تظاهرات تطالب قطر بمنع ترحيل مسلم من الإيغور إلى الصين

عربي ودولي

بوابة الفجر


دعا نشطاء من الأويغور السلطات القطرية إلى وقف عملية تسليم رجل قيل إنه على وشك التعرض للترحيل من الدوحة إلى الصين، حيث يواجه خطر التعذيب والاعتقال، بينما تدعي حكومة الدوحة أنها تحافظ على حقوق المسلمين وتحميهم.

 

وقد نُشر مقطع فيديو عبر موقع فيسبوك من قبل هذا الرجل، الذي ذكر أن اسمه هو أبليكيم يوسف، من داخل مطار الدوحة. وانتشر الفيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي على يد النشطاء الذين حذروا من أنه قد يواجه عقوبة "السجن والتعذيب وربما الموت" إذا أُعيد إلى الصين.

 

 

وفي واشنطن، احتشد النشطاء أمام السفارة القطرية في الساعات الأولى من صباح السبت، وقال صالح هدايار، أحد المحتجين ومؤسس حركة "الصحوة الوطنية لتركستان الشرقية" ومقرها الولايات المتحدة، في وقت لاحق يوم السبت إن يوسف لم يتم ترحيله بعْد، لكن ربما يتم ذلك في غضون الـ 24 ساعة المقبلة.

 

وكانت هناك أنباء في وقت سابق أنه تم حجز تذكرة ليوسف على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية القطرية صباح يوم السبت من الدوحة إلى بكين. وتم الاتصال بالخطوط الجوية القطرية ووزارة الخارجية القطرية للإدلاء بتعليق في هذا الصدد، لكن لم تصدر أيا من الجهتيْن ردود أو تعليقات.

 

وقال يوسف، في الفيديو المتداول: "أنا حاليا محتجز في مطار الدوحة. إنهم يتأهبون لترحيلي. أحتاج إلى المساعدة من العالم. تعود أصولي إلى هوتان"، في إشارة إلى منطقة تقع في إقليم شينجيانغ الواقع غرب الصين، وهي موطن لمعظم الأويغور (الأقلية في البلاد).

 

وأدانت جماعات حقوق الإنسان الصين بسبب سوء معاملتها للأقلية المسلمة، حيث قيل إن مئات الآلاف منهم محتجزون في المعسكرات. وتصف بكين هذه المعسكرات بـ "مدارس التدريب المهني" وتدّعي أنها تأسست لمعالجة "التطرف الديني".

 

أظهرت صور الاحتجاجات في واشنطن التي نُشرت على موقع فيسبوك نشطاء الأويغور وهم يحملون لافتات مكتوب عليها: "توقفوا عن مساعدة الصين في اضطهاد مواطني تركستان الشرقية، وأطلقوا سراح أبليكيم يوسف، وأوقفوا ترحيله".

 

يشير العديد من نشطاء الأويغور إلى شينجيانغ باعتبارها تركستان الشرقية ويصفون المنطقة بأنها "محتلة" من قبل الصين.

 

في محادثة هاتفية مع موظفة البروتوكول بالسفارة تم نشرها على موقع فيسبوك، ذكر هدايار: "إننا نقف أمام سفارتكم لكي نحث حكومتكم على وقف عملية الترحيل فورا، وتوفير اللجوء ليوسف أو مساعدته في الحصول على اللجوء لدى بلد ثالث".

 

أضاف ذاكرا: "نحن نحاول إيجاد سبب يدفع قطر، الدولة الإسلامية، إلى السماح بحدوث ذلك. تدرك قطر جيدًا ما يجري في تركستان الشرقية".

 

أخبرت موظفة البروتوكول هدايار أن يوسف مواطن صيني. ودعت منظمة المؤتمر الأويغوري العالمي، الذي يديره الأويغور المنفيون في ألمانيا، قطر إلى وقف الترحيل.

 

أفادت المنظمة في منشور على موقع تويتر: "يقع على عاتق قطر واجب ضمان حماية المواطن الصيني، وذلك بالنظر إلى الأوضاع التي يواجهها الأويغوريون في الصين".

 

قال كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، إنه من الجيد أن يوسف لم يتم ترحيله بعد، لكنه أضاف: "هناك حاجة لفرض المزيد من الضغوط على قطر من أجل احترام التزاماتها المتعلقة باللجوء".

 

في الشهر الماضي، قيل إن تركيا أصدرت أوراق الترحيل للعديد من لاجئي الأويغور الذين يعيشون في البلاد. ومع ذلك، ذكرت أنقرة في وقت لاحق أنه لا يوجد أي أويغوري تم ترحيله أو سوف يتم ترحيله إلى الصين.

 

وتُعرف الصين بسوء معاملتها إلى الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى في منطقة شينجيانغ الواقعة في أقصى غرب البلاد، إذ تم احتجاز ما يقرب من 1.5 مليون شخص في المعسكرات وسط ضغوط دولية متزايدة تدين الصين على هذه المعاملات.

 

وبدأت أزمة عبدالحكيم يوسف، منذ مغادرته شينجيانغ عام 1997 متجهًا إلى باكستان، لكنه غادرها في 31 يوليو الماضي وتم توقيفه قبل الوصول إلى البوسنة، ونُقل إلى مطار الدوحة الدولي ليتم تسليمه إلى الصين.

 

واستجابت قطر إلى الضغوط بشكل مؤقت، إذ أجلت ترحيله الذي كان من المقرر أن يتم صباح اليوم لمدة 24 ساعة، حتى يصدر قرارًا نهائيًا بحقه.