مسجد "الجن" بمكة.. أسماء متعددة ووقائع تعزز أهميته

السعودية

مسجد الجن
مسجد الجن


يحظى مسجد "الجن"، بحي الغزة -أحد أقدم الأحياء القريبة من المسجد الحرام، القريب من الطريق المؤدي إلى مقبرة المعلاة- بمكانة مهمة.

 

وأطلق عليه هذا الاسم بعدما استمع نفر من الجن للنبي –صلى الله عليه وسلم- وهو يتلو عليهم آيات كريمة من القرآن.

 

وكان الجن يتزاحمون حول النبي -صلى الله عليه وسلم- ويركب بعضهم فوق بعض حتى يقتربوا منه ليستمعوا إلى القرآن.

 

ويعد مسجد الجن -بحسب وكالة الأنباء السعودية- من المواقع المهمة في مكة المكرمة، حيث استمدها من عددٍ من الحوادث فيه.

 

وتلقى النبي -عليه الصلاة والسلام- بيعة الجن فيه، ومن ثم يطلق عليه البعض مسجد البيعة، وبترابه موضع الخط الذي اختطه الرسول -عليه الصلاة والسلام- لابن مسعود.

 

وفي إحدى لياليه التي استمع نفر من الجن إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يتلو القرآن، ونزلت سورة الجن.

 

ويقع المسجد أمام مقبرة المعلاة في مكة المكرمة، ويسميه بعض أهل مكة مسجد الحرس وجدد أكثر من مرة عبر العصور الإسلامية.

 

وآخر تجديد له في عهد الملك الراحل، فهد بن عبدالعزيز، عام 1421هـ، وقد عمر عمارة بديعة وألبست جدرانه الخارجية بالحجر المُمَثل الجميل.

 

وقال الله -سبحانه وتعالى-: «قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبًا، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا، وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدًا، وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططًا، وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبًا...»، فلما وصلوا إلى هذا قالوا: "وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا».

 

وقيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان قادمًا من الطائف إلى مكة ذات ليلة، نزل في وادي نخلة، وهو واد ما بين البلدين.

 

وفي الليل الدامس، وليس معه رفيق غير الله -سبحانه وتعالى- توضأ وقام يصلي، ورفع صوته بالقرآن، يستأنس به في وحشته، وفي سفره.

 

وجاء إلى الوادي جن نصيبين من اليمن في تلك الليلة، واللحظة، حتى ملؤوا وادي نخلة يستمعون القرآن، فأخذ -صلى الله عليه وسلم- يرفع صوته بكلام الله -عز وجل-: «ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعًا». وكان من أدبهم أن كان سيدهم يسكتهم، ليسمعوا القرآن، ويقول لهم: «انصتوا» فكانوا ينصتون.

 

فلما أن انتهى -صلى الله عليه وسلم من الصلاة والتلاوة، تفرقوا وضربوا بقاع الأرض، ووصلوا إلى قومهم في اليمن، ودعوهم إلى: لا إله إلا الله.