علي بدرخان: سعاد حسنى أهم من فاتن حمامة.. وأخرجت "نزوة" لإنقاذ عاطف الطيب

العدد الأسبوعي

علي بدرخان
علي بدرخان


يوسف شاهين طالبنى بإخراج "شفيقة ومتولى" ورفضت إخراج "أيام السادات"


حكاياته عن عالم الفن السابع، لا تشبه أية حكايات أخرى، فهو يعتبر السينما عشقه الأول، ومنحته بعد ذلك اسما كبيرا فى عالم الفن، رغم إنه اختارها بناء على رغبة والده الذى قال له «لو مدخلتش معهد السينما متبقاش ابنى»، وعن الفن والسياسة والحياة كان لنا مع المخرج على بدر خان هذا الحوار.


1- حكى المخرج الكبير على بدرخان لأول مرة عن سر اعتقاله فى عهد الرئيس السادات مشيرا إلى أن السلطات المصرية وقتها، كانت تخاف من خروج بعض الفنانين، والمثقفين كنوع من الرفض لزيارة الرئيس الأمريكى «نيكسون»، وكان وقتها فى حوش آدم بصحبة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وقتها غنى الشيخ بأغنية «شرفت يا نيسكون بابا»، من كلمات نجم، اعتراضا على تلك الزيارة، وألقت قوات الأمن القبض علينا أثناء تواجدنا فى «الحوش»، وكان يستعد وقتها لإخراج فيلم الكرنك لسعاد حسنى، نور الشريف، ومعهم كوكبة كبيرة من النجوم، واستمتع بالتجربة وعاش واقعا تحدث عنه سينمائيا، وأشار إلى أنه استفاد من تجربة اعتقاله، فى صنع فيلم حقيقى، بعد أن اقتربت شخصيا من هذا العالم الخفى، فلم يقتصر الأمر على شهادات من اعتقلوا، ويعتقد أنه كان جبناً من النظام وقتها.

2- يرى بدرخان أنه كان من المفترض أن لقب نجمة القرن يذهب لـ «سعاد حسنى»، وليس لـ«فاتن حمامة»، لأن الأولى هى الأهم تمثيلا، إبداعا، تنوعا، رغم أن سيدة الشاشة فاتن حمامة ممثلة كبيرة وعظيمة، لكن تنوع الأدوار، والغناء والرقص يصب ذلك فى مصلحة سعاد، التى أرى أنها تفوق بمراحل كل فنانات جيلها.

3- يروى بدرخان سر ابتعاده عن السينما قائلا: الجو العام فيها لا يناسبنى كما أنها تمر بوعكة، إن جاز التعبير لذا فضلت الانسحاب لأن شركات الإنتاج لم تعد ترحب بتقديم أعمال سينمائية مختلفة كل ما هو موجود تقليد للاستايل الأمريكى، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى أصبحوا يعملون بنظام عمل لا أعرفه، ولم أصادفه طيلة مشوارى، وأصبحوا يأخذون من خبرات السوق بمعنى أن المخرجين يتعلمون أثناء عملهم، مصر لم تعد تستغل القوى الناعمة سياسيا، كما كانوا يفعلون فى الماضى، كنا الأكثر تأثيرا فى المنطقة، كنا موجودين ومنتشرين من خلال أفلامنا وأغانينا، نحن فقدنا الكثير من قوتنا وقوانا الناعمة.

4- تحدث بدرخان للمرة الأولى عن قصة قبوله إخراج فيلم «نزوة»، لأحمد زكى ويسرا، وشيرين رضا، بعد رحيل صديقه المخرج عاطف الطيب الذى خطفه الموت على حد تعبيره، مشيرا إلى أن منتج الفيلم «تورط»، وتابع: كما يقال بلغة السينما دفع عرابين لفنانين وإيجارات استوديو، لذا قررت قبول إخراج الفيلم، وإن كنت لا أحب تقديم أعمال سينمائية مقتبسة من أعمال أخرى أجنبية، لكن ليس لدى ما يمنع تقديم أفلام مأخوذة من مسرحيات لأنه الخيال فيها يكون أوسع، مثلما فعلت فى فيلم «الرغبة»، التى لعبت بطولته كل من نادية الجندى، وإلهام شاهين، رغم أن تلك المسرحية تم تقديمها فى فيلمين أحدهما «لمارلون براندو»، لكن قررت العمل على المسرحية نفسها، وليس الفيلم، وحاولت فى فيلم النزوة مع السيناريست بشير الديك تعديل بعض الأشياء فى السيناريو قدر المستطاع نظرا لضق الوقت، واستعجال المنتج، أما عاطف الطيب خطفه الموت قبل أن ينفذ أحلامه الكبيرة والعريضة، هو واحد من أهم مخرجى هذا الجيل، صاحب رؤية مختلفة، لم نستفد منها للأسف لأن الموت خطفه من بيننا.

5- يروى بدرخان قصة توليه إخراج فيلم شفيقة ومتولى لسعاد حسنى بدلاً من شاهين قائلا: أثناء تصوير هذا الفيلم كان شاهين قد أجرى عملية جراحية كبيرة، ولم يستطع استكمال التصوير، وأنا وقتها كنت أساعده لأنه أستاذى، فقال لى «كمل أنت الفيلم ده»، قلت له «أنا عايز 10 أيام أعدل شوية فى السيناريو» قال لى: «تعمل إيه يا سى خ..........»، قلت «حضرتك علمتنا كده إنه المخرج لازم يكون صاحب وجهة نظر مختلفة عن غيره، وقد كان أخذت مهلة عدلت فى السيناريو، ثم عدت لاستكمال التصوير».

6- وتحدث بدرخان عن قصة رفضه إخراج فيلم «أيام السادات»، لأحمد زكى الذى جاء بدلا منه محمد خان، قائلا: كان الخلاف مع إبراهيم عيسى فى وجهات النظر، والذى كان من المفترض أن يكتب السيناريو والحوار للفيلم، لذا انسحبت، وليس صحيحا أن الخلاف إنه كونى ناصريا، لأننى لا أكره الرئيس السادات، وأنتقده فى سياسة الانفتاح العشوائى، وقدمتها فى فيلم أهل القمة».

7- قال بدرخان إنه دخل مجال الإنتاج السينمائى مرغما وأنتج فيلمين الأول «الراعى والنساء» لسعاد حسنى، وأحمد زكى، يسرا، لأننى قررت أكون مقاتلا ولا أستسلم بعد انسحابى من فيلم «رغبة متوحشة» لوحيد حامد وقال لى المنتج حسين القلا «معايا السيناريو عايزك تنفذه دون تعديل»، فقلت له «ليه هو أنا نجار»، وقررت تنفيذ الفيلم وأنتجه وساعدنى فيه سعاد، أحمد زكى، يسرا، وأجلوا أجورهم إلى بعد نزول الفيلم، الحمد لله فيلم هو الأكثر نجاحا، وندم القلا على عدم تنفيذه لفيلمى، والمرة الثانية كمنتج من خلال فيلم «الجوع» لسعاد حسنى، ومحمود عبدالعزيز، وتورطت ودخلت كشريك مع مجموعة استديوهات مصر للسينما، وقمت ببناء حارة، قالوا لى أصرف أنت ثم نتحاسب، لكن هذا لم يحدث، وتم النصب على.