تنفيذ مشاريع تنموية جديدة في العلا .. تطوير المطار ومسرح مرايا بمعايير دولية

السعودية

بوابة الفجر


وجه الأمير بدر بن فرحان وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بالبدء في تنفيذ مشروعي تطوير مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ومسرح مرايا، على أن يتم الانتهاء من المشروعين قبل نهاية العام الجاري.

ويأتي ذلك تنفيذا لرؤية العلا التي دشنها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بمتابعة الأمير بدر بن فرحان الذي تابع أيضا انطلاق مبادرة تشجير طويلة الأمد في المحافظة، تنتهي نهاية عام 2020.

وتم الكشف عن مشاريع التطوير في مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ومسرح مرايا ضمن جولة تفقدية أجراها المهندس عمرو المدني الرئيس التنفيذي للهيئة، وصاحبه خلالها أعضاء المجلس التنسيقي لمحافظة العلا، وذلك لتفقد سير العمل في مواقع المشاريع، ومناقشة الآثار الإيجابية المتوقعة من المشروعين على المجتمع المحلي بالعلا، ومنها ربط المحافظة بصورة أفضل وتحقيق التنوع الاقتصادي.

ويشمل مشروع تطوير مطار العلا زيادة طاقته الاستيعابية وفقا لمعايير المطارات الدولية، حتى يتمكن من استقبال 400 ألف مسافر سنويا بدلا من 100 ألف، وذلك لتلبية الطلب المتزايد من السياح حول العالم لزيارة المحافظة، ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق المخطط الاستراتيجي الشامل لتطوير العلا ومستهدفات الهيئة باستقطاب مليوني زائر إلى العلا بحلول عام 2035.

كما يتضمن المشروع في مرحلته الأولى توسعة المطار لاستيعاب مزيد من الطائرات، بالتزامن مع إنشاء صالة جديدة لكبار الشخصيات.

كما سيتم العمل بنظام معلومات رقمي جديد في صالتي الوصول والمغادرة، وتطوير التصاميم الداخلية والخارجية لصالتي المطار، باستخدام مواد محلية تعكس بيئة العلا الخلابة وإرثها العريق.

ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع بنهاية العام الجاري، وستشمل المرحلة الثانية إضافة ممر جديد للطائرات بنهاية الربع الأول من العام المقبل، وذلك لتيسير الوصول إلى العلا وتحسين تجربة زوارها من مواطنين وسياح. كما سيسهم ذلك في تعزيز قدرة المطار على استقبال الرحلات الدولية المباشرة من مختلف الوجهات الإقليمية والدولية إلى العلا.

وتعليقا على مشروع تطوير مطار العلا، قال الأمير بدر بن فرحان: "يمثل تطوير البنى التحتية الرئيسة في العلا، مثل مشروع تطوير مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، بنهج يحافظ على الخصائص البيئية والطبيعية للمكان، جزءا محوريا من جهودنا لتقديم تجربة سياحية حيوية ومتنوعة لضيوف المملكة، تماشيا مع رؤية العلا التي دشنها في وقت سابق من هذا العام الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ، وذلك بهدف تعريف العالم بكنوزنا التراثية والطبيعية في المحافظة".

وأضاف: "ستسهم مشاريع تطوير مرافق مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز في تحويله من مطار محلي إلى مطار مؤهل بالبنى التحتية والنظم اللازمة لاستقبال الرحلات الدولية المباشرة إلى العلا في المستقبل. وستؤدي هذه الاستثمارات بدورها إلى تعزيز قدرات المجتمع المحلي وتمكينه، من خلال ربط اقتصاد العلا بالمنطقة، كما أنه يمثل جزءا جوهريا من الالتزام بميثاق الهيئة، ويتماشى مع مشاريع التطوير الأخرى الجاري العمل بها في المحافظة، التي تهدف جميعها إلى تحويل العلا لوجهة سياحية عالمية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم".

من ناحية أخرى، ستؤدي التحسينات الهيكلية لمسرح مرايا، الذي استضاف الفعاليات الثقافية والفنية للنسخة الأولى من موسم شتاء طنطورة إلى إقامة منشأة أكبر لاستضافة الفعاليات تتسع لنحو 500 شخص. كما سيتم العمل على تطوير النظام الصوتي للمسرح، وإنشاء مطعم يتسع لـ 500 شخص، ومساحة للمعروضات الفنية. وستظل جدران المبنى المغطاة بالمرايا جزءا لا يتجزأ من التصميم الخارجي للمسرح، حيث صممت لتشكل امتدادا للبيئة المحيطة به، تتناغم مع المناظر الطبيعية الساحرة من الرمال الذهبية والجبال المحيطة.

