الأثريون يتهمون الوزارة بتدمير التابوت الذهبى لتوت عنخ آمون والأمين العام للآثار يرد: بقاؤه فى موقعه خطأ يجب تصحيحه

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


على خلفية قرارات نقله للمتحف الكبير

الأثريون يتهمون الوزارة بتدمير التابوت الذهبى لتوت عنخ آمون والأمين العام للآثار يرد: بقاؤه فى موقعه خطأ يجب تصحيحه

أثارت القرارات الخاصة بنقل الآثار حالة جدل واسعة مؤخراً داخل أوساط الأثريين، خاصة بعد صدور قرار نقل مقبرة توتو بسوهاج إلى متحف العاصمة الإدارية الجارى الذى تم إنشاؤه، ثم قرار نقل حمام الحير بشمال سيناء إلى متحف شرم الشيخ.

سبق تلك القرارات نقل التابوت الذهبى لتوت عنخ آمون إلى المتحف الكبير، ونقل إحدى المسلات التى كانت داخل حديقة المسلة باتجاه الزمالك، إلى متحف العاصمة الإدارية.

واعتبر أثريون أن ذلك قد يتسبب فى انهيار أماكن أثرية بالكامل وفقدانها لقيمتها التاريخية، خاصة بعد نقل القطع المهمة منها، مشيرين إلى أن نقل المقبرة المكتشفة حديثا أسفل جبل الحواويش الذى يتم تطويره لافتتاحه للزيارة بسوهاج - مقبرة توتو، سيقضى على منطقة أثرية جارى العمل بها للكشف عن باقى مقابر الجبانة.

وأشاروا إلى أن تلك المقبرة كانت بداية ظهور جبانة للمقابر الصخرية بين منطقة أديرة أثرية، ومن الممكن أن تكون فى المستقبل منطقة كبيرة للسياحة الدينية، وبالتالى فإن تطوير مقابر الحواويش بأعلى الجبل، أجدى من نقل المقبرة وتدمير المنطقة بالكامل.

وتقدمت النائبة نادية هنرى، الأسبوع الماضى، بطلب إحاطة إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، موجها لوزارة الآثار، بشأن نقل حمام تل الحير من شمال سيناء إلى متحف شرم الشيخ، مؤكدة أن هذا الحمام هو النموذج الوحيد الفريد المتكامل الواضح المعالم ضمن 22 نموذجاً للحمامات بمصر.

فيما وجه الدكتور أحمد عيسى، أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة، انتقادات حادة لوزارة الآثار حول ما وصفه بالسرعة الرهيبة فى نقل عدد من القطع الأثرية من أماكنها الطبيعية إلى المتحف المصرى الكبير، أو متحف الحضارة دون وجود دراسة حقيقة لتأثير ذلك عليها، ومدى ملائمة أجواء المناطق التى ستنقل إليها والمحطية بها.

من جانبه علق الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قائلاً إن قرار نقل تابوت توت عنخ آمون تأخر 94 عامًا منذ أن تم الكشف عنها من قبل البعثة البريطانية بقيادة هوارد كارتر عام 1922، وكان كارتر يعتزم نقله لكون بيئة المقبرة ليست مناسبة، وكان هناك بالفعل مسامير مثبتة فى أجزاء من التابوت تمهيداً لنقله، كما يوجد كيس يحوى الرقائق الذهبية التى سقطت منه، ولكن أمرًا ما حال دون نقله.

وأوضح أنه بعد إخراج التابوت من خبيئته يصبح معرضًا للعوامل الجوية، وبعد عرضه داخل المقبرة يتأثر بالأكسجين وثانى أكسيد الكربون الناتج عن تنفس للزائرين، وبالتالى كان لابد من إنقاذه ووضعه فى بيئة مناسبة، وعرضه فى بيئة نظيفة وؤمنة، كما أراد الملك توت بجوار التابوتبن المذهبين الآخرين، والقناع الذهبى.

وتساءل وزيرى: من قام بزيارة حمام الحير بشمال سيناء ومقبرة توتو بسوهاج؟.. قطعًا فإن من لم يقم بزيارتهما لا يعرف عنهما شيئًا، وعند نقل الأول لمتحف شرم الشيخ والثانية إلى العاصمة الإدارية، سيشاهدهما الملايين، بالإضافة إلى أنهما سيتمتعان بالأمان والنظافة والبيئة المناسبة من حيث درجة الحرارة والرطوبة، وسيحظيان بزيارة ملايين السياح، وسيكونان محط أنظار محبى الآثار المصرية.