حج الـ"VIP".. عبادة ورفاهية لمن استطاع إليها سبيلا

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


التكاليف تصل لـ5 ملايين وطائرات خاصة بـ600 ألف للفرد

سينما 3D لشرح المناسك ومصاحف مطلية بالذهب ومصورون لتوثيق اللحظات المقدسة


يتمنى أى مسلم زيارة مكة المكرمة والطواف حول الكعبة والوقوف أمام قبر الرسول وقراءة الفاتحة أمامه وهى رحلة إيمانية أكثر منها زيارة لأماكن مقدسة لكل مسلم، ولذا يحاول تدبير نفقات هذه الرحلة فى حدها الأدنى مثل تكلفة الإقامة وتذاكر الطيران أو الباخرة حال السفر عن طريق البحر، وربما يلجأ كثيرون إلى السفر براً رغم أنه مرهق والإقامة فى فنادق تتمتع بالحد الأدنى من الجودة فى محاولة لتقليل التكلفة.

لكن كثيرين ينفقون الملايين لأداء الفريضة ويحرصون على التمتع بأقصى درجات الرفاهية وكأنهم فى رحلة سياحية وليس زيارة دينية.

تتعامل شركات السياحة مع الحج وفق مستويات اقتصادى أو حج 5 نجوم وتتسابق فى اختراع برامج جديدة وتتفنن فى إضافة رفاهيات غريبة وأطلقت على حدث هذه البرامج «حج الـ7 نجوم» أو «VIP» والمخصصة عادة لأبرز رجال الأعمال والمشاهير ونجوم الفن والرياضة.

وتعتبر درجة الحج الفاخر أو الـ7 نجوم أكثر البرامج التى تتضمن مستويات للترف ابتدعتها الشركات لاستقطاب الراغبين فى أداء الفريضة دون أى معاناة، مقابل الحصول على مبالغ مالية ضخمة تتجاوز المنطق، وتتضاعف تكلفة هذه البرامج مع زيادة مظاهر الترفيه.

ووصلت أسعار حج الـ «VIP» فى كثير من الشركات السياحية لـ5 ملايين جنيه، تشتمل على برنامج متكامل يتضمن السفر بطائرات يصل فيها سعر التذكرة للفرد الواحد لـ600 ألف جنيه، ومخيمات مكيفة ذات مساحات واسعة تتيح للحاج رؤية بانورامية حول مكان إقامته بجانب سينما ثلاثية الأبعاد لشرح أداء المناسك فى المشاعر المقدسة.

ولا تتوقف مظاهر الرفاهية عند هذا الحد، إذ يتضمن حج الـ«VIP» توفير جليسات أطفال أجنبيات حتى لا ينشغل الحاج بالصغار، بجانب وجود مرافقين للحجاج لحمل متعلقاتهم الشخصية وحقائبهم والحفاظ عليها من الضياع وسط الزحام.

وداخل المخيمات يتم توزيع برنامج الحج بالإضافة لمصاحف مطلية بماء الذهب، وأطقم إضافية للإحرام مطعمة بالفضة للرجال والنساء، وأكياس قماش بداخلها حلوى وبطاقات تذكارية من أرقى الأنواع وأحدث الأشكال أشبه ببطاقات الدعوة إلى الأفراح تشتمل على أدعية يتلوها الفرد أمام الكعبة أو أثناء أداء الفريضة.

ولا تتوقف الشركات عن اختراع تفاصيل جديدة مغرقة فى الرفاهية إذ أعلنت إحداها عن توفيرها لمصورين محترفين لتوثيق كل لحظة للحاج أثناء أداء الشعائر بداية من الوصول وحتى العودة مروراً بالطواف حول الكعبة وزيارة قبر الرسول ورمى الجمرات والوقوف فوق جبل عرفات.

وتنظم هذه الشركات مسابقات يحصل فيها الحاج الفائز على هدايا مثل أجهزة إلكترونية ومبالغ نقدية للتسلية فى أوقات الفراغ، وخلال مرحلة رمى الجمرات يتم تزويد الحجاج بسيارات خاصة من أحدث الماركات مكيفة ومجهزة لتسهل على الحاج رمى الجمرات من داخلها بعيداً عن أشعة الشمس الحارقة والرطوبة العالية والتزاحم، كما تحجز أوقات خاصة بعيداً عن بقية الحجاج لرمى الجمرات قرب الأعمدة التى تشير إلى الشيطان.

ولم تكتف الشركات السياحية بتوفير سبل الراحة أثناء أداء الفريضة ولكن الأمر وصل إلى تدبير وسائل لتسلية الحجاج خلال الأوقات التى يؤودون مناسك فيها منها تزويد الخيمة بقسم خاص للعناية بالبشرة للسيدات ونصائح للتغذية واللياقة البدنية الصحيحة، بالإضافة إلى مدرب تنمية بشرية وأخصائى نفسى واجتماعى.

وتتعاقد شركات السياحة مع بعض التجار لإقامة معارض صغيرة فى بازار متنقل فى كل خيمة لشراء الهدايا التذكارية تسهيلًا على الحجاج بدلاً من التجول خارج المنطقة المقدسة.