مؤشرات على شراكة قوية بين "الانتقالي" و"التغيير" بالسودان

عربي ودولي

الاتفاق السوداني
الاتفاق السوداني


في تطور لافت، وصل السبت وفد مشترك من المجلس العسكري الانتقالي في السودان، وقوى إعلان الحرية والتغيير، إلى جنوب السودان، في أول زيارة خارجية لهما.

 

وضم الوفد نائب رئيس المجلس العسكري، محمد حمدان دقلو، وشمس الدين الكباشي، وياسر العطا، إلى جانب إبراهيم الأمين وأحمد ربيع من قوى "الحرية والتغيير".

 

والتقى الوفد، خلال الزيارة التي استغرقت يوماً واحداً، رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، وبحث معه عددا من القضايا الثنائية بين الجانبين. كما التقى الوفد الحركة الشعبية لتحرير السودان، جناحي عبد العزيز الحلو، زعيم متمردي جنوب كردفان، ومالك عقار، زعيم المتمردين في النيل الأزرق، في إطار مساعي السلام وترتيبات المرحلة الانتقالية.

 

"يدعم السلام في السودان"

ولفت عقار إلى أنه تلقى طلباً من سلفاكير للحضور إلى جوبا لمقابلة وفد المجلس العسكري، قائلاً: "واستجبت لطلبه لأنه يدعم السلام في السودان".

 

كما ذكر في تعميم صحافي مساء السبت: "أكدت لوفد المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، على ضرورة دعم نتائج اجتماع إعلان أديس أبابا، وتضمينها في الاتفاق السياسي والإعلان الدستوري".

 

وأعلن عقار موافقتهم على رعاية رئيس دولة الجنوب للعملية السلمية وإسقاط الأحكام التي صدرت غيابياً على بعض قيادات الحركات المتمردة والعفو عن المحكومين والمسجونين سياسياً، وفتح المسارات الإنسانية للمنظمات الدولية والوطنية، بجانب دعوة الحركات المتمردة إلى جوبا لبلورة موقف الحل الشامل.

 

ولم يلتق وفد "الانتقالي" و"الحرية والتغيير" بعبد العزيز الحلو، بسبب تواجده في إثيوبيا، لكنهم التقوا بعدد من قيادات حركته.

"عملية سلام شاملة"

وبحسب المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين، اسماعيل التاج، تأتي الزيارة في إطار عملية المشاورات مع قادة الحركات المتمردة بشأن عملية السلام بالبلاد.

 

وقال التاج لـ"العربية.نت" إن عملية السلام في البلاد يجب أن تكون شاملة بحيث تسع الجميع، مشيراً إلى أن زيارة الوفد المشترك إلى جوبا امتداد للمباحثات التي عقدت بين قوى الحرية والتغيير وقادة الجبهة الثورية في أديس أبابا، وتُوجت باتفاق سياسي بين الطرفين.

 

كما أضاف أن وفد المجلس العسكري و"الحرية والتغيير" بحث مع الحركة الشعبية لتحرير السودان مسارات إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الحركة بولاية جنوب كردفان "المتاخمة لدولة الجنوب"، موضحاً أن الوفد بحث أيضاً قضية وقف العدائيات وإطلاق النار في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

 

ولفت إلى أن الوفد المشترك عرض على الحركة الشعبية الاتفاق السياسي الذي وقعه الطرفان مؤخراً، ووثيقة الإعلان الدستوري المقرر استئناف التفاوض بشأنها.

 

وكانت البعثة الإفريقية إلى السودان قد قالت إن المفاوضات بين المجلس الانتقالي وقوى الحرية والتغيير ستُستأنف السبت، وذلك بعد توقف دام لأكثر من أسبوع.

 

إلا أن عضو لجنة التفاوض عن قوى الحرية والتغيير، طه عثمان، أعلن لاحقاً عن تأجيل جلسة التفاوض التي كانت مقررة السبت بين اللجنة الفنية المشتركة المكلفة بصياغة الاتفاق السياسي والإعلان الدستوري، مشيراً إلى أن الاجتماع أرجئ إلى اليوم الأحد.

 

وعزا طه في تصريح خاص لـ"العربية نت" إرجاء جلسة اللجنة الفنية بسبب اجتماع لتنسيقية قوى الحرية والتغيير ووفد التفاوض لمزيد من المشاورات، إلى جانب مناقشة إمكانية إدخال ملاحظات الحركات المتمردة في الإعلان الدستوري.

 

"مسألة وقت"

بدوره، رأى المحلل السياسي، إبراهيم النور، أن زيارة وفد مشترك من المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير إلى جوبا قبل توقيع الاتفاق النهائي بينهما إشارة واضحة إلى اقتراب تجاوزهما لجميع النقاط الخلافية، وأن توقيع الاتفاق النهائي بينهما بات "مسألة وقت".

 

وقال النور لـ"العربية.نت" إن الشراكة بين المجلس الانتقالي وقوى الحرية، بدأت فعلياً السبت، بعد موافقة وفد "التغيير" الذهاب إلى جوبا برفقة قيادات المجلس العسكري، لبحث عملية السلام في البلاد مع المتمردين، مشيراً إلى أن الزيارة تعكس جديتهما في التوصل إلى سلام حقيقي بالبلاد وإنهاء الحرب الدائرة في عدد من الأقاليم منذ سنوات.

 

غير أن المتحدث باسم تجمع المهنيين، اسماعيل التاج، أوضح أن زيارة وفد "الانتقالي والتغيير"، إلى جوبا لا تعني دخول مرحلة الشراكة بينهما حيز "التنفيذ"، مشيراً إلى أن الوفد الذي غادر إلى جوبا، هم أعضاء في لجنة التفاوض، وقرروا توسيع دائرة التشاور لإشراك قادة الحركات المتمردة في الاتفاق.

 

وكان الطرفان قد وقعا على وثيقة الاتفاق السياسي في السابع عشر من يوليو الحالي، بعد مفاوضات ماراثونية بين الجانبين امتدت لأكثر من 3 أشهر.