وتعليقا على مشروع تطوير مسرح مرايا، قال الأمير بدر: "نجح مسرح مرايا في تعزيز مكانته بالفعل خلال استضافته للفعاليات الثقافية والفنية لموسم شتاء طنطورة الأول كمسرح عالمي المستوى. وستسهم التحسينات التي سيتم إدخالها على المسرح هذا العام في ترسيخ سمعته ومكانته على نطاق أكبر، ما سيجعل منه مسرحا مفضلا لكبار الفنانين، خاصة مع توفيره خلفية فريدة لجمال البيئة الطبيعية الاستثنائية في العلا".

وتخلل البرنامج الذي شهد عقد اجتماع المجلس التنسيقي لمحافظة العلا، إطلاق مبادرة طويلة الأمد لزراعة عشرة آلاف شجرة في محافظة العلا بنهاية العام القادم، وفقا للمخطط الرئيس لتطوير المحافظة. وانضم متطوعون من أهالي العلا وطلاب برنامج الابتعاث وفريق برنامج حماية إلى أعضاء المجلس التنسيقي وفريق الهيئة في مبادرة التشجير التي انطلقت من وادي عشار بالمحافظة.

وخلال اجتماع المجلس التنسيقي للمحافظة، اطلع أعضاء المجلس على آخر تطورات برامج التدريب والتطوير المهني لأبناء وبنات المحافظة، حيث من المقرر أن يبدأ قريبا بعض طلاب وطالبات العلا رحلتهم خلال برنامج الهيئة الملكية لمحافظة العلا للابتعاث، الذي يدخل الآن مرحلته الثانية عقب الانتهاء أخيرا من عملية اختيار المرشحين، حيث أدى نجاح المرحلة الأولى من البرنامج إلى مضاعفة عدد المقاعد من 165 في العام الماضي إلى 330 مقعدا هذا العام، وإضافة أستراليا إلى دول الابتعاث.

كما زاد عدد التخصصات الدراسية بما يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية لتطوير المحافظة؛ لتشمل السياحة والضيافة، والتاريخ، وعلوم الآثار، والفنون وتاريخها، وتطوير المتاحف، والتصميم الحضري والعمراني، والتخطيط البيئي، والتقنيات الزراعية، وإدارة المرافق والخدمات البلدية.

والمجلس التنسيقي لمحافظة العلا أسس بمبادرة من الأمير بدر لتعزيز العلاقات والشراكة بين قادة المجتمع المحلي والهيئة، لتحقيق الرؤية والأهداف التنموية الطموحة المشتركة للمحافظة. ويعكس هذا الاجتماع مدى التزام الهيئة بالعمل المشترك مع المجتمع المحلي في العلا لبناء مستقبل المحافظة.

والعلا هي مدينة تاريخية تقع على بعد 1100 كيلو متر من الرياض، في الشمال الغربي للمملكة، وتعد من الأماكن الاستثنائية الزاخرة بالتراث الطبيعي والإنساني، وتتضمن مساحتها الشاسعة التي تغطي 22561 كيلو مترا مربعا، واديا من الواحات الخضراء، وجبالا شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع ثقافية قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، منذ عهد حكم مملكة لحيان والنبطية.

وتعد الحِجر بمنزلة الموقع الأكثر شهرة في محافظة العُلا، وهي أول مواقع المملكة المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وتمتد الحِجر على مساحة 52 هكتارا مربعا، وكانت بمنزلة المدينة الجنوبية الرئيسة لمملكة الأنباط، وتتكون من أكثر من 100 مدفن محفوظة بشكل جيد، مع واجهات متقنة تم اقتطاعها من نتوءات الحجر الرملي، المحيطة بالمستوطنة الحضرية المسورة. وترجح الدراسات الحديثة أن الحِجر كانت أقصى المواقع الجنوبية في الإمبراطورية الرومانية.

وإضافة إلى الحِجر، تعد العُلا موطنا لسلسلة من المواقع التاريخية والأثرية الرائعة مثل دادان القديمة، عاصمة المملكتين الدادانية واللّحيانيّة، التي تعد واحدة من أكثر المدن تطورا خلال الألفية الأولى قبل الميلاد في شبه الجزيرة العربية، وكذلك آلاف الأمثلة على الفنون الصخرية والنقوش القديمة، علاوة على محطات سكة حديد الحجاز. وتحتوي العلا على مئات النقوش الأثرية التي يعود تاريخها إلى الحضارات الصفوية والآرامية والثمودية والمعينية والإغريقية واللاتينية.