تعاون مصري فرنسي على خشبة الأوبرا في مرسيليا

الفجر الفني

بوابة الفجر



أعلن قائد الأوركسترا المصري، نادر عباسي، عن تعاون وشيك بينه وبين المخرج المسرحي الفرنسي الشهير، لوران بيلي، على خشبة مسرح دار أوبرا مرسيليا الشتاء المقبل.

جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ RT، حيث أعرب المايسترو المصري عن سعادته بهذا التعاون، الذي يحدث للمرة الأولى، بعد أن شاهد للمخرج الفرنسي الشهير عددا من الأوبرات والعروض المسرحية في أكثر المسارح العالمية عراقة، من مسرح "المتروبوليتان" في نيويورك إلى "كوفنت غاردن" في لندن وغيرهما.

وقال عباسي: "اتصلت بي إدارة الأوبرا في مارسيليا، وأبلغتني برغبتها في قيادتي لأوبريت (اللحية الزرقاء) لجاك أوفينباخ، من إخراج لوران بيلي، الذي رحب بالتعاون معي، حيث ستقدم العروض أثناء عطلة الكريسماس ما بين 28 ديسمبر وحتى 5 يناير المقبل".

وتعد موسيقى أوفينباخ من الأكثر انتشارا في أوروبا أثناء المناسبات الاحتفالية، نظرا لبساطتها وعذوبتها، وأيضا لاعتمادها على قصص خفيفة، ذات نهايات سعيدة، وهو ما يغري الجماهير العريضة بالاقبال عليها، من عشاق الموسيقى الكلاسيكية وغيرهم.

ويعلق المايسترو المصري على التعاون مع لوران بيلي، بأنه معجب بشدة لوضوح بصمته الإخراجية فيما يخص كل مفردات العرض الأوبرالي، من الديكور، والملابس، والإضاءة، وذلك إلى جانب روح الدعابة التي يتطلع عباسي بشوق كي يتعامل معها، حيث أن أوبريت "اللحية الزرقاء" هو أوبريت كوميدي خفيف، يحتاج إلى تلك الروح في التعامل مع النص.

وبعد إعلان الأوبرا الاستعانة بعباسي، دعاه المخرج الفرنسي إلى مدينة "ليون" الفرنسية كي يتعرف على إخراجه هناك لذات الأوبريت "اللحية الزرقاء"، وقضى معه هناك 10 أيام، تأمل فيها أسلوبه، وأفكاره.

وتطرق قائد الأوركسترا المصري المرموق إلى الحديث عن الأوبرا في الوطن العربي، حيث أكّد على أن المشهد الموسيقي الكلاسيكي في الوطن العربي يحتاج إلى إعادة نظر، من حيث استقطابه للأجيال الصغيرة من طلبة المدارس والجامعات، ما يوجب أن تنظّم لهم رحلات إلى بروفات الأوركسترا والأوبرا في دور العرض التي أصبحت تنتشر في عموم الوطن العربي، دون أن يكون لديها كوادر قادرة على تكوين فرق قومية متخصصة. لذلك يجب، وفقا لعباسي، الاهتمام بالتعليم الأكاديمي للموسيقى الكلاسيكية، وتربية النشء على تذوق الموسيقى الكلاسيكية بشكل عام، ليس من باب أنها موسيقى "غربية" أو "فوقية" أو "نخبوية"، وإنما كونها إنجازا ثقافيا بشريا عاما، يتعين على الحكومات والدول أن تهتم بنشره، لتأثيره الواضح والهام في توعية الأجيال الجديدة.

كما يشير عباسي إلى أن "عقدة الخواجة" لا زالت تؤثر على اختيارنا للصوليستات والفرق التي ندعوها للغناء والعمل في دور الأوبرا العربية، حيث يقوم الوكلاء والمتعهدون بانتقاء هؤلاء، ممن لا يتميزون بمواهب أو إمكانيات رفيعة، كما نعتقد، ويبيعونهم لنا في المنطقة العربية بوصفهم "الأفضل" و"الأكثر شهرة في أوروبا"، لذلك لابد من الحرص الشديد، لأن مستوى ما يقدم للمشاهد والجمهور هو ما يجعله يتقبل هذا الفن الراقي أو ينصرف عنه.

ويؤكد المايسترو المصري على أن الموسيقى الكلاسيكية الخفيفة هي الجسر لعبور الجماهير العريضة لتذوق الموسيقى الكلاسيكية الأكثر تعقيدا، ومن ثم الأوبرا التي تجمع كل أنواع الفنون.

وجاك أوفنباخ (1819-1880) هو مؤلف موسيقي فرنسي ألماني اشتهر بكتابته نحو 100 أوبريت، وكان له تأثير كبير على أشهر مؤلفي الأوبريتات فيما بعد: يوهان شتراوس وآرثر سوليفان وغيرهما.