بعد مرور أسبوع على رحيل "السبسي".. ماذا حدث في تونس؟

تقارير وحوارات

السبسي
السبسي


تتأهب تونس بعدما فقدت رئيسها الباجي قائد السبسي، لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة خلال أقل من شهرين، حيث انطلقت، الجمعة، مرحلة إيداع طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية بمقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالعاصمة.

وودعت تونس أول رئيس لها انتخب بشكل ديمقراطي مباشر إلى مثواه الأخير، إذ نظمت جنازة مهيبة للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الذي توفي عن عمر ناهز 92 عاما، حضرها عدد من زعماء عديد من الدول العربية والغربية، وسط إجراءات أمنية مشددة، في السابع والعشرين من يوليو الماضي. 

وخرج جثمان الرئيس الراحل، الجمعة الماضية، في موكب حزين إلى قصر الرئاسة تمهيدا لتشييعه في جنازة رسمية كبيرة، السبت. ويظهر التونسيون مشاعر مختلطة بين الحزن والاعتداد في الوقت نفسه برئيس قالوا إنه عاش لتونس و من أجلها.

جنازة مهيبة
وانطلقت مراسم تشييع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، من قصر قرطاج، إلى مسجد أنس بن مالك في العاصمة، وشقت مسيرة الجثمان شوارع العاصمة التونسية، حيث اكتظت بالجمهور الذي تابع مسيرة الجنازة.

وحضر الجنازة العديد من مسؤولين كبار من دول عدة، من بينهم الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى مسؤولين كبار من عدة دول عربية وأوروبية وأفريقية.

كلمة تأبين
وألقى الرئيس التونسي المؤقت، محمد الناصر، كلمة تأبين، خاطب فيها السبسي مباشرة، معددا مآثره، ودوره مع الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، قائلاً: إن الفقيد تحمل مسؤوليات كبيرة في الدولة، وترك فيها بصمات لا تمحى، مشيرا إلى توليه وزارة الداخلية والخارجية ورئاسة مجلس النواب خلال فترات سياسية سابقة.

وأبرز الناصر، دور السبسي عقب توليه الحكم بعد الثورة في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية، مشيدا بنجاحه في تأمين الانتقال الديمقراطي واستقرار البلاد، ووصفه بـ "مهندس الوفاق الوطني". ثم وقف الحضور دقيقة حدادا على روح الرئيس الراحل.

وألقى الرئيس الجزائري المؤقت، عبد القادر بن صالح، كلمة قال فيها، إن رحيل قايد السبسي خسارة لتونس والوطن العربي. وترحم الرئيس الجزائري على الفقيد، متمنيا للشعب التونسي المزيد من التقدم والازدهار. وفي كلمة تأبين، أعلن الرئيس الفلسطيني عباس أن الأمة العربية والإسلامية فقدت السبسي. وقال إنه على ثقة أن الشعب التونسي سيحافظ على إرث بورقيبة والسبسي.

رئاسة مؤقتة
وبعد ساعات من وفاة السبسي، أدى محمد الناصر (85 عامًا) رئيس مجلس نواب الشعب اليمين، ليتولى الرئاسة المؤقتة للجمهورية، كما ينص الدستور. وبدت البلاد في حالة حزن عام وهي تبكي أول رئيس لها انتخب في اقتراع عام وديموقراطي ومباشر عام 2014.

تقديم الانتخابات
وقررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إثر وفاة قائد السبسي تغيير أجندة الانتخابات وتقديم الرئاسية الى 15 سبتمبر مبدئيا فيما بقيت الانتخابات البرلمانية في موعدها في السادس من أكتوبر. وأثنى العديد من التونسيين على الانتقال السريع والسلس للسلطة.

ترشح رئيس الحكومة للانتخابات الرئاسية 
وأعلن حزب "تحيا تونس"، الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، من خلال متحدثه الرسمي "على بكار"، أن الشاهد سيكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المبكرة في 15 سبتمبر 2019، مضيفا أن رئيس الحكومة التونسية سيتحدث بهذا الشأن بعد نهاية فترة الحداد لسبعة أيام التي أعلنت إثر وفاة السبسي.

فتح باب الترشح للرئاسة
في السياق ذاته، انطلقت في تونس، الجمعة، مرحلة إيداع طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية بمقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالعاصمة. وكان المنجي الرحوي، النائب بالبرلمان وعضو المكتب السياسي لحزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" (يسار) أول الوافدين إلى مقر الهيئة (دستورية/مستقلة) لتقديم ملف ترشحه للسباق الرئاسي.

والرحوي، كان أحد أبرز قيادات "الجبهة الشعبية" في البرلمان (يسار)، التي شهدت في الآونة الأخيرة خلافات عدة، أبرزها حول الشخصية التي سيتم ترشيحها للانتخابات الرئاسية.

وتمسك حزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" بترشيح الرحوي للرئاسة، رغم أن الأغلبية داخل الجبهة صوتت على ترشيح الناطق باسمها حمة الهمامي. وكان من تبعات ذلك تقديم الرحوي و8 نواب آخرين استقالتهم من الجبهة.

وإلى جانب الرحوي، قدم عدد آخر من السياسيين ملفات ترشحهم للانتخابات، اليوم، وبينهم محمد عبو الأمين العام للتيار الديمقراطي (وسطي)، وعبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر (ليبيرالي).