أحمـد رمضـان يكتب: "ولاد الحــرام".. رجـب ورضـا وربيـع ورمضـان رزق ومعــاهم عــاطف!

مقالات الرأي

أحمـد رمضـان
أحمـد رمضـان


"مين هما ولاد رزق؟" هكذا سأل خالد الصاوي،

"هما أسود عين الصيرة الأربعة وأنا الخامس بتاعهم" وهكذا كانت إجابة أحمد داوود (عاطف) صديقهم المغلوب على أمره،،

بهذه الجملة يفتتح المخرج طارق العريان بداية الأحداث المشوقة للجزء الثاني من فيلمه "ولاد رزق.. عودة أسود الأرض"، والذي حقق نجاحًا جماهيريًا خلال عرضه بموسم عيد الأضحى المبارك محققًا أرقامًا قياسية في شباك الإيرادات ومحققًا المعادلة الصعبة في نيل استحسان الجمهور والنقاد معًا –وهي من المرات القلائل التي يحدث فيها هذا.

 

الفيلم في (جزءه الثاني 2019) قدم لجمهوره وجبة دسمة من الأكشن والإثارة والمتعة وبعض القفشات الكوميدية 18+ فاقت كثيرًا ما تم تقديمه في (الجزء الأول 2015) وجعلت الجمهور يتشوق انتظارًا لطرح الجزء الثالث والذي سيكون بلا شك استثمارًا لنجاح تلك (الحدوتة) والتي أبدع فيها المؤلف والسيناريست صلاح الجهينى وتتلخص في حياة 4 أشقاء هم (رضا ورجب وربيع ورمضان) أولاد رزق صاحب الورشة التي لم تعد تدر عليهم دخلا، وصديقهم (عاطف) والذي يعاني بعض المشاكل في تأخر النطق ولكنه شخص وفي لأصدقائه ويقعون جميعًا في ورطه بتكتيك من (رؤوف حمزاوى – محمد ممدوح) ضابط الشرطة الذي تم استبعاده من الخدمة بسبب سلوكه الشخصي الغير سوي.

 

ثنائية أحمد عز وعمرو يوسف هي الأقوى في الجزء الثاني، والكيميا بين أحمد الفيشاوي وأحمد داوود هي الأخف ظلا وأن كان الأخير أفضل تمثيلًا من الأول في هذا الفيلم، وكريم قاسم يقدم السهل البسيط بدون تكليف، وواصل محمد ممدوح الثبات الأنفعالي في أدواره التمثيلية تجعلنا نتأكد أننا ممثل (شراني) من العيار الثقيل على خطى عظماء جيل زمن الفن الجميل (المليجي وزكي رستم وإستيفان روستي).

 

تحصل النجمة غادة عادل على لقب صاحبة الإطلالة الباهتة في الفيلم عن جدارة، وتقديمها لشخصية الفتة اللعوب السادية صاحبة الملابس المثيرة والأفكار التحررية التي تتلذذ بتعذيب الرجال لم يحالفها الحظ في أن تخطف به قلوب المشاهدين بل كان سببًا في أن يسئ لها لأن جمهورها لم يتعود منها على مثل هذه الأدوار، وكنت أفضل أن يذهب الدور لفنانه أخرى تجيد تمثيله بشكل أفضل.

 

مشاركة إياد نصار وباسم سمرة كانت الأقوى بسبب إجادتهما للشخصية وامتلاكهما مفاتيحها وتحكمهما فيها بشكل كبير أضافا كثيرًا لنجاح الفيلم، بالإضافة إلى الأغنية الترويجية للفيلم بصوت النجمة أصالة والمطرب مصطفى حجاج ذات المحتوى المناسب للفيلم، أما النجم خالد الصاوي فكان تمثيله في "ولاد رزق" أفضل كثيرًا من تمثيله في فيلمه المنافس الآخر "خيال مآته" أمام الفنان أحمد حلمي.

 

الجمهور على السوشيال ميديا اختار مشهد مشاجرة حنان ورضا (نسرين أمين وأحمد عز) ليشيد بأداء نسرين صاحبة الأدوار (الصغيرة المكيرة) والتي تعلق بذاكرتهم سريعًا لدرجة أنهم شبهوها في هذا الدور بدور (سماح) في مسلسلها "الأسطورة" مع الفنان محمد رمضان، واستغلالا لهذا المشهد أريد الإشارة إلى أحمد عز تصنع كثيرًا في (الزعيق والشخط) لدرجة أظهرته أنه بيمثل فعلا الدور بشكل مصطنع يحسب على المخرج.

 

طارق العريان كان صاحب البصمة الكبرى وكلمة السر في نجاح الفيلم ببطولة جماعية استطاع عن جدارة إحكامها لصالحه، وجعلك هو والسيناريست صلاح الجهينى تتعاطف مع نجوم فيلمه رغم أنهم بلطجية وولاد حرامية، وبحرفية تجار السوق استطاع "العريان" أن يضع اللبنة الأولى لنجاح الجزء الثالث من الفيلم حتى قبل البدء في كتابته والانتهاء منه بظهور كل من آسر ياسين ويسرا وسوسن بدر وأصالة ومحمد لطفى وسيد رجب كإعلان صريح لفيلمه الجديد، ليجعل جمهوره متشوقًا لهذا الجزء ورؤية "أولاد الحرام" رجـب ورضا وربيع ورمضان رزق ومعـاهم صديقهم عـاطف بشكل جديد.. فهل يكسب "العريان" هذا الرهان الجديد؟! هذا ستكشفه الأعوام القليلة المقبلة.

 

للتواصل مع الكاتب: Ahmed Ramadan