تعرف على أدلة تورط قطر في هجمات الصومال

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر


في الوقت الذي تضج فيه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بشأن تسريبات "نيويورك تايمز" حول تورط دولة قطر في هجمات إرهابية طالت الصومال العام الماضي، جاء رد الدوحة ليفضح ويكشف الأكاذيب والأقاويل التي لفقتها في صورة تثبت يوماً بعد يوم ارتباطها القوي بالجماعات والتنظيمات الإرهابية.

 

كُشفت الحقائق حول دور قطر المزدوج في الصومال، بعد تسريبات لمحادثة هاتفية نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"الثلاثاء، بين رجل الأعمال المقرب من النظام القطري، خليفة كايد المهندي، والسفير القطري في الصومال حسن بن حمزة هاشم، مفادها بأن المسلحين نفذوا تفجيراً في مدينة بوصاصو لتعزيز مصالح قطر.

 

وعرض موقع "عرب نيوز"، تفاصيل تلك المكالمة حيث نقل عن المهندي قوله: "أصدقاؤنا وراء التفجيرات الأخيرة في الصومال"، مؤكداً أن الهجمات كانت تهدف إلى ضرب الاستثمارات والمشاريع الخارجية وبينها استثمارات إماراتية.

 

ويأتي هذا الاعتراف ليدعم الوثائق التي قدمتها دول المقاطعة الأربع (السعودية، والإمارات، البحرين، ومصر)، والتي تثبت وجود شبكات دعم وتمويل وتسليح من قطر لجماعات إرهابية في دول عدة، بما يهدد أمنها واستهداف مصالحها ومشاريعها وسكانها.

 

وقعت التفجيرات الدامية بميناء بوصاصو الصومالي يوم 18 مايو (أيار)، وبعدها بأسبوع، جاءت المكالمة الهاتفية لتؤكد أن الهجمات وقعت ببصمات قطرية، وفي نفس اليوم، أعلنت السفارة القطرية في مقديشو، عن لقاء جمع بين رئيس الوزراء الصومالي، حسن خيري، والسفير القطري حسن بن حمزة هاشم، والذي "بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها".

 

ففي الوقت الذي تدعم فيه الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش الذي أعلن تبنيه للهجوم، وتنظيم القاعدة الذي أخذ من مقديشو مسرحاً لعملياته الانتحارية منذ سنوات، تبني الدوحة علاقات دبلوماسية مع الحكومة الصومالية، بطرق خبيثة لبث سمومها على جميع الأصعدة، بهدف "تعزيز مصالحها".

 

ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، فلم يشكك أبداً السفير القطري وهو ذراع النظام في الصومال، في صحة التسجيل، بل أعطى عذراً أقبح من ذنب، حيث قال إنه كان يتحدث مع المهندي "محادثة هاتفية عادية بين مواطنين عاديين، وليس بصفته مسؤولاً حكومياً"، فيما نفى السفير القطري بالصومال معرفته بالمهندي، أو أن يكون له أي صلة به، وفقاً للصحيفة.

 

وكان مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، أكد خلال تصريحات صحافية، في وقت سابق، أنه "من غير المفاجئ أن تلعب قطر دوراً مزدوجاً يظهر مساندة حكومة ما من جهة، ويدعم الجماعات الإرهابية من جهة أخرى"، وهذا ليس بجديد على سياسة نظام الحمدين، حيث تحدثت العديد من التقارير عن دور قطر في تمويل حركة الشباب الإرهابية في الصومال.

 

 

إلا أن ما يثير الشفقة حقاً هو رد الحكومة القطرية على التسريبات، حيث قالت في بيان، أمس الثلاثاء، إنها لا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، نافية علاقتها بالمهندي مشيرة إلى أنه "لم يكن يوماً مستشاراً من أي نوع للحكومة"، وقالت إنها طلبت الحصول على التسجيلات من "نيويورك تايمز" لدعم التحقيق الذي ستجريه في القضية، إلا أن الصحيفة رفضت تسليمها.

 

ويبدو أن الدوحة تجاهلت تقارير صحافية عدة، كشفت العلاقة الوثيقة التي تربط بين المهندي والنظام، حيث أفادت أنه يعمل لصالح الاستخبارات القطرية، وهو ذراع قطر لتمويل الجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة العربية، ومتهم بتمويل ميليشيات ليبية وجماعات إرهابية في مالي.

 

يقول المعارض القطري خالد الهيل، في تصريحات عبر حسابه على تويتر، إن "رجل الأعمال خليفة المهندي مقرب جداً من تميم، وتسريبات "نيويورك تايمز" جزء بسيط مما قد تم رصده من عمليات قذرة وموثقة، اعتقد تنظيم الحمدين أنه نجا منها"، مشيراً إلى أن رد قطر مجرد "حبر على ورق، ولن يستطيع تغيير الواقع المرير".

 

وكشف الهيل أن المهندي ضابط مرافق لتميم، وبينهما محادثات كثيرة من الممكن تسريبها قريباً، ومع ذلك يصر نظام الحمدين على تكذيب الحقائق والوقائع حتى مع وجود أدلة دامغة تثبت سياساته الخبيثة في تقويض الأمن العام وزعزعة استقرار البلدان التي تعاني من ويلات الحروب.

من جانبه، لفت مؤسس لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية سلمان الأنصاري، في تصريح لـ"عرب نيوز"، إلى أن العالم قد يُفاجأ برعاية الدوحة للهجمات الإرهابية في الصومال، إلا أن جيران قطر ليسوا كذلك، وهذا هو السبب الرئيسي في أن اللجنة الرباعية لمكافحة الإرهاب، قامت بمقاطعة قطر سياسياً ودبلوماسياً وتجارياً منذ يونيو (حزيران) 2017.

 

وأضاف "ستفعل قطر كل ما في وسعها لإطلاق العنان لأيديولوجتها الإرهابية المرتبطة بتنظيم الإخوان، وجميع التنظيمات الأخرى المنبثقة عنها ودعمها، حيث أنها تستغل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض الدول العربية، لدعم الميليشيات الإرهابية بهدف تعزيز مصالحها الشريرة".

 

وأشار إلى أن "العالم سئم من السياسات القطرية ذات الوجهين، ولابد أن تنكشف الصورة كاملة وأن تسمى الأشياء بأسمائها، فقطر دولة خبيثة وتحتاج إلى مواجهة حاسة وقوية"، متوقعاً الكشف عن المزيد من التسريبات ضد قطر في الأيام المقبلة.

 

وتابع الأنصاري "بذلت الدوحة قصارى جهدها للسيطرة على القرن الإفريقي من خلال الجماعات الإرهابية والسماح لإيران بزعزعة استقرار خطوط الشحن في البحر الأحمر"، مشيراً إلى أن رد قطر الرسمي على المحادثة المسربة، يكشف عن حالة من الخوف والتخبط، حيث أنه من الواضح أن "رجل الأعمال القطري كان ضابط مخابرات لدى النظام"، مؤكداً أن "التسامح العالمي لإرهاب قطر انتهى، الآن وإلى الأبد".