د.حماد عبدالله يكتب: قرائه في "الكف" !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية



الشغف لمعرفة المستقبل شغف إنساني لا يفرق فيه بين إنسان الغابة وإنسان الحضر مهما كانت درجة ثقافته بل هناك من الدراسات والبحوث ما يسعى الإنسان من خلالها لمعرفة جزء من التوقع للمستقبل سواء في قضايا الطبيعة 
( زلازل , سيول ، حرائق ، براكين ) أو القضايا السياسية والاجتماعية وكذلك قضايا العصر والتي تؤثر على كل ما سبق من مؤشرات صاعدة وهابطة وثابتة  وهى القضايا الاقتصادية ويسعى الإنسان بشغف لمعرفة أو توقع ما يمكن أن يحدث !! وقد استعان الإنسان قبل أن ننظر إلى درجة ثقافته أو موقعه السياسي بالشعوذة والسحر ولعل أكثر ما كتب في الاستعانة بعلم الغيب والنجوم  وقراءة الكف عن السيدة ( نانسي ريجان ) قرينة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (رونالد ريجان ) فقد كانت تستعين بقارئة للكف حتى تطمئن على شعبية الرئيس ( زوجها ) أمام القرارات الاستراتيجية التي كان يتخذها إبان توليه الإدارة من البيت الأبيض ولعلنا اليوم في اشد الاحتياج للاعتقاد في هذا العلم واللجوء إلى ( الكف ) وإلى 
( الفنجان ) لقراءته لكي نطمئن على أحوالنا الخاصة والعامة خاصة ونحن نعيش مرحلة تتصادم فيها الآراء والأفكار ، وتتبوأ الحياة السياسية في مصر  تحت ظل حرية الرأي والديمقراطية حالة من التسيب وعدم المبالاة والانحطاط في التعبير  والإساءة عند الاختلاف في الرأي والإشاعات التي ما أن يقضى على واحدة حتى تظهر الثانية وكلها تهدف إلى زعزعة الثقة وإيحاءات بتوقعات قريبة من الوهم  ومن الخيال المريض !! و لا رابط أو ضابط للإيقاعات الإعلامية سواء مقروء أو مرئي وأصبح كل من بيده قلم شبه ناهش للحم الغير وكأن القلم سكين حاد  وكل من يستطيع الوصول إلى شاشة فضائية أو حتى أرضية  يبخ من السم  على شكل وعظ أو عظة أو نصيحة أو فتوى أو فكرة ( سياسية جهنمية ) يتفتق عنها ذهن              ( الماسك ) بالميكروفون وكأنه المنزل المنزل من عند الله ( استغفر الله العظيم ) شيء يحتاج منا لحزم أمورنا ويحتاج منا ضبط لإيقاعات الحياة لدينا ويحتاج في نفس الوقت رغبتنا للتطلع إلى المستقبل أو قراءة النجوم ( الأكفف ) ( وفناجين القهوة ) ( المقلوبة ) عسى تطمأننا على غد أراه في ظل هذا المناخ سيئ للغاية  أسود  قاتم غير داعي للتفاؤل وهنا يطرح السؤال نفسه وماذا بعد ؟ حتى لو صدقنا النجوم والأكفف ماذا بعد ؟ ولعل عدم وجود قانون في البلاد ينظم الحصول على المعلومات ويخول للأجهزة طريقة للإفصاح عن المعلومات  وكذلك عدم وجود ألية لضبط جودة المعلومات وإيصالها لطالبها والحصول عليها بيسر وبطريقة شرعية جعلت من قراءة " الكف والفنجان " أسلوب أمثل للحصول على توقع أو على معلومة غير معلنة حيث أن حياتنا كلها أصبحت حزمة من الأسرار التي و كأنها تهدد الأمن القومي حين تداولها ومع ذلك  كان قانون للإفصاح و المعلومات تم وضعه في الأدراج  وينتظر دوره في أجندة المؤسسات النيابية المصرية وحتى يتم ذلك فلا شيء أمامنا غير قراءة الكف واللجوء لفنجان القهوة وحتى يمكن أن نبث الطمأنينة في أنفسنا يجب العودة إلى كلمة حق " كذب المنجمون ولو صدقوا " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم !!