سياسيون: مليشيا الحوثي تخلصت من وصاية حزب الله.. وعلاقتها بطهران أصبحت مباشرة

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


 

كشفت خطوة ميليشيات الحوثي حول تعيين ممثل لها لدى طهران تجاوزاً للقوانين والأعراف الدولية، وأكد مراقبون أن التبادل الدبلوماسي بين طهران والحوثيين ليس مفاجئاً فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقي الدعم من تحت الطاولة إلى العلن، ويؤكد صحة العلاقة وطبيعتها وأهدافها في اليمن. 

وأضاف المراقبون، أن توقيت إعلانها في ظل اشتعال المنطقة على خلفية أزمة اختطاف الناقلات النفطية وأمن الملاحة في مضيق هرمز يؤكد العزلة التي يعيشها نظام طهران ومساعيه لكسرها.

وحول ذلك الأمر قال الناطق باسم قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالجيش الوطني اليمني، هشام الجابري إن الحوثيين أحد أدوات إيران في المنطقة، وعبرهم ينشرون مشروعهم الفارسي. 

وأضاف الجابري في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن إعتراف إيران بالحوثي، هو اعتراف بالدعم الذي يُقدم لمليشيات الحوثي.

وأشار في تصريحاته بأن هذا ليس بغريب لأن إيران تعميق الأزمه في اليمن وذلك بدعم  المليشيات لتصبح هي الدولة لاقامه ولايه الفقيه ، ولكي توضع إيران لها يد من أجل زعزعه الاستقرار في المنطقة والخليج بشكل خاص.

وكشف مراقبون أن عمالة الميليشيات الحوثية لإيران انتقلت من مرحلة التستر إلى مرحلة العلن، بعد أن أعلن ناطق الحوثيين، محمد عبد السلام مبايعة مرشد إيران مذهبياً وبذلك الشكل الذي أظهر حركة الحوثي مجرد ذراع إيرانية في اليمن كما هو حزب الله في لبنان والحشد الشعبي الشيعي في العراق.

وتعد إيران هي الممول الرئيس للميليشيات الحوثية حيث تقدم للأخيرة الدعم المادي والعسكري والفني والاستشاري ويتولى الناطق باسم الحركة محمد عبدالسلام مسؤولية إدارة ملف التنسيق مع طهران بشكل كامل حيث يعد هو المهندس لعمليات التنسيق والتواصل وتلقي الدعم.

وعلق الناشط الحضرمي "عمر باراس"، على تعيين طهران سفير للحوثي لديها، حيث قال إن هذه الخطوة التي يراها الحوثي الآن هي نقطة التحول أو بمعنى آخر هي الانتقال من المرحله العسكرية لاستخدام الممارسات السياسية التي تساهم في ترسيخ كيان دوله يطالبوا بها منذ انقلابهم على الشرعيه. 

وأضاف في تصريحات خاصة لــ "الفجر"، مثل هذا التطور الملحوظ وخاصه بعد العاصفة التي هبت في جنوب اليمن وتم ترحيل ماتبقى من شرعية هادي إلى السعودية، ومن ثم ذلك الحشد من قبل الجنوبيين وتصريحهم بكل وضوح في ختامهم النهائي بادارة ملف الجنوب.

وأشار أن تلك الأحداث جعلت من جماعة الحوثي تستبق الأمور وتسارع في تعيين سفير لها لدولة ايران لفرض هيمنه خارجية وبسط نفوذ ومصالح.

كما قال القيادي بالمقاومة الجنوبية "عبدربه سالم محرق" إن الجميع يعلم علاقة إيران بمليشيا بالحوثي منذ تأسيسها. 

وأضافي القيادي الجنوبي أن إيران منذ قيام ثورة الخميني وهي تسعى لتصدير ثورتها إلى جميع الأقطار وخاصة العربية بهدف تغيير الأنظمه بتلك الدول لتصبح أنظمة تخضع للمرشد الأعلى بايران.

وواصل: "أصبح مكشوف الدعم الإيراني لحزب الله في لبنان ومليشيا الحوثي في اليمن بشكل علني، من خلال الدعم العسكري والمالي والاعلامي والكادر البشري الذي يلبس عباءة الدين مستغل وجود جماعات واقليات تعتنق المذهب الشيعي في البلدان العربية المجاورة".

وأشار إلى أنه منذ عام 1979 وايران ترفع شعارات محاربة الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وإسرائيل وهذه الشعارات دغدغدت مشاعر العرب والمسلمين الذين يعتبرون إسرائيل عدوها الرئيسي لاحتلاله أراضي عربية ومحتل للمسجد الاقصى بالقدس الذي يعتبر قبلة للمسلمين ومن أهم الأماكن المقدسة للمسلمين بعد مكه المكرمة.

وقال إن ايران اليوم توجه رساله إلى الخليج وأمريكا بأنها لن تكون وحدها إيران بالمواجهه وأن اذرعها في اليمن  ، ستكون ضمن المواجهه اذا ماحدثت مواجهه ، وهذا أصبح واضحا من خلال استخدام جماعة الحوثي لصواريخ وطائرات مسيره لشن هجمات على المنشاءات النفطيه السعوديه والتي ستؤثر على المنطقة في حال شنت حرب ضد ايران.

وأضاف "عزت مصطفى" رئيس مركز فنار لبحوث السياسات أن إعلان الحوثيين تعيين سفيراً لهم لدى إيران له دلالة واحدة وهي أن الحوثيين تخلصوا من وصاية حزب الله عليهم لتصبح العلاقة بينهم وبين طهران مباشرة ، بعد أن كان عناصر حزب الله اللبناني يديرون الملف اليمني نيابة عن طهران ويخضعون جماعة الحوثي إلى إداراة عليا من عناصرهم ولإشرافهم المباشر في كافة الملفات خاصة الملف العسكري وملفات السياسة والإعلام.

وأكد في تصريحات خاصة يأتي هذا بعد لقاء وفد يمثل عبدالملك الحوثي في طهران بعلي خامنئي المرشد الأعلى (للثورة) الإيرانية وحمل الوفد رسالة للخامنئي من الحوثي يعلن فيها الأخير بولاية الخامنئي عليهم وأتى ذلك إضافة إلى الرسالة عبر ما نشرته وسائل إعلام إيرانية من أن وفد الحوثي خاطب الخامنئي بوصف ولايته بأنها امتداد لولاية النبي.

وأشار في تصريحاته قائلاً: رغم أن جماعة الحوثي تمثل لإيران أحد أذرع حرسها الثوري وتستقبل طهران  وفود جماعة الحوثي بشكل علني ويلتقون بمسؤولين في أعلى هرم السلطة في طهران؛ إلا أن إيران لم تعترف بهم رسمياً ولا أتوقع أن يحدث أن تستلم إيران أوراق اعتماد رسمية من سفير الحوثيين فتقع في مخالفة لاتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية، لكنها ستسمح للحوثيين بانتهاك حرمة مقر بعثة الجمهورية اليمنية في طهران بأيد يمنية والتي أظن أنها ظلت مغلقة منذ إعلان اليمن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وهذا الأمر حدث بين الحوثيين ودمشق التي عين الحوثيون فيها سفيراً لهم قبل ثلاث سنوات ونصف وسمح له نظام بشار الأسد أن ينتهك حرمة مقر البعثة اليمنية في دمشق دون أن يقيموا له مراسيم رسمية لتسلم أوراق اعتماده من السلطة المليش

كما قال المحلل السياسي أنور الأشول في تصريحات خاصة، إيران لم تأتي بجديد حول إعلانها رسميا واعترافها بالسلطة الحوثية في صنعاء  حيث قال هو امتداد طبيعي لعلاقتها مع الحركة الحوثية حيث تعتبرها ذراعها في المنطقة.

وكانت ميليشيات الحوثي الانقلابية أعلنت مساء السبت تعيين إبراهيم محمد محمد الديلمي "سفيراً" لها في إيران.

وجاء هذا الإعلان عقب لقاء وفد حوثي مع المرشد الأعلى علي خامنئي في طهران، والذي أكد على التزامه بدعم الحوثيين.