حمامة الأنبا يؤانس.. ما بين الهرطقة والقداسة

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك "، على نطاق واسع صورة للأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتعتلي عمامته السوداء حمامة بيضاء ما اعتبره البعض قداسة بينما اعتبره آخرون هرطقة لا أساس لها، نظرا لأن رمز العذراء مريم الحمام الأبيض وظهورها دليل على القداسة.

وعلق المفكر القبطي كمال زاخر على هذه الظاهرة قائلا: التعلق بظواهر حسية يشير إلى خلل في استيعاب لاهوت التجسد، وينقلنا إلى تعميق ثقافة الخرافة، ويلجأ البعض لنشر هذه الأمور سعياً إلى دغدغة مشاعر البسطاء، وهو تنويعة على الفلكلور الشعبي يعمق تزييف المسيحية، ويمثل خطراً داهماً على الإيمان ويتوجب على مجمع الأساقفة والبابا تواضروس التصدي لهذه الظاهرة التى تفتح أبواب التشكيك في الإيمان الصحيح.

وتابع " زاخر" في تصريحات خاصة لبوابة الفجر: فضلا عن أن تداول هذه الصور تنال من هيبة ووقار الإكليروس والأساقفة وتضعهم في مرمى سهام التهكم بالمخالفة لما قال به الرسول بولس أحد أبرز رسل المسيح الذي وضع ضمن شروط الأسقف أن يكون ذو وقار ويكون قدوة للمؤمنين، هذه الظواهر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفترات التراجع المعرفي وغياب شخص المسيح عن مركز التعليم، وقد زاحمت التعليم الآبائي عندما تبني البعض نشر رؤيتهم الشخصية على حساب رؤية الآباء، بل وقاوموا من يحاول بعث لاهوت الآباء من مصادره اليونانية، وقد شاهدنا ذلك في الحملات المسعورة على كتب الأب متى المسكين والدكتور جورج حبيب بباوى ومن حذا حذوهما، في تنويعة على الصراع بين المثقف والسلطة.

وأضاف متابعا: لكن هذه الحملات لم تنتبه لما جاءت به الثورة الرقمية والسموات المفتوحة، وما حملته من توفر المعرفة، العصية على الملاحقة والمصادرة والمنع، لذلك ستسترد الكنيسة قوتها وستزول هذه الحملات الساذجة باعتبارها جملة اعتراضية في سياق ممتد بطول عمر الكنيسة.