د. بهاء حلمي يكتب: الاحتفال باليوم المصري لعلاج التهاب الكبد

مقالات الرأي

د. بهاء حلمي
د. بهاء حلمي


تحتفل دول العالم المختلفة، باليوم العالمى لالتهاب الكبد الذى يوافق  28 يوليو من كل عام، ويهدف هذا الاحتفال إلى تعزيز الجهود الوطنية والدولية المبذولة لمكافحة التهاب الكبد، وتنمية الوعى لدى المواطنين وفهمهم للالتهاب الفيروسى الذى يصيب الكبد، والمخاطر التى يسببها، بالإضافة إلى تشجيع عمليات الوقاية ودعمها، وطرق تشخيص المرض وعلاجه.

يقول الأطباء إن التهابات الكبد الفيروسى تستهدف كبد الإنسان وتعمل على رفع الإنزيمات وتليف خلايا الكبد إذا لم يتم كشفها مبكرا وعلاجها وفق الأصول الطبية والعلمية السليمة.

وتشير الإحصائيات إلى وجود حوالى 325 مليون شخص مصاب بفيروسات الكبد على مستوى العالم، ما يؤدى إلى وفاة ما يزيد على 1.34 مليون شخص سنويا، لذلك وضعت منظمة الصحة العالمية التخلص من هذا المرض هدفا لها بحلول عام 2030م.

إن تبنى القيادة السياسية استراتيجية بناء الإنسان المصرى باعتباره القيمة العليا وأساس الثروة البشرية هو عمل خلاق وملهم لما يحققه ذلك من مكاسب على صعيد إعادة صياغة وبناء شخصية الإنسان المصرى فى ضوء الاستهداف الذى نال من المصريين على مدار عقود ماضية فى كافة المجالات وعلى كل المستويات.

إن إعادة بناء الإنسان المصرى يعنى إعادة بناء حضارة جديدة بمفاهيم علمية معاصرة، كما أن محاور استراتيجية بناء الإنسان متعددة ومرتبطة بعضها ببعض سواء كان فى مجال الصحة والعلاج أو فى مجال إصلاح نظام التعليم أو الإصلاح الاقتصادى وتحسين مستوى المعيشة أم على المستوى الثقافى والإنسانى وترسيخ قيم الولاء والانتماء.. وغيرها من المحاور الأخرى، وهى عمليات تتطلب جهوداً وقدرات وإمكانات بشرية ومادية هائلة لأنها تساهم فى وضع أسس بناء دولة عصرية.

وبمناسبة اليوم العالمى لالتهاب الكبد وجدت نفسى فى محل التزام أدبى وواجب لإعادة تناول المبادرات الرئاسية التى تستهدف صحة الإنسان مثل «حملة 100 مليون صحة» للكشف عن التهاب الكبد الفيروسى سى وإجراء فحوصات ارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الوزن والسمنة مع العلاج المجانى بهدف القضاء على المرض بحلول عام 2023م، ليس لكونه حقاً أصيلاً من حقوق الإنسان أو لاعتبار أن الصحة أحد محاور بناء الإنسان فقط، بل لأنه أيضا يرفع عن كاهل الأسرة المصرية مصاريف ونفقات العلاج إضافة إلى الوقاية من الأمراض، مما يتيح الفرصة لبناء أجيال تتمتع بالصحة والجسم السليم.

كما أن التوجيه الرئاسى بتطبيق المبادرة على كل الأجانب المقيمين فى مصر بداية من 17 مارس 2019، ومن بينهم اللاجئين وطالبى اللجوء مع العلاج المجانى، وعلاج مليون إفريقى يعانون من التهابات الكبد، قرار له بُعد إنسانى ووقائى وريادى أيضا، وهو محل إشادة وامتنان من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية، لذلك ندعو فى هذه المناسبة بكل فخر أن يكون هذا اليوم للاحتفال باليوم المصرى لعلاج التهاب الكبد أيضا.

إن الاهتمام ببناء صحة الإنسان لا يقتصر على العلاج من الالتهاب الكبدى بل هناك العديد من مبادرات العلاج والوقاية مثل مبادرة القضاء على قوائم الانتظار للتدخلات الحرجة، ومبادرة «نور حياة» لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار، والحملة القومية للكشف المبكر عن أمراض «السمنة والأنيميا والتقزم» ، وبدء تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة والكشف عن سرطان الثدى والأمراض غير السارية فى 9 محافظات، والتى تستهدف السيدات من عمر 18 عاما فأكثر وتؤدى لهن الخدمات بالمجان، وغيرها من المبادرات، وإصدار قانون التأمين الصحى الشامل لإصلاح نظم الرعاية الصحية التى بدأت بسفر البعثات الطبية من شباب الأطباء العاملين ببورسعيد من الجنسين للاستفادة بالتجارب الدولية والاطلاع على تجربة بريطانيا فى تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل قبل تنفيذها ببورسعيد كأول محافظة مصرية تشهد تطبيق المنظومة الجديدة.

إن الصحة والعلاج فى مصر يشكل تحديا عظيما كغيره من التحديات التى يتطلبها بناء الإنسان، ولكن على قدر هذه التحديات فهناك إنجازات غير مسبوقة ليس فى مجال الصحة والعلاج والوقاية من الأمراض فقط، بل هناك إنجازات لا تحصى فى كافة مناحى الحياة على أرض مصر ستؤدى حتما إلى تحقيق التنمية والرخاء سنحاول إلقاء الضوء عليها تباعا، فتحية صادقة لهذا الفكر والتخطيط والجهد المبذول والإخلاص فى العمل لبناء الإنسان المصرى.

www.bahaahelmy.com