الإفراج عن "جريس 1".. صفعة إيرانية جديدة على وجه "ترامب"

عربي ودولي

بوابة الفجر


قررت حكومة جبل طارق، التابعة لبريطانيا في البحر المتوسط، الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة لديها "جريس 1" بعد احتجازها لأكثر من شهر، وذلك رغم طلب واشنطن في اللحظات الأخيرة احتجازها، ليأتي رئيس وزراء حكومة جبل طارق ليؤكد إنه بوسع الناقلة الإيرانية المغادرة متى أصبحت جاهزة اعتبارًا من اليوم، مما يعني صفعة جديدة توجهها طهران إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لا يوجد طلب أمريكي أمام المحكمة العليا بجبل طارق
وقررت المحكمة العليا في منطقة جبل طارق، إطلاق سراح ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة هناك، وذلك على الرغم من تقدم وزارة العدل الأمريكية بطلب للسلطات المحلية لمواصلة احتجاز ناقلة النفط "جريس 1".

وتلقت سلطات جبل طارق، التابعة للتاج البريطاني والتي تتمتع بحكم ذاتي، تعهدات رسمية مكتوبة من إيران، بأن السفينة لن تفرغ شحنتها في سوريا.

واحتجزت الناقلة، التي تحمل نفطًا إيرانيًا، قبالة سواحل جبل طارق في 4 يوليو الماضي.

وذكر رئيس المحكمة العليا في جبل طارق، أنتوني دودلي، أنه لا يوجد طلب أمريكي أمام المحكمة حاليا.

الناقلة لن ينتهي بها المطاف في سوريا
وشدد رئيس وزراء حكومة جبل طارق، على أن المحكمة العليا في جبل طارق ستنظر في أي محاولة أمريكية لمنع الناقلة "جريس 1" من المغادرة، مضيفًا أنه لا يعتقد أن الناقلة سينتهي بها المطاف في سوريا.

ومن جانبه، ذكر تليفزيون إيران الرسمي أن ناقلة النفط الإيرانية "جريس 1" يجري رفع علم جديد عليها وإعدادها للإبحار إلى البحر المتوسط، وذلك بعد أن قررت جبل طارق الإفراج عنها.

وقال متحدث باسم الحكومة الإيرانية، إن إيران لم تقدم أي ضمانات لتأمين الإفراج عن ناقلتها المحتجزة في جبل طارق، مؤكداً أن الناقلة "جريس 1" لم تكن متجهة إلى سوريا في المقام الأول.

وأوضح عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: "لم تقدم إيران أي ضمانات للإفراج عن الناقلة جريس 1، كما قلنا من قبل فإن وجهة الناقلة لم تكن سوريا ولو كانت سوريا فلا علاقة لأحد بالأمر".

رفع العلم الإيراني وتغيير اسم الناقلة
وكانت الناقلة الإيرانية ترفع علم بنما عندما احتجزتها سلطات جبل طارق، لكن بنما قالت في وقت لاحق إنها أنهت تسجيل الناقلة الإيرانية في سجلاتها قبل أشهر بسبب مشاركتها في تمويل الإرهاب. 

ونقل التلفزيون عن جليل إسلامي مساعد مدير مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية قوله: "بناء على طلب المالك، ستتجه ناقلة النفط صوب البحر المتوسط بعد إعادة تسجيلها تحت العلم الإيراني وتغيير اسمها إلى أدريان داريا في أعقاب إعدادها للرحلة".

وقال إسلامي: "سيبدأ الطاقم المكون من 25 فردًا رحلته بعد التجهيزات التي تشمل إعادة التزويد بالوقود"، ولم يحدد تقرير التليفزيون شخص مالك الناقلة.

فشل أمريكي وانتصار إيراني
وطالبت وزارة العدل الأمريكية، سلطات جبل طارق البريطانية بتمديد احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "جريس 1"، ولكن سلطات جبل طارق قررت الإفراج عن السفينة رغم التهديدات الأمريكية في مكسب كبير لإيران.

وكما هددت الولايات المتحدة بحظر منح تأشيرات أمريكية لطاقم ناقلة النفط الإيرانية التي أفرجت عنها سلطات جبل طارق رغم طلب واشنطن احتجازها.

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، أن الناقلة "جريس 1" كانت تساعد الحرس الثوري الإيراني الذي تصنفه واشنطن "منظمة إرهابية"، ما يعني أن أفراد طاقم السفينة "قد يكونوا غير مؤهلين للحصول على تأشيرات أمريكية أو يرفض دخولهم إلى الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالإرهاب".

وتابعت أن واشنطن ستواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لها لحرمان إيران ووكلائها من الموارد التي يحتاجون إليها للانخراط في أنشطة من شأنها زعزعة الاستقرار في سوريا وغيرها من الدول.

بداية الأزمة
واحتجز الحرس الثوري الإيراني في 19 يوليو الماضي ناقلة نفط تملكها السويد، وترفع العلم البريطاني، في الخليج.

وكانت الناقلة جريس 1 قد احتجزت بسبب أدلة على أنها كانت متجهة إلى سوريا، في انتهاك لعقوبات مازال يفرضها الاتحاد الأوروبي عليها.

وأرسلت بريطانيا جوًا 30 بحارًا إلى جبل طارق لمساعدة الشرطة في احتجاز الناقلة وحمولتها، بطلب من حكومة جبل طارق.

وكان احتجاز الناقلة قد أثار أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وإيران، تصاعدت أكثر خلال الأسابيع الأخيرة.

وأعلنت بريطانيا الأسبوع الماضي، أنها ستشارك في القوات التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج، لحماية السفن التجارية العابرة من مضيق هرمز، الممر الرئيسي للنفط في العالم.

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، بشكل حاد منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة في عام 2017، وتفاقمت الأمور بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق الدولي مع إيران بشأن برنامجها النووي، واقترب البلدان من حافة النزاع المسلح في يونيو الماضي.