الصراع بين الهند وباكستان ...ماذا يحدث في كشمير؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة مغلقة، غدا الجمعة، بناء على طلب الصين وباكستان لبحث قرار الهند إلغاء الوضع الخاص لجامو وكشمير.

ودائما ما كان الإقليم الواقع بمنطقة الهيمالايا مصدرا لتوتر العلاقات بين الهند وباكستان المسلحتين نوويا، ولا يرجح أن يقوم المجلس الذي يضم 15 دولة بأي تحرك، إذ تدعم الولايات المتحدة عادة الهند بينما تدعم الصين باكستان.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الهند وباكستان إلى الإحجام عن أي خطوات قد تؤثر على الوضع الخاص لجامو وكشمير، وعبر أيضا عن قلقه إزاء تقارير عن فرض قيود على الجزء الهندي من كشمير.

الهند 
قررت نيودلهي إلغاء المادة 730 من الدستور الهندي التي تمنح كشمير وضعاً خاصاً، وتقسيم جامو وكشمير إلى منطقتين لتصبحا خاضعتين للإدارة المركزية الهندية مباشرة.

أشاد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، اليوم (الخميس)، بالخطوة «التاريخية» بإلغاء الحكم الذاتي في القسم الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير، وذلك في كلمة بمناسبة عيد الاستقلال الهندي، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتفرض السلطات الهندية إغلاقاً على القسم الذي تسيطر عليه من إقليم كشمير المقسم بينها وبين باكستان، منذ 4 أغسطس (آب)، وقيّدت حرية الحركة وأغلقت شبكات الهاتف والإنترنت.

وقال مودي (68 عاماً) في كلمة، إن القرار كان من الخطوات «الرائدة» التي قامت بها الإدارة التي أعيد انتخابها مؤخراً. وأشاد بـ«التفكير الجديد» على أنه ضرورة بعد سبعة عقود من الإخفاق في ضمان التجانس في المنطقة. 

وأضاف «نحن لا نؤمن بخلق المشاكل أو إطالتها، وخلال أقل من 70 يوماً من تولي الحكومة الجديدة زمام الأمور، أصبحت المادة 370 من الماضي. وفي مجلس البرلمان دعم ثلثا النواب هذه الخطوة». ومؤكدا أن «جامو وكشمير ولاداخ ستصبح مصدر إلهام كبير لرحلة نمو الهند ورخائها وتقدمها وسلامها».

وأضاف مودي: «الترتيب القديم في جامو وكشمير ولاداخ شجّع على الفساد والمحسوبية والظلم بالنسبة لحقوق المرأة والأطفال والمنبوذين والمجتمعات القبلية»، ورأى أنه «أصبح لأحلامهم أجنحة جديدة».

ويحرم القرار الذي اتخذته الهند في الخامس من أغسطس آب ولاية جامو وكشمير من حق وضع القوانين الخاصة بها كما يتيح لغير المقيمين بها شراء عقارات فيها. وقطعت السلطات الاتصالات الهاتفية والإنترنت والبث التلفزيوني في المنطقة كما فرضت قيودا على التنقل والتجمع.

تبادل القصف 
أعلن الجيش الباكستاني، اليوم (الخميس)، مقتل ثلاثة جنود باكستانيين وخمسة جنود هنود في تبادل لإطلاق النار عبر خط السيطرة في كشمير.

وأضاف الجيش، في بيان نقلته «وكالة الأنباء الألمانية»، أن القوات الهندية أطلقت قذائف مدفعية عبر خط السيطرة الذي يمثل الحدود الفعلية التي تقسم الوادي الواقع في الهيمالايا إلى منطقتين تسيطر كل من الدولتين على إحداهما. 

وذكر البيان أن خمسة جنود هنود قُتلوا في الرد الباكستاني على إطلاق النار.
ويأتي تبادل القصف المدفعي بعد أيام من قرار الحكومة الهندية إلغاء الحكم الذاتي في الشطر الهندي من كشمير الذي تقطنه أغلبية مسلمة.

موقف باكستان 
أطلقت باكستان حملة دبلوماسية تهدف إلى إلغاء الخطوة الهندية، وطلبت رسمياً من مجلس الأمن الثلاثاء عقد جلسة طارئة لمناقشة الخطوات الهندية «غير القانونية».

وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي شبّه حكومة مودي بألمانيا النازية، إن الوقت حان لتلقين نيودلهي درساً، واعداً «بالقتال حتى النهاية».

وأكد خان في خطاب متلفز من مظفر آباد، عاصمة القسم الباكستاني من كشمير، أن «لدى الجيش الباكستاني معلومات تفيد بأنهم (الهند) يخططون للقيام بشيء في كشمير الباكستانية، وهو جاهز وقادر على الرد بقوة»، مضيفاً: «قررنا أنه إذا حصل أي انتهاك من الهند فسنقاتل حتى النهاية».

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه مسعود قرشي في خطاب لمجلس الأمن يوم الثلاثاء “باكستان لن تكون السبب في نشوب صراع، لكن الهند يجب ألا تفسر ما نتحلى به من ضبط النفس على أنه ضعف”.

وتابع مسعود قائلا “إذا اختارت الهند اللجوء للقوة مجددا، فستضطر باكستان للرد بكل قوتها، دفاعا عن النفس”.

الصين تتدخل 
تدخل الصين حالياً على خط الأزمة الخاصة بإقليم كشمير المتنازع عليه، بعد أن أيّدت طلب باكستان من مجلس الأمن الدولي، ببحث قرار الهند بإلغاء الوضع الخاص لولاية جامو وكشمير، وطلبت من المجلس أن يعقد اجتماعاً مغلقاً اليوم (الخميس) وغداً (الجمعة)، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين.

وتحكم الصين حالياً منطقة ديمشوك، ووادي شاكسغام، ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند على هذه الأقاليم التي تصرح الصين بامتلاكها، منذ استيلائها على أكساي شن، خلال الحرب الهندية - الصينية عام 1962.

تجمع بين الصين وباكستان مصالح مشتركة تؤرق نيودلهي منذ عقود، حيث تسعى الصين إلى جعل باكستان حلقة رئيسية في مبادرتها لإحياء ما يعرف باسم «طريق الحرير»، وقد شرعت في العمل على ربط إقليم سنغان بميناء غوادار الباكستاني الذي بنته الصين، هو ماجعل الصين تتدخل لصالح باكستان.

وأقر مجلس الأمن عدة قرارات عام 1948 وفي الخمسينات بشأن النزاع بين الهند وباكستان على الإقليم، بما في ذلك قرار ينادي بضرورة إجراء استفتاء لتحديد مستقبل كشمير ذات الأغلبية المسلمة.

وتنتشر قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في جامو وكشمير منذ 1949 لمراقبة وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان