جون أفريك :مورو "البطريرك المتسامح" و الخطيب المفوّه ،عصفور النهضة النادر

تونس 365

بوابة الفجر


نشرت مجلة جون أفريك الفرنسية على موقعها الالكتروني مقالا تحت عنوان Présidentielle en Tunisie : quelles chances pour l’islamiste Abdelfattah Mourou ? تحدثت فيه عن حظوظ عبد الفتاح مورو مرشح حركة النهضة في الإنتخابات الرئاسية، حيث اعتبرت أنه و بعد العديد من الإجتماعات الماراطونية قرر مجلس شورى الحركة ترشيح نائب رئيسها عبد الفتاح مورو للإنتخابات الرئاسية بالإجماع وذلك قبل 72 ساعة من إغلاق باب الترشحات و هي خطوة مفاجئة حيث كان من المتوقع أن تدفع الحركة الإسلامية بمرشح من خارجها. و أضاف المقال بأن حركة النهضة و منذ الثورة كانت تحاول لعب دور صانعة الملوك دون الاقتراب من قصر قرطاج و المراهنة على المشاركة في الحكومة و أن تكون فاعلة في البرلمان غير أن تراجع خزانها الانتخابي دفعها نحو ترشيح "عصفور نادر" من داخلها للمراهنة على الانتخابات الرئاسية و كان اختيارها على عبد الفتاح مورو الشخصية التوافقية التي تشغل حاليا منصب رئيس البرلمان بالنيابة، فعبد الفتاح مورو و بزيه التقليدي يظهر في شاكلة "البطريرك الخيّر" و هو محامي مهذب ذو ثقافة هائلة و لسان طليق بأسلوب خطابي عزّ نظيره، كما أنه طالما غرد خارج سرب الحركة قبل عودته اليها. و أضاف المقال بأنه و حسب بعض المراقبين فإن ترشيح مورو للرئاسة يمكن أن يجنب النهضة أي مفاجأة غير سارة في الانتخابات التشريعية فبشعبيته و طلاقة لسانه يمكن أن يستقطب الأصوات المحافظة من الخزانات القريبة من النهضة بما في ذلك خزان محمد عبو أو حمادي جبالي و قيس سعيد.
و أعتبرت جون أفريك أن مورو الآن في الخط الأمامي لحركة النهضة لأن ترشيحه مجمع لقياداتها و سيؤجل أي مواجهة محتملة للمؤتمر القادم كما أن الدفع بشخصية متسامحة مثل مورو سيخفف من ضغوطات خصومها الذين يتهمونها بالتطرف.
و ختم المقال بالإشارة الى أن حركة النهضة حتى في صورة فوزها بالتشريعية و الرئاسية فإنها لن تستأثر بالسلطة و هي إستراتيجية دائمة للحركة الاسلامية التي ستحاول إقتسام السلطة مع خصومها، هذا في صورة فوزها بالرئاسة أما فشلها في الدور الأول فسيعني هزيمة مشرفة بخزان انتخابي محترم يجعلها تتحكم في الدور الثاني و الفائز فيه و بناء تحالفتها بشكل مريح.