شراكة الحب والبيزنس تربط "الصهيونى الثائر" بـ"تل أبيب" منذ 40 عامًا

العدد الأسبوعي

بوريس جونسون
بوريس جونسون


انتابت الأوساط السياسية والإعلامية فى إسرائيل حالة من الارتياح، بعد الإعلان عن فوز «بوريس جونسون»، فى انتخابات حزب المحافظين البريطانى، وحصوله على 92 ألف صوت، مقابل حصول منافسه «جيرمى هانت» على 46 ألف صوت، وتعيينه رئيساً للحكومة البريطانية.

وكشفت مجموعة من الصحفيين والسياسيين الإسرائيليين، الذين رافقوا «جونسون»، منذ ثمانينيات القرن الماضى، بعض الجوانب الخفية فى شخصيته، بالإضافة إلى علاقته بإسرائيل، وأكدوا أن العلاقات بين إسرائيل وحكومة المحافظين اللندنية، لن تشهد استقراراً فحسب، بل ستقوى بشكل كبير خلال فترة ولايته.

أما بالنسبة للجالية اليهودية فى بريطانيا، فيُعد اختيار «جونسون» بشرة عظيمة لهم، بعد مخاوفهم من انتخاب «جيرمى كورفين»، مرشح حزب العمال البريطانى، المعروف لديهم بمعاداته للسامية.

وكانت زيارة «جونسون» الأولى لإسرائيل فى صيف 1984، برفقة شقيقته «ريتشيل»، للتطوع والعمل فى مستوطنة «كفر هاناسى» الزراعية لمدة شهرين، وخلال تلك الفترة قاما بزيارة أغلب المناطق فى إسرائيل، واستغل وقتها «جونسون» فترة بدايات عمله كصحفى، وأجرى حواراً مع عمدة مدينة القدس الشهير آنذاك «تيدى كوليك».

وقبل أيام، تداول بعض سكان المستوطنة الإسرائيلية، على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ذكرياتهم مع «جونسون»، أثناء زيارته لإسرائيل، وأشاروا إلى تفانيه فى العمل بشكل لافت خلال فترة وجوده، حتى إن «جونسون» نفسه تباهى فى أكثر من مناسبة بهذه الزيارة، وقال نصاً: «ساهمت كثيراً من أجل الاقتصاد الإسرائيلى خلال تلك الفترة».

وحصل بوريس جونسون من فترة على لقب «الصهيونى الثائر»، بسبب معارضته الشديدة لحركة BDS التى تم إنشاؤها عام 2005، والتى تدعو لفرض العقوبات الدولية المغلظة على إسرائيل ومقاطعتها دولياً ومنع الاستثمار داخلها، كما أعرب عن غضبه الشديد من الهتافات التى تم ترديدها خلال التظاهرات التى اندلعت فى شوارع لندن، والتى نددت بالمجازر الوحشية التى يرتكبها الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة.

وخلال زيارته الأخيرة لإسرائيل عام 2015، أشاد بالتعاون الكبير بين بريطانيا وإسرائيل فى مجال الهاى تكنولوجى، وقام وقتها بزيارة حائط المبكى فى مدينة القدس، كما قام قبل فترة قصيرة بإرسال رسالة تهنئة لأعضاء الجالية اليهودية فى بريطانيا، بمناسبة حلول السنة اليهودية الجديدة، أكد خلالها أنه يأمل فى بناء علاقات قوية ومتينة بين بريطانيا وإسرائيل، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة وإسرائيل فى طريقهما للعمل والنهوض والازدهار سوياً.

أما «رون فروشاور»، الذى شغل فى الفترة بين عام 2007 حتى عام 2011 منصب سفير إسرائيل فى بريطانيا، واحتك كثيراً بجونسون، فقال عنه: «إنه شديد الذكاء رغم مظهره الغريب وتصريحاته التى تبدو حمقاء، لكنه عاشق لإسرائيل واليهود، ويحب الأسلوب الديمقراطى الذى تدار به السياسة فى إسرائيل، ويدافع بشكل دائم عن المستوطنات الإسرائيلية، وفى المقابل يكره الإسلام بشكل كبير، وسبق أن صرح بأن النساء المسلمات اللائى يرتدين النقاب أشبه بصناديق البريد».

والمثير فى الأمر، أن بوريس جونسون لديه جذور يهودية ومسيحية ومسلمة، إذ إن جد أبيه يُدعى «على كمال»، كان مسلماً تركى الأصل وكان يعمل صحفياً، شغل أيضاً منصب وزير الداخلية فى أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية، وقُتل خلال حرب الاستقلال فى تركيا، فى حين أن جد والدته كان حاخاماً يهودياً فى ليتوانيا، وبسبب تعدد جذوره اليهودية والمسيحية والإسلامية أطلق على نفسه «بوتقة صهر المعادن».

وأعرب بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، عن سعادته، بعد انتخاب بوريس جونسون، وأرسل له برقية تهنئة، جاء فيها: «تهانينا القلبية الحارة من القدس.. آمل أن نتعاون سوياً سواء من خلال صمودنا أمام التحديات المشتركة وتحقيق الآمال التى تنتظرنا»، كما أرسل الرئيس الإسرائيلى «راؤفين ريفلين « برقية تهنئة مشابهة: «تهنئة خاصة لرئيس وزراء بريطانيا الجديد بوريس جونسون، أثق أن علاقتنا بإنجلترا تحت قيادتك ستتقوى وتزدهر».