تامر بجاتو يكتب.. مدرب المنتخب بين الإدارة الصائبة والفرار من المحاسبة

الفجر الرياضي

تامر بجاتو
تامر بجاتو


أتعجب وأشفق على حال الوسط الكروي، وأنا أتصفح الآراء والأخبار المتناثرة  بالبرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حول هوية المدير الفني الجديد لمنتخب مصر، وكأن أزمة الكرة المصرية و تردي حال اللاعبين بالفرق الأولي والناشئين؛ وجدول الدوري غير المنتظم، وصراعات الأندية وغيرها من المشاكل مختزلة  في هوية المدير الفني الجديد؟؟!!! .

 

لم أجد توصيفًا مناسبًا لهذه المشاهد المبتزلة سوي كونها هراءً وجعجعة جوفاء بلا طحين؛ لن تفرز سوي المزيد من الفشل، ولا عزاء  لذوي الخبرات والرياضيين الأكفاء راغبي النهوض بمستوى الكره المصرية، والارتقاء بأسهم لاعبي الفرق ؛ في إطار استراتيجية قومية تنظر للرياضة؛ كصناعة ضخمة ترتقي بصور الوطن وسمعته الدولية .

 

هذا المناخ الرياضي الأجوف "مقصود ومتعمد" لخلق حلقات متتالية -لا نهاية لها- من الجدل العقيم والحوارات الجانبية؛ بقصد شغل الجمهور و رجال الصحافة والمسؤولين، وانخراطهم في اسم من سيتولى مهمة تدريب المنتخب، والانصراف عن محاسبة المسؤولين، وعقاب المقصرين، وما يتبع ذلك من تأسيس استراتيجية منهجية مدروسة قائمة علي أسس قوية، وقواعد راسخة، و وقوانين قوية؛ من قبل  جهات رقابية منوط بها إرساء سبل النهوض بصناعة كره القدم؛  وفقا لأسس علمية وعملية سليمة.

 

 ولكن للأسف الشديد سيظل أصحاب المصالح والمتورطين في مظاهر الفساد الرياضي يفتعلون المشاكل والخرافات، ويختلقون البلابل والمواضيع الواهية؛ في سبيل التملص من المسئولية، والفرار من المحاسبة، و هو أسلوب معتاد لإلهاء العقول؛ كي  تغفل أعين الناس و  المسؤولين عن محاسبة وعقاب المقصرين.

 

أما عن المدير الفني الجديد؛ فالمعيار الأهم حاليًا هو أن يكون مصريًا، فدعونا ننحي عقدة الخواجة جانبًا، وندرك بموضوعية وحيادية تامة أن المدير الفني الأجنبي لن يفعل أكثر مما سيفعله المصري؛ نظرًا لأننا أمام مستوي لاعبين متدن،  ودوري غير منتظم، ولوائح غير منصفة، وإدارة بيروقراطية؛ أي قل أننا أمام منظومة مفعمة بالفساد؛ تتطلب النسف الفوري والعاجل؛ من قبل استراتيجية متكاملة، وليس مجرد "حقنة بنج"  سرعان ما سيزول آثارها.

 

جميع الأسماء المرشحة لقيادة المنتخب المصرى  أسماء كبيرة في عالم الكرة، ويمتلك بعضهم  خبرات تدريبية كبيرة، ولكن لا بد من الإشارة  و التشديد علي ضرورة امتلاك المدرب الجديد  خبرات متراكمة مع أندية جماهيرية، وتحقيقه نتائج لافتة معهم. 

 

 هذا إلي جانب قدرته الاحترافية علي التعامل مع الجمهور، و هو عامل نفسي غاية في الأهمية، و إجادة  العمل تحت ضغط إعلامي كبير، وهو أمر لن نجده بالطبع في غير  الأندية الجماهيرية  الكبري؛  مثل الاهلي والزمالك والمصري و الاتحاد والإسماعيلي، وهو معيار متنامي الأهمية؛ لا بد من وضعه بالاعتبار في  اختيار المدير الفني، ولا ننسي أن منتخب مصر يتم محاسبته كل مباراة؛ حتى ولو كانت ودية، ذلك لأن وراءه جمهور كبير من شعب مصر العظيم.