د.حماد عبدالله يكتب: حادث معهد الأورام وسؤال هام لوزيرة الصحة المصرية

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية



فى ظل ما حدث من "إرهاب سافل" على منطقة مستشفى الأورام من (فم الخليج) وشارع القصر العينى وفى ظل إندفاع المصريين بكل طوائفهم للمشاركة فى أحزان الضحايا ( الشهداء) وكذلك المعاونة بكل الوسائل لمساعدة الجرحى والمصابين سواء تبرعاً بالدم أو بالمال .
يحضرنى سؤال هام جداً للسيدة وزيرة الصحة المصرية ، هناك مؤسسة بريطانية خيرية سبق وأن أرسلت معدات وأجهزة داخل (2) كونتينر أحدهم لمستشفى (57357) والأخر تحت تصرف وزارة الصحة المصرية لإهدائهم إلى معهد الأورام الذى أصيب بالأمس جراء العمل الإرهابى.
تحتوى هذه الصناديق على معدات وأجهزة تخصص أمراض الأورام لدى الأطفال وتستخدم بعد إجراء العمليات الجراحية لهم.

ومع العلم أن هذه المعدات قد مرت بضمان الجودة ومطابقة الشروط الصحية للمؤسسة فى بريطانيا قبل الموافقة على شحنها إلى الإسكندرية.
وهذه الشحنة تبرع بالكامل من تلك المؤسسة البريطانية ، مبادرة منهم للمشاركة فى العمل الخيرى الصحى الذى تقوم به بعض المؤسسات الصحية فى مصر ، وغيرها من دول العالم وتُسَتقَبْل تلك الشحنات بترحاب شديد من دول مثلنا كاليونان وقبرص وسوريا وبعض الدول الأفريقية.


إلا أن "العبقرية المصرية" تركت هذه الشحنات التى وصلت منذ أكثر من عام ومازالت موجودة بمنطقة "جمارك الإسكندرية" مرفوضة من السيدة وزيرة الصحة !! (شخصياً) لأسباب غير معلومة ، علماً بأن تَحَرَك فى سبيل خروج هذه الشحنة للتوجه للخدمة فى مستشفى (57357) وغيرها من مستشفيات الأورام كثير من الكتاب وأصحاب الرأى على صفحات الجرائد المصرية، ولعل المعهد الذى أصيب بالأمس بنكسة إرهابية ، دمى لها قلوب المصريين.
وقد تطوع كل المصريين الشرفاء على العجل بالتبرع بالدم لمصابى هذا الحادث الإرهابى .
ولعلنا جميعاً قرأنا عن تبرع الفتى الرائع "محمد صلاح" نجم الكرة المصرية بمبلغ (خمسون مليون جنيه) للمستشفى.
ومازالت القلوب الطيبة والأيادى الشريفة تتوجه للمعاونة.
ولكن فى نفس الوقت "تجمد قلم" السيدة الدكتورة وزيرة الصحة عن التوقيع على الموافقة على خروج شحنة المعدات التى مازالت ترقد فى أرض جمارك الإسكندرية تنتظر عفواً وزارياً للخروج!! ، ولعل المدهش فى الأمر أن هذه المؤسسة البريطانية قد إعتادت على إرسال المعدات إلى مستشفيات "مصر" العامة منذ سنوات طويلة.
وكان يُسْمَح بدخولها الخدمة فور دخولها الأراضى المصرية فى ظل قيادات لوزارة الصحة سابقين محترمين.
ماذا حدث فى وزارة الصحة بعد تولى المحروسة هذه الحقيبة؟؟
ولماذا تمتنع عن الرد على ما أثير فى صفحات الجرائد على أقلام (حمدى رزق ، ومحمد على خير فى القاهرة والناس) حينما سألوها معالى الوزيرة ، لماذا إعتراضك على دخول معدات "لمرضى الأورام" فى مصر من أطفالنا ، ومازال هذا المقال يتوجه إلى المسئول الأول عن الحكومة  ووزارة الصحة وهو السيد الأستاذ الدكتور "مصطفى مدبولى" رئيس مجلس الوزراء ، ماذا تفعل وزيرة الصحة "منفردة" فى وزارتها؟؟ وما هى أسباب عدم ردها على تساؤلات الإعلام والصحافة من أجل إجابة شافية وأيضاً تصرف يحمل الشفافية عن إمتناعها عن قبول هدية من مؤسسة بريطانية مدنية لمستشفيات مصر العامة .
وما زال السؤال فى إحتياج لإجابة .