنية والفقيرة والمتوسطة، حيث تزايدت مؤخرًا جرائم قتل الوالدين لأبنائهم، ورغم اختلاف الدوافع والأساليب تظل الكارثة تهدد استقرار المجتمع المصري من جذوره، فقتل الآباء لأبنائهم جريمة مأساوية يرفضها العقل والإنسانية، ألا أنها تجلت في الفترة الأخيرة في المجتمع المصري.

              

أب يذبح ابنتيه

 

نهى عامل في العقد السادس من عمره، حياة ابنتيه ذبحا بزعم أن سلوكهما سيئ وتربطهما علاقة غير شرعية بأحد الشباب، وذلك بعدما استدرجهما من منزله بالحوامدية لمنطقة زراعية وذبحهما وألقى جثتيهما في ترعة الحوامدية وأمكن القبض عليه، معترفا بتفاصيل ارتكابه لجريمة قتل ابنتيه بالحوامدية بعد زعمه بشكه في سلوكهما وإلقاء جثتيهما بترعة الحوامدية، موضحا بأنه عقد النية وقرر التخلص من ابنتيه بعدما أدخل الأهالي وجيران المنطقة التي يقيم بهما الشك لقلبه تجاه الفتاتين، مشيرا إلى أنه قام باستدراجهما لمنطقة زراعية وذبحهما وإلقاء جثتيهما بترعة الحوامدية.

 

الانتقام للشرف

 

ذبح موظف ابنته طالبة الثانوي، وسائق توك توك، ضبطه معها في وضع مخل داخل غرفة نومها، لدى عودته فجرًا من المقهى، بمركز دمنهور في البحيرة، موضحا الأب أنه أثناء عودته للمنزل من المقهى المجاور في الساعات الأولى من الفجر بصحبة نجله، وجد ابنته مع عشيقها في وضع مخل داخل حجرة نومها، فأحضر سكينًا من المطبخ وباغتهما، وشل حركتهما بمساعدة نجله وذبحهما، وألقى الجثتين من شرفة المنزل، وتبين وجود جرح ذبحى بمنطقة العنق وطعنات متفرقة في الجسدين، حيث تلقى اللواء مجدي القمري، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من شرطة النجدة، بإبلاغ موظف عن ارتكابه جريمة قتل ابنته وسائق ضبطهما سويًا في منزله، وانتقلت القيادات الأمنية في مركز شرطة دمنهور إلى مكان الواقعة، للوقوف على صحة البلاغ، وكشف ملابسات الواقعة، وتبين وجود جثتي الفتاة والسائق مذبوحتين أمام منزل المُبلغ.

 

طفلي ميت سلسيل

 

أقدم الأب المتهم بالإعتراف تفصيليا بارتكابه لواقعة إلقاءه لأطفاله الصغيرين "ريان، ومحمد"، بإحدى مياه النيل تقع بجانب منزله، موضحا أثناء اعترافه لمعاناته من أزمة نفسية شديدة، مفسرا ارتكابه للواقعة أنه أراد أن يرحمهما من عذاب الدنيا لما يعانيه من الصعوبة الشديدة للحالة الاقتصادية والاجتماعية.

 

اكتئاب جسيم

 

وتعليقا على ما سبق، أكد محمد عزت استاذ الطب النفسي، أنه يعتبر حب الآباء والأمهات لأبناءهم من أقوى المشاعر لأنه حب غريزي ولا يمكن مقارنته بالحب المكتسب مثل حب الأخ لأخيه أو حب الرجل لزوجته وقد تحدث خلافات أسرية بين الآباء وأبناءهم ويتولد عنها مشاعر سلبية لدى الطرفين سرعان ماتزول.

 

وأشار "عزت"، فى تصريحات خاصة لـ"الفجر " إلى أنه من غير المألوف استمرار مشاعر السلبية خاصة من الأب لأولاده ولكن أن يقوم الأب بإيذاء أبناءه أو قتلهم فيدل ذلك علي وجود مشكلة نفسية عند الأب وقد تكون اكتئاب نفسي جسيم حيث يشعر الأب بعدم القيمة واليأس من الحياة وتراوده أفكار انتحارية وأذي لأبناءه خوفا عليهم من مصير مظلم بعد وفاته فيقدم علي قتلهم وفي كثير من الأحيان يتبعه انتحار الأب.

 

وأضاف أستاذ الطب النفسي، قد يكون الأب مصاب بذهان أو فصام ويكون التفكير غير منطقي وخاصة مع وجود هلاوس سمعية وينصاع المريض لهذه الهلاوس فيقوم بقتل الأبناء، وفي جميع الأحوال يعتبر إقدام الأب أو أحد الوالدين علي قتل أولاده مرض نفسي مهما كانت دوافعه أو أشكاله ويستوجب تقييم نفسي دقيق لاتخاذ الاجراءت المناسبة للتعامل مع هذه الكارثة.

 

 

 

انحدار اجتماعي وثقافي

 

وبدوره، أكد جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن أحد أهم أسباب قتل الآباء لأبنائهم يأتى نتيجة الانحدار الثقافى، وانحدار ديني، وانحدار قيمي وانحدار اجتماعي داخل الأسرة وخارجها.

 

وأشار " فرويز "، فى تصريحات خاصة لـ"الفجر "، إلى أن الأسباب الرئيسية لدافع قتل الآباء لأبنائهم هى الازدواجية الدينية وتكون مبالغ فيها مما يجعل الفرد يقدم علي تصرفات وسلوكيات يرفضها لأهل بيته.

 

وأضاف استشارى الطب النفسى، أنه انتشرت ايضا حالات القتل لأسباب أخلاقية والتى تنتج عن نظرة المجتمع بحقاره للوالد أو الأخ لبنت تتكاثر عليها الألسنة لأسباب أخلاقية، وهو مما يجعله يعود لموروثاته وعاداته القديمه بالتخلص من صاحبة العار أو المتسبب فيه.