وثائق تكشف اتهام شقيق "تميم" بمحاولة الاستئجار لقتل واحتجاز مواطن أمريكي

عربي ودولي

تميم بن حمد
تميم بن حمد


كشفت وسائل إعلام، تفاصيل اتهام شقيق أمير قطر بمحاولة الاستئجار للقتل والاحتجاز ضد مواطن أمريكي.
 
وكشفت وثائق صادرة عن محكمة فيدرالية عن اتهام شقيق أمير قطر، بمحاولة استئجار حارس أمن أمريكي لقتل شخصين، وأمره باحتجاز مواطن أمريكي آخر كأسير.

واتهم حارس أمن أمريكي يدعى ”ماثيو بيتارد“ الشيخ ”خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني“ بأمره باحتجاز أمريكي تحت تهديد السلاح، وحثه على قتل اثنين آخرين.

ووفقًا لموقع ”ديلي كولر“ الأمريكي، اتهم مدع ثان الشيخ بدعوى مماثلة، قائلًا إنه خدم الشيخ على مدار الساعة؛ لمراقبة صحته خلال حفل عربدة دام 36 ساعة، بينما كان محتجزًا كالأسير في مجمعه السكني، حيث تم تهديده بمسدس، قبل أن يتسلق جدارًا ارتفاعه 6 أمتار للهرب.


ورُفعت الدعوى -التي لم يُكشف عنها من قبل- ضد الشيخ ”خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني“، شقيق حاكم دولة قطر، في 23 يوليو في محكمة فلوريدا الفيدرالية.

وعمل حارس الأمن ”ماثيو بيتارد“ من فلوريدا، والمسعف ”ماثيو ألليندي“ من كاليفورنيا، لدى الشيخ ”خالد“ في بيفرلي هيلز، وسافرا معه بانتظام إلى قطر ولندن.

وقالت لائحة الدعوى: ”خلال عمله، حُرض بيتارد من قِبل المتهم خالد على قتل شخصين، وفي أواخر شهر سبتمبر وأوائل نوفمبر من عام 2017، في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، طلب المدعى عليه خالد من بيتارد قتل رجل وامرأة يراهما تهديدًا لسمعته الاجتماعية وأمنه الشخصي، ولكن بيتارد رفض تنفيذ هذه الطلبات غير القانونية“.

وتابعت: ”في الفترة من 7 إلى 10 يوليو عام 2018 تقريبًا، احتجز الشيخ خالد وموظفوه الأمنيون القطريون مواطنًا أمريكيًا أسيرًا مرتين على الأقل في أحد المساكن الشخصية للمدعى عليه، والذي بناءً على طلبه، تم اعتقال المواطن الأمريكي وسجنه في مركز شرطة عنيزة في العاصمة القطرية الدوحة.

ومن ثم جاء بيتارد وسفارة الولايات المتحدة إلى مساعدة المواطن الأمريكي، وساعدا المواطن الأمريكي في الوصول إلى بر الأمان، قبل مغادرة البلاد في النهاية“.

ووفقًا لوثائق المحكمة، عندما علم الشيخ خالد بأن بيتارد ساعد في تأمين سلامة المواطن الأمريكي، قال له إنه سيدفع الثمن، وأخبره مباشرًا أنه سيقتله ويدفن جثته في الصحراء ويقتل عائلته.

ومن ثم احتجز بيتارد بالقوة، وأُخِذت أجهزته الإلكترونية ومقتنياته الشخصية، وتم فصله، وهدده الشيخ خالد بسلاح من طراز ”Glock 26“ ليوقع على مستندات توظيف جديدة.

كما استعان الشيخ خالد أيضًا بالمسعف أليندي بدوام كامل لمراقبة صحته ورعايتها، وبالفعل عمل المسعف الأمريكي معه من أكتوبر 2017 إلى فبراير 2018 في لوس أنجلوس والدوحة.

وكان يعمل 7 أيام في الأسبوع، و12 ساعة في اليوم، وفي بعض الحالات، عمل أليندي لمدة 20 – 36 ساعة متواصلة، مع الحصول على الحد الأدنى من فترات الاستراحة للوجبات وعدم وجود أي فرصة للنوم.

وفي يوم 17 ديسمبر 2017، بعد حوالي 3 أسابيع متواصلة من العمل واستيقاظ الشيخ والمسعف لمدة 36 ساعة متواصلة في مسكنه في الدوحة، طلب أليندي يوم عطلة، وهو طلب وافق عليه الشيخ، ولكن أثناء مغادرته، أوقفه حارس أمن مسلح وقال إن خالدًا قد غير رأيه.

وعندما أصر ألليندي على الرحيل برغم اعتراض الحارس، أجاب الحارس: ”لا.. أنت لن تغادر“.

وفي نهاية المطاف تمكن أليندي من الهرب من المبنى من خلال تسلق بيت كلب حراسة مجاور للجدار البالغ طوله 6 أمتار، قبل القفز من أعلى الجدار إلى الرصيف الخرساني، للهرب من الموقف الخطير.

ولسوء الحظ، عانى أليندي من إصابات بالغة إثر القفزة، ونُقل إلى المستشفى للخضوع لعملية جراحية لعلاج إصاباته، وفي 4 فبراير 2018، وحالما أصبح قادرًا على السفر، تم إنهاء عقد عمل أليندي.

ويذكر أن الشيخ خالد يستثمر 10 ملايين دولار في فريق لسباقات الدراجات، وكان من المعروف أنه يقود سيارة صفراء زاهية من طراز فيراري، والتي تبلغ قيمتها 1.4 مليون دولار، في بيفرلي هيلز.

وفي عام 2015، صوّر الصحافي ”جاكوب روجرز“ السيارة وهي تسرع على الطريق في أحياء سكنية، وتتسابق مع سيارة ”بورش 911 جي تي 3″، وعندما سأل أحد السائقين عن سبب تعريضهم السكان للخطر، أجابه السائق الذي يُعتقد أنه خالد“: ”يمكنني أن أقتلك وأفلت من العقاب“، وعندما قال الصحافي إن الصحافة من حقها الوقوف على أرصفة الشوارع العامة، قال له السائق ”سحقًا لأمريكا“، ثم رمى عليه السيجارة.

وسبق وادعى الشيخ ”خالد“ (29 عامًا)، أنه يتمتع بحصانة دبلوماسية، ولكن وزارة الخارجية نفت ذلك، وأصر ”دومينيك ريفتي“ رئيس قسم شرطة ”بيفرلي هيلز“، أن الجناة سوف يتحملون المسؤولية بغض النظر عن هويتهم ومعارفهم وموطنهم، وغادر خالد أمريكا، ولكنه عاد بعد فترة قصيرة.

ويأتي هذا الخبر على خلفية احتجاز العديد من المواطنين الغربيين في قطر، وكشف رجل فرنسي أن العائلة القطرية المالكة تسجن حتى أفراد عائلتهم إذا رأوا أنهم يشكلون تهديدًا، حيث قال إنه تشارك زنزانة مع 6 من أفراد العائلة المالكة.

وكشفت الدعوى القضائية، أن أليندي كان يتقاضى 500 دولار في اليوم، بينما تقاضى بيتارد 102 ألف دولار في السنة، وقال الرجلان إن خالدًا اعتاد تجاهل قوانين العمل الأمريكية، وتسبب في إصابات شخصية للموظفين واتخذ إجراءات انتقامية، كما كشفت التقارير أن الدعوى تذكر اسمي شركتين مرتبطتين بالشيخ خالد، وهما ”Geo Strategic Defense Solutions LLC“ و“KH Holding LLC“.

ولم تستجب المحامية ”ريبيكا كاستانيدا“، التي تمثل الرجلين، أو مكتب الصحافة القطري أو الشيخ خالد على طلب الموقع للتعليق.

وذكر الموقع أن قطر حاولت تغطية انتهاكاتها لحقوق الإنسان بإنفاق مليارات الدولارات على العلاقات العامة وحملات التأثير، كما قدمت رحلات غير معلنة إلى أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، وتبرعت بمليار دولار للجامعات الأمريكية، فضلًا عن امتلاكها قناة الجزيرة التي تروج لها على التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.