لأول مرة.. إسرائيل تعترف بالهزيمة فى حرب الاستنزاف

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مازال التاريخ يسرد بطولات الجيش المصرى وبسالته فى الدفاع عن أرض الوطن عقب مرور 49 عاما على حرب أكتوبر المجيدة، لتأتى شهادة التاريخ هذه المرة على لسان العدو الإسرائيلى، وتعترف إسرائيل لأول مرة بانتصارات مصر فى حرب الاستنزاف.

الأسبوع الماضى نشر الكاتب الإسرائيلى «عاموس جلبواع» مقالا له على موقع نيوز وان العبرى، يفند فيه كيف كبدت حرب الاستنزاف قوات العدو الإسرائيلى خسائر فادحة؟ وكيف مهدت لانتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973؟ والتى وصفها بأنها كانت صدمة للإسرائيليين.

وقال «جلبواع» فى مقاله إن الحرب قد اندلعت يوم الثامن من مارس عام 1969، وأسفرت عن عدة خسائر فى الجانب الإسرائيلى بلغت 367 قتيلا، بالإضافة لنحو 1000 مصاب، وسقوط 15 طائرة مقاتلة، وتم أسر عدد من الطيارين، ومقتل بعضهم.

ويسرد الكاتب فى شهادته التاريخية، أنه فى تمام الساعة 23:59 من منتصف ليل يوم السابع من أغسطس، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بين القوات المصرية والإسرائيلية بعد تدخل الولايات المتحدة، وبدت الصورة بهذا الشكل، أنه فى يوم 8 أغسطس 1969 كان لمصر بطارية صواريخ أرض جو واحدة على بعد 30 كيلومترًا من القناة، والعشرات من بطاريات الصواريخ الوهمية، وكان على بعد 50 كيلومترًا من القناة مركزين يضمان العشرات من بطاريات الصواريخ.

وأشار كاتب المقال إلى مدى تأثير حرب الاستنزاف على حرب 1973، مؤكدا أن الاتفاق كان يقضى بتجميد الوضع، أى بداية من منتصف ليلة الثامن من أغسطس، بمنع مصر من تحريك صواريخ أرض _جو أو أى قطعة حربية من مكانها، ولكن منذ شهر يونيو عام 1970، بذلت مصر جهودا كبيرة بمساعدة روسية مكثفة لتقديم صواريخ أرض _جو لمنطقة القناة لمسافات تبتعد 30 كيلو متراً من غربها، بهدف منع حرية الحركة للطيران الإسرائيلى بقناة السويس.

ويقول الكاتب، إنه كان لزاماً على الأمريكيين وقتها مراقبة مدى التزام المصريين باتفاق وقف إطلاق النار، والتأكد من عدم قيام مصر بتقديم الصواريخ على بعد 50 كيلومترًا غرب القناة، مضيفأ أن جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، أعلنت وقتها من خلال الراديو وقف إطلاق النار.

وأوضح أنه خلال يوم الثامن من أغسطس كان المسئول عن وحدة المراقبة داخل السلاح الجوى يدعى «يوئاف ديجى»، حيث كان يحمل رتبة نقيب، وكان أيضا رئيسا لقسم الشئون المصرية بالمخابرات الجوية.

وأضاف أنه فى تمام الساعة الثالثة، علم من وحدة التجسس 8200 بوجود نشاطات لأنظمة رادارية خاصة بصواريخ أرض جو، لكن الوحدة لم تستطع رصد مكان الرادار بالتحديد، وبعد أن أبلغ «ديجى» القيادات فى السلاح الجوى عن الأمر، أثيرت وقتها فكرة إقامة «طلعة جوية تصويرية «لتحديد مكان الرادار بالضبط، إلا أن السحب الكثيفة حالت دون ذلك.

ووقتها توقع يوئاف ديجى فى تقريره، أن المصريين يتقدمون بالصواريخ نحو القناة، وفى تمام الخامسة عصراً تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس المخابرات الحربية اهارون ياريف الذى سأله: «هل أنت متأكد مما تقوله؟»، ورد عليه قائلاً: «نعم متأكد»، ولم يرد رئيس المخابرات الحربية الإثقال عليه بالأسئلة وطلب منه مواصلة المتابعة، وأغلق الهاتف واتصل برئيس الأركان «حاييم بارليف»، ولكن بعد ثلاث ساعات فقط، بشرت جولدا مائير الجمهور الإسرائيلى عبر الإذاعة أن هناك وقفًا تامًا لإطلاق النار.

وأشار «جلبواع» إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار، انتهكه المصريون، وفشلت جميع المحاولات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة لإعادة الصواريخ إلى مكانها، ووقتها كان السلاح الجوى الإسرائيلى منهكاً بشدة وغير قادر على القيام بصد تقدم الصواريخ المصرية للقناة.

واختتم عاموس جلبواع مقاله، بأن منظومة الصواريخ المصرية تم نشرها بمنطقة القناة، وهو الأمر الذى منع حرية الحركة للقوات الجوية الإسرائيلية فى بداية حرب أكتوبر 1973، وسمح للقوات المصرية بعبور قناة السويس.