الأثرياء ينفقون 5 مليارات جنيه لشراء "مصايف ومشاتي"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مناطق الساحل الشمالي الأكثر طلبا.. العين السخنة الأغلى ومطروح والإسكندرية الأرخص


يوليو هو موسم الصيف والإجازات، ومع ارتفاع درجة حرارة الجو اعتاد المصريون الهروب من القاهرة إلى المناطق الساحلية، والتى تنقسم إلى مناطق ذات رواج وجاذبية، ومناطق شعبية تنخفض بها الأسعار عن غيرها.

ويشهد بيزنس العقارات حالة من الانتعاش أيضا مع دخول فصل الصيف، خاصة الوحدات المصيفية ومشروعاتها، والتى تحدد المنتجع السكنى الذى يختار المواطن الشراء به، كنوع من الاستثمار وحفظ المدخرات أو من خلال التأجير.

وحسب مؤشر «عقار ماب» عن شهر يونيو الماضى، شهد السوق العقارى زيادة سريعة فى مستوى الطلب، مباشرة بعد عيد الفطر، بنسبة نمو بلغت 22%، وهى أكبر زيادة سجلها المؤشر خلال أى شهر هذا العام بعد حالة من الانخفاض المتواصل.

وشكلت فئة المصريين فى الخارج من دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة نسبة 45% من هذا النمو فى الطلب، ما دفع عديداً من الشركات إلى إطلاق حملات دعائية لاستهدافهم فى هذا الوقت.

وقدرت أحدث دراسة عن إنفاق المصريين على المنتجعات السكنية والسياحية والصادرة عام 2016، للدكتور عبد الخالق فاروق - الخبير فى الشئون الاقتصادية، حجم ما أنفقه المصريون على شراء الوحدات الفاخرة فى المنتجعات السياحية خلال 32 عاما وحتى عام 2012، وفقا للسيناريو المرتفع 169.5 مليار جنيه أما المنخفض فبلغ 65 مليار جنيه.

وتتواجد هذه المنتجعات والتى يقدر عددها بأكثر من 200 ألف وحدة سكنية فى المناطق الساحلية والقرى السياحية، وأغلب وحداتها من الشاليهات وتضم فيلات وشققاً، ولا تستعمل فعليا على مدار العام الا لفترات قصيرة جدا، سواء كمصيف أو عبر إيجاره لآخرين.

وبحسبة بسيطة يمكننا تقدير ما أنفقه المصريون على شراء هذه الوحدات منذ عام 2012 وحتى هذا العام، أى خلال 7 سنوات وفقا للسيناريو المرتفع بحوالى 35 مليار جنيه أما المنخفض فيبلغ 14 مليار جنيه.

ويقول فتح الله فوزى - عضو مجلس إدارة غرفة التطوير العقارى باتحاد الصناعات لـ«الفجر»، إن أكثر المناطق إقبالا من جانب المصريين لشراء الوحدات المصيفية هى الساحل الشمالى ثم مناطق البحر الأحمر، ومنها السخنة والغردقة ومرسى علم والجونة، أما منطقة رأس سدر فتأتى فى مرتبة متأخرة.

ويضيف فوزى، أنه مع الأسعار المرتفعة وظروف تعويم الجنيه وانخفاض القدرة الشرائية عند المصريين أصبح هناك انتشار للوحدات المصيفية الصغيرة والتى نطلق عليها استديو وتبدأ مساحتها من 40 و50 متراً مربعاً وهى خيار طرحه المطورون العقاريون خلال الفترة الأخيرة فى كل المشروعات.

وحسب تقرير «عقار ماب» لاتجاهات الطلب على وحدات المصيف، يتربع الساحل الشمالى على رأس القائمة ثم العين السخنة ثم الإسكندرية ثم مرسى مطروح ثم الغردقة ثم الجونة ثم شرم الشيخ ثم رأس سدر وأخيرا مرسى علم.

وعن بورصة الأسعار فى هذه المناطق، تأتى منطقة العين السخنة كأعلى سعر نظرا لقربها من القاهرة حيث يقدر متوسط سعر المتر فيها للفيلات 16 ألفاً و300 جنيه أما الشقق فيبلغ 13 ألفاً و500 جنيه.

وفى المرتبة الثانية يحتل الساحل الشمالى سعرا مرتفعا حيث يقدر متوسط سعر المتر فيه للفيلات 14 ألفاً و200 جنيه أما الشقق فيبلغ 9 آلاف و150 جنيهاً، ثم الغردقة التى تجمع بين مواصفات المنتجع السياحى والمدينة الحضرية فيقدر متوسط سعر المتر فيها للفيلات 11 ألفاً و450 جنيهاً أما الشقق فيبلغ 10 آلاف و850 جنيهاً.

وفى الترتيب الرابع تأتى رأس سدر حيث يقدر متوسط سعر المتر للفيللات 6 آلاف و950 جنيهاً أما الشقق فيبلغ 4 آلاف و450 جنيهاً، ثم شرم الشيخ بسبب بعد مسافتها عن أغلب المحافظات المصرية فيقدر متوسط سعر المتر فيها للفيللات 6 آلاف و600 جنيه أما الشقق فيبلغ 8 آلاف و400 جنيه.

وتحتل مرسى مطروح المرتبة السادسة حيث يقدر متوسط سعر المتر للفيللات 5 آلاف و600 جنيه أما الشقق فيبلغ 3 آلاف و850 جنيهًا، وأخيرا الإسكندرية وهى الأكثر شعبية بمتوسط سعر متر 3 آلاف و450 جنيهاً للشقق.

ووفقا للدكتور عبد الخالق فاروق، فإن دراسته رصدت فقط نسبة 80% على الأكثر من المنتجعات خاصة السياحية لأنه ليس هناك إحصاءات رسمية قامت بتوفير بيانات عن هذا القطاع، لافتا إلى انتشار هذه المنتجعات مؤخرا بشكل كبير حتى امتدت إلى مناطق مرسى علم وسيدى عبد الرحمن ورأس سدر وغيرها.

وأرجع فاروق اتساع الظاهرة، إلى وجود فوائض مالية لدى المصريين والتى يفضلون أن يستثمروها فى شراء العقارات سواء الأراضى أو الوحدات السكنية لأن قيمتها تتزايد.