كل ما تود معرفته عن يوم "التروية"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بدأ حجاج بيت الله الحرام، فى التوافد صباح اليوم الجمعة، الثامن من شهر ذي الحجة 1440 هـ إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، راجين منه القبول والمغفرة ، متبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم - مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، فى صورة روحانية وإيماني، ولذلك اليوم فضل عظيم على الحجاج، ويُفضل القيام فيه ببعض الشعائر

ما هو يوم التروية؟
يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحِجّة، يتوجه فيه حُجاج بيت الله الحرام إلى مِنى، حيث يُحرم الحاج المتمتع إحراماً جديداً، أما الحاج المُفرد والحاج القارن فهما على إحرامهما الأول.

يبيت الحُجّاج بمنى؛ اتباعاً لسنة النبي صلّى الله عليه وسلّم، ويؤدّون خمس صلوات؛ هي: صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة، وقد أُطلِق على يوم الثامن من شهر ذي الحِجّة يوم التروية؛ لأنّ حجاج بيت الله الحرام يروون أنفسهم بالماء فيه لما بعده من الأيام، حيث قال الإمام البابرتي صاحب كتاب العناية شرح الهداية: (وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلى عَرَفَات وَمِنى).

كما ذكر العلماء أيضاً في سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم؛ أنه في هذا اليوم حصل التروّي من إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في ذبح ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وقال الإمام العيني في كتابه البناية شرح الهداية: (وإنّما سُمِّي يوم التروية بذلك؛ لأنّ إبراهيم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلاً يقول له: إنّ الله تعالى يأمرك بذبح ابنك، فلمّا أصبح رؤي؛ أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سُمِّي يوم التروية).

أعمال يوم التروية
في ذلك اليوم يُستحب للحاج أن يقوم ببعض الأعمال وتتمثل أبرزها في:

 يستحَب للحاج أن يحرم بالحج من مسكنه في ضحى يوم التروية، وكذلك الأمر لِمن أراد أداء فريضة الحج من أهل مكّة المكرّمة، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (أمرنا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لمّا أحلَلْنا أن نُحرمَ إذا توجَّهنا إلى مِنى، قال: فأهلَلْنا من الأبطحِ)، أمّا الحاجّ القارن والحاجّ المفرد اللذان لم يتحلّلا من الإحرام فيبقيان على إحرامهما.

الاغتسال
الاغتسال، والتطيّب، وقيام الحاجّ بما قام به من أعمال عند إحرامه من الميقات، عقد النية بالقلب، وترديد التلبية بقول: (لبَّيْكَ حجّاً)، وإن كان الحاج خائفاً من عائقٍ يمنعه من إتمام مناسك الحج، فإنه يقول: (فإن حبَسَني حابس، فمحِلّي حيث حبَسْتني)، وإذا كان الحاجّ يحجّ عن غيره ينوي بقلبه، ثمّ يقول: (لبَّيْكَ حجّاً عن فلانٍ، أو عن فلانة)، ثمّ يستمرّ في التلبية قائلاً: (لبَّيْكَ اللَّهم لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريك لك لبَّيْكَ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).

التوجه إلى منى
يُستحَبّ للحاجّ أن يتوجّه إلى مِنى قبل وقت الزوال، ويُكثر من التلبية،  للحديث الذي يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (فلمّا كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى، فأهِلُّوا بالحجِّ، وركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصلَّى به الظهرَ، والعصرَ، والمغربَ، والعشاءَ، والفجرَ، ثمّ مكث قليلاً حتى طلعتِ الشمسُ)، وفي الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (كانَ يصلِّي الصَّلواتِ الخمسَ بمنى، ثمَّ يخبرُهُم أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- كانَ يفعَلُ ذلِكَ).

يُصلّي الحاجّ بمِنى صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة قصراً دون جمع، إلا المغرب والفجر، فتُصلَّيان دون قصر، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (صلّيت مع النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بمِنًى رَكعتينِ، وأبي بكرٍ وعُمَرَ، ومعَ عُثمانَ صَدْراً مِن إمارَتِهِ، ثمّ أتَمَّها).

المبيت بمنى
يستحب للحاج أن يبيت بمِنى ليلة عرفة، وذلك لما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال: (فلمّا كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى، فأهلُّوا بالحجِّ، وركب رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فصلَّى به الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ، ثمّ مكث قليلاً حتى طلعتِ الشمس)، وعند طلوع الشمس يسير الحُجّاج من مِنى إلى عرفات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (كانَ يُهِلُّ منَّا المُهِلُّ فلا يُنْكِرُ عليهِ، ويُكَبِّرُ منَّا المُكَبِّرُ، فلا يُنْكِرْ عليهِ).

أخطاء في يوم التروية
قد تصدر من الحاج لبيت الله الحرام بعض الأخطاء في يوم التروية، ومن هذه الأخطاء ما يأتي:

اعتقاد بعض الحجاج بلزوم الإحرام من المسجد الحرام، ولكنّ السُنّة أن يُحرم الحاجّ من موضعه.

اعتقاد بعض الحُجّاج بعدم صحّة الإحرام للحجّ بملابس إحرام العمرة.

ترك بعض الحُجاج لسُنة قَصر الصلاة في مِنى